على أن «تكوير الليل على النهار وتكوير النهار على الليل» معنى مخصوص بتسخير الأرض غير المذكور لفظاً، وهذا المعنى جزء من معان كثيرة في تقدير الفعل (وسخر الأرض)، فالنص ذكر الدال وحذف المدلول مرة وذكر المدلول وحذف الدال مرة، زيادة في الإعجاز، وفي العلاقة بين الأرض من جهة مقابل الشمس والقمر، فإن (جريان) الأرض يصير إلى (أجل مسمى) نتيجة ومحصلة لجريان الشمس والقمر، إذ ليس ثمة ليل أو نهار من دون شمس وقمر! ولما كان الراصد بوصفه الإنسان المخلوق في الأرض وعليها لا يرى الأرض كما يرى القمر والشمس بازغين في الليل والنهار على التوالي فلقد آثر الله سبحانه وتعالى تذكير الإنسان بما يرى بالدال من الأسماء (الشمس والقمر) وتذكيره بما لا يراه على حقيقته بمدلوله، فسبحان الله العظيم. في الانتقال إلى مدلول «إلى أجل مسمى» نجد تأكيداً لفظياً في آيات أخرى كما في سورة لقمان (الآية 29): «ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمًى وأن الله بما تعملون خبير»، هنا نلمس بخشوع وإعجاب تطابق الصيغة البلاغية في: يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل كما في «يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل» ثم يكمل بالنص الواحد: «وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمًى» إذ أن حذف «كل يجري» في آية يدل عليه ذكره في الآية الأخرى.
يكور الليل على النهار، لا تعني أن الأرض مكورة! – أرشيف الأرض المسطحة
يلقي هذا على هذا وهذا على هذا. يكور الليل علي النهار ويكور النهار علي الليل.
ما هو سبب حدوث ظاهرة الليل والنهار؟ - موقع حياة الإلكتروني
كروية الأرض في المعارف المكتسبة كان أول من قال بكروية الأرض فلاسفة الحضارة العراقية القديمة المعروفة باسم حضارة مابين النهرين في حدود سنة2000 ق. م وعنهم أخذ فلاسفة اليونان ومنهم فيثاغورس الذي نادى بها في منتصف القرن السادس ق. م مؤكدا أن الشكل الكروي هو أكثر الأشكال الهندسية انتظاما لكمال انتظام جميع أجزاء الكرة, بالنسبة إلي مركزها, وعلى ذلك فإن الأرض وجميع أجرام السماء لابد وأن تكون كروية الشكل. وبقي هذا الرأي شائعاً في الحضارة اليونانية القديمة حتى القرن الرابع ق. م إلى أن عارضه أرسطو فشاع بين الناس الاعتقاد باستواء الأرض بلا أدني انحناء. وفي عهد الخليفتين العباسيين الرشيد والمأمون في القرن الهجري الثاني وأوائل الثالث نادى عدد من علماء المسلمين ومنهم البيروني وابن سينا والكندي والرازي وغيرهم بكروية الأرض التي استدلوا عليها بعدد من الظواهر الطبيعية التي منها ما يلي: (1) استدارة حد ظل الأرض حين يقع على سطح القمر في أوقات خسوفه (2) اختلاف ارتفاع النجم القطبي بتغير مكان الراصد له قربا من خط الاستواء أو بعدا عنه. (3) تغير شكل قبة السماء من حيث مواقع النجوم وتوزيعها فيها باقتراب الراصد لها من أحد القطبين.
يقول تعالى: ( وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) [يس: 37]، تأملوا معي هذه الصورة التي تبين سماكة طبقة النهار، وهي طبقة تغلف الجانب المضيء من الكرة الأرضية ولا يتجاوز ارتفاعها 100 كيلو متر، بينما يبلغ قطر الأرض بحدود 12500 كيلو متر، أي أن طبقة النهار أقل من واحد بالمئة فقط من قطر الأرض. تأملوا معي هذه الطبقة الرقيقة جداً، من كان يعلم زمن نزول القرآن أن النهار ينسلخ انسلاخاً عن الأرض نتيجة لدورانها؟! الليل والنهار يقدمان خدمات مجانية
يتحدث العلماء عن فوائد كثيرة لتعاقب الليل والنهار، من حيث استقرار درجات الحرارة على الأرض لتبقى مناسبة للحياة، وحدوث الليل والنهار ضروري لنمو النباتات... إذاً الليل والنهار يقدمان لنا خدمات مجانية لا تُحصى، ولذلك قال تعالى: ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) [إبراهيم: 33]. وكلمة ( سَخَّرَ) تعني كلَّفه عملاً بلا أجر، وهذا ما تقوم به الشمس حيث أنها تقدم لنا عملاً مجانياً. عندما نتأمل بقية الأجسام الكونية كالقمر، نلاحظ أنه لا يوجد على سطحه تعاقب لليل والنهار، فنجد جانباً مظلماً شديد البرودة وجانباً منيراً ذو حرارة مرتفعة جداً.