وقال آخرون: بل عُنِيَ بذلك أنه أخذه بأوّل عمله وآخره. من الذي قال انا ربكم الاعلى - منبع الحلول. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) قال: أوّل عمله وآخره. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) قال: أول أعماله وآخرها. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الكلبي: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) قال: نكال الآخرة من المعصية والأولى. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قوله: ( نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) قال: عمله للآخرة والأولى.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النازعات - الآية 25
( أنا ربكم الأعلى) قالها الطاغية مخدوعا بغفلة جماهيره، وإذعانها وانقيادها. فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها. وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا. إنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد له أعناقها فيجر! وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى. وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم. فالطاغية -وهو فرد- لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها. وكل فرد فيها هو كفء للطاغية من ناحية القوة ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئا! وما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبدا. وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبدا. وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تعرف ربها وتؤمن به وتأبى أن تتعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضرا ولا رشدا! فأما فرعون فوجد في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان، ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة: أنا ربكم الأعلى.. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النازعات - الآية 25. وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة، تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء.
من الذي قال انا ربكم الاعلى - منبع الحلول
القول في تأويل قوله تعالى: ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ( 25) إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ( 26) أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ( 27) رفع سمكها فسواها ( 28)). يعني تعالى ذكره بقوله: ( فأخذه الله) فعاقبه الله ( نكال الآخرة والأولى) يقول: عقوبة الآخرة من كلمتيه ، وهي قوله: ( أنا ربكم الأعلى) ، والأولى قوله: ( ما علمت لكم من إله غيري). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب ، قال: سمعت أبا بكر ، وسئل عن هذا فقال: كان بينهما أربعون سنة ، بين قوله: ( ما علمت لكم من إله غيري) ، وقوله: ( أنا ربكم الأعلى) قال: هما كلمتاه ، ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) قيل له: من ذكره ؟ قال: أبو حصين ، فقيل له: عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ؟ قال: نعم. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) قال: أما الأولى فحين قال: ( ما علمت لكم من إله غيري) ، وأما الآخرة فحين قال: ( أنا ربكم الأعلى). حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا عبد الرحمن ، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح ، عن عبد الكريم الجزري ، عن مجاهد ، في قوله: ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) قال: هو قوله: ( ما علمت لكم من إله غيري) ، وقوله: ( أنا ربكم الأعلى) وكان بينهما أربعون سنة.
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25) القول في تأويل قوله تعالى: فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) يعني تعالى ذكره بقوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ) فعاقبه الله ( نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) يقول: عقوبة الآخرة من كلمتيه، وهي قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ، والأولى قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كُرَيب، قال: سمعت أبا بكر، وسُئل عن هذا فقال: كان بينهما أربعون سنة، بين قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ، وقوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى قال: هما كلمتاه، ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) قيل له: مَن ذكره؟ قال: أبو حصين، فقيل له: عن أبي الضُّحَى، عن ابن عباس؟ قال: نعم. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) قال: أما الأولى فحين قال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ، وأما الآخرة فحين قال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن أبي الوضَّاح، عن عبد الكريم الجَزريّ، عن مجاهد، في قوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) قال: هو قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ، وقوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى وكان بينهما أربعون سنة.