فمسألة الحكم بغير ما أنزل الله في حقيقتها تتعلق بمن يملك السلطة والاختصاص في تسيير المجتمع الإسلامي في محيطه، بما يتوافق مع مقاصد الدين الكلية وقواعده الكبرى، ولا تتعلق بعامة الناس وآحادهم، وهذا ما أدركه مؤسسو الدولة السعودية منذ نشأتها، وذلك لأن ترك مثل هذه المسائل العظام للعامة وأحداث الأسنان وأنصاف المثقفين أن يخوضوا فيها، هو مدعاة لإنتاج فكر متطرف يُدمر البلاد والعباد، وما نراه من حولنا من دمار شامل وتحطيم يقيني لدول كانت ثم زالت واضمحلت، إلا خير شاهد ودليل على أن الإخلال بفهم وتصور وتكييف هذه المسألة، لهو مسار لا محيد عنه في طريق الوصول بالبلاد للدمار وفقدان الأمن والأمان والعيش الرغيد.
- الحكم بغير ما انزل الله pdf
- الحكم بغير ما انزل الله كفر العثيمين
- الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير
الحكم بغير ما انزل الله Pdf
الحكم بغير ما أنزل الله - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - YouTube
[الحكم بغير ما أنزل الله] لعل قضية الحكم بغير ما أنزل الله من أهم القضايا التي زلت بها الأقدام في مسألة التكفير، إذ أدت بالبعض إلى تكفير كل حاكم بغير ما أنزل الله من غير تفريق بين صنوفه المختلفة، واستجرهم ذلك إلى تكفير ولاتهم ووزرائهم ثم شرطتهم، ثم سائر أفراد المجتمع الذين رضوا بحكمهم ولم يثوروا عليهم. وفي البدء نؤكد أن الحكم بما أنزل الله حق لله تعالى، وأنه من أخص خصائص الألوهية التي هي حق لله بموجب ربوبيته {ألا له الخلق والأمر} (الأعراف: ٥٤). يقول ابن تيمية: " ومعلوم باتفاق المسلمين أنه يجب تحكيم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل ما شجر بين الناس في أمر دينهم ودنياهم في أصول دينهم وفروعه، وعليهم كلهم إذا حكم بشيء أن لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكم ويسلموا تسليماً". (١) وقوله مصداق لقول الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} (النساء: ٦٥). أما النكول عن تحكيم شرع الله، إلى شرع غيره، فهو عبادة للطاغوت، وصورة من صور الشرك بالله العظيم {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً} (النساء: ٦٠).
الحكم بغير ما انزل الله كفر العثيمين
- الثاني: أن يستبدل بحكم الله تعالى حكماً مخالفاً له في قضية معينة
دون أن يجعل ذلك قانوناً يجب التحاكم إليه فله ثلاث حالات:
* الأولى: أن يفعل ذلك عالماً بحكم الله تعالى معتقداً أن ما خالفه
أولى منه وأنفع للعباد، أو أنه مساو له، أو أن العدول عن حكم الله
إليه جائز فهذا كافر كفراً مخرجاً عن الملة لما سبق في القسم
الأول. * الثانية: أن يفعل ذلك عالماً بحكم الله معتقداً أنه أولى وأنفع لكن
خالفه بقصد الإضرار بالمحكوم عليه أو نفع المحكوم له، فهذا ظالم وليس
بكافر وعليه يتنزل قول الله تعالى: { ومن
لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}. * الثالثة: أن يكون كذلك لكن خالفه لهوى في نفسه أو مصلحة تعود إليه
فهذا فاسق وليس بكافر، وعليه يتنزل قول الله تعالى: { ومن لم يحكم بما أنزل فأولئك هم
الفاسقون}. وهذه المسألة أعني مسألة الحكم بغير ما أنزل الله من المسائل الكبرى
التي ابتلي بها حكام هذا الزمان، فعلى المرء أن لا يتسرع في الحكم
عليهم بما لا يستحقونه حتى يتبين له الحق، لأن المسألة خطيرة، نسأل
الله تعالى أن يصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانتهم، كما أن على المرء
الذي آتاه الله العلم أن يبينه لهؤلاء الحكام لتقوم الحجة عليهم وتبين
المحجة، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، ولا يحقرن نفسه
عن بيانه، ولا يهابن أحداً فيه فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين،
والله ولي التوفيق.
هـ
وقد قرر أنه ليس كفراً مجموعة من علمائنا: الإمام محمد بن إبراهيم، الإمام عبدالعزيز ابن باز، والإمام محمد ناصر الدين الألباني، والإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمهم الله - وهو آخر كلامه مسجل بصوته قبل موته بسنة تقريباً، وموجود مفرغاً في كتاب (وجادلهم بالتي هي أحسن) لأخينا الشيخ بندر العتيبي. و الأمر الآخر على من يقول بالتكفير بالتشريع العام أن يجيب على ما ذكره الشيخ خالد:
قال الشيخ خالد - حفظه الله - بعد كلام -:
(... ما هي القاعدة التي تُبطل هذه الدعوى ؟ الآن إنتبه: الكفر عند أهل السنة كفرٌ بجنسه وليس كفراً بنسبته ؛ ما معنى هذا الكلام؟
نحن نسأل هؤلاء نقول لهم: ماذا تقولون في رجلٍ سجد لصنمٍ سجدةً واحدةً ؟ من طبيعة الجواب سيقولون: كافر طيب, رجلٌ منذ أن وُلد إلى أن مات وهو يسجد للأصنام ماذا تقولون؟ يقولون أيضاً كافر. طيب ما الفرق الآن بين من سجد سجدة واحدة وبين من سجد طيلة عمره؟ لا فرق, لماذا لا فرق؟ لأن جنس الفعل كفرٌ وهو السجود للصنم. طيب مثالٌ آخر: رجلٌ أنكر آيةً من كتاب الله ماذا تقولون؟ يقولون: كافر, طيب. رجلٌ أنكر القرآن كله ماذا يقولون؟ يقولون: كافر, يا أخي هذا أنكر آية فقط, قال لا فرق بين من أنكر آية وبين من أنكر القرآن كله, لماذا؟ لأن القاعدة عند أهل السنة أن الكفر كفرٌ بجنس الفعل لا بنسبته قلةً وكثرةً؛ فإذا كان أصل الفعل أو القول أو الإعتقاد كفرٌ لم تضرّ النسبة قلة أو كثرةً, طيب.
الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير
ويقول سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]. ثم يبيِّنُ - سبحانه وتعالى - زَيْفَ زَعْمِ مَن يدَّعي الإيمانَ ويريد التحاكمَ إلى الطاغوت فيقول: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾ [النساء: 60، 61]. الطاغوتُ في اللغة مشتقٌّ من الطغيان، وهو مجاوزة الحد، ومجاوزة الحقِّ إلى الباطل، ومجاوزة الإيمان إلى الكفر، وما أشبه ذلك، والطواغيت كثيرون، وكلُّ طاغوت فهو كافر بلا شك. والطواغيت كثيرون، ولكن رؤوسهم خمسة، كما ذكر ذلك العلاَّمةُ ابن القيِّم وغيره. الأول: إبليس لعنه الله؛ فإنه رأسُ الطواغيت، وهو الذي يدعو إلى الضَّلال والكُفر والإلحاد، ويدعو إلى النار، فهو رأسُ الطواغيت.
10-11-2012, 07:36 PM
تاريخ الانضمام: Feb 2011
السُّكنى في: مصر الحبيبة
التخصص: لغويات
النوع: ذكر
المشاركات: 379
بارك الله فيكم شيخنا المبارك ، وأحسن ربِّي إليك في الداريْنِ..
أبياتٌ جامعةٌ محكمةٌ ، جعلها الله في موازين حسناتكم. __________________ أبو مسلم/ أحمد الغريب- وفقه الله لكل خير -. 12-11-2012, 09:19 PM
تاريخ الانضمام: Nov 2008
السُّكنى في: غرب الجزائر
التخصص: العلوم الشرعية
المشاركات: 16
أحسن الله إليك و رفع قدرك
05-09-2016, 07:11 PM
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص: طويلب علم
المشاركات: 21
بارك الله فيك، هي أبيات مفيدة وجامعة