الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي وفَّق أهلَ الإحسان فارتَقَوْا عُلُوًّا وسُمُوًّا، وبذلوا النفعَ والمعروفَ تعبُّدا ورحمة وحُنُوًّا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نرجو بها هدى ورضا وقربا ودُنُوًّا، وأمنا ورفعة وسكينة وهدُوًّا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، نحبه ونتبعه ولا نُحدث بدعا ولا نغلو غلوا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين سبقوا الناس إيمانا وجهادا وجودا وسخوا. أما بعد: فيا أيها المسلمون: اتقوا الله؛ فمن اتقاه تفجَّرت له من الفقه الينابيع، وانبجست له عيون المعاني والبيان والبديع، ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[الْبَقَرَةِ: 282]. أيها المسلمون: نفع البرايا من خير السجايا. خير الناس أنفعهم للناس - ملتقى الخطباء. خير أيام الفتى يوم نفع *** واصطناع الخير أبقى ما صنع
والنفَّاع الْمِعْوَان مَنْ نفَع الناسَ بماله وجاهه وعلمه وخلقه وإحسانه، الخصب في نداه، والخير في عطاه، والنفع في مسعاه، قِدْرُه رِحَاب، وكفُّه سحاب، يواظب على بث الصلات والهبات والصدقات، ويجبر الكسير، ويتفضَّل على المستوفِد، ويُنقذ المستغيثَ المستنجِدَ، ويعلِّم الجاهل المسترشِد، ويرحم اليتيم، ويمسح دمعة الحزين، ويُخَالِق الناسَ بالحُبِّ والإحسانِ واللِّين، يزدحم الناس على بابه، والمورد العذب كثير الزحام، يسقط الطير حيث ينتثر الحَبُّ وتُغشى منازل الكرماء.
- حديث خير الناس انفعهم للناس مزخرفه
- حديث خير الناس انفعهم للناس حديث شريف
- حديث خير الناس انفعهم للناس خط عربي
- حديث خير الناس انفعهم للناس حديث صحيح
حديث خير الناس انفعهم للناس مزخرفه
* فوائد الحديث وصف رسول الله في الحديث أنّ الذي يُقدِّم المعروف للناس هو من أخيرهم،وهو صاحب الأعمال الصالحة التي يُحبُّها الله -تعالى-، والتي تُدخل السّرور إلى نفس فاعلها وإلى الآخرين، بخلاف من يقتصر خيره على نفسه، فالحديث الشريف يدعو إلى المبادرة واستغلال الأوقات واغتنامها في فعل الخير، ومن لم يستطع أن يُقدّم الخير فليحرص على تجنّب الضّرر،وإن كان الهدف تقديم النفع للنَّاس فإنّ الحاكم العادل هو أكثُر من يُقدّم الخير والنَّفع للنَّاس، حيث إنّ خَيره يَعُمّ رعيَّته كلّها. طرق ووسائل نفع الناس تقديم النَّفع للناس لا يُشترط فيه أن يكون مادياً وحسب، بل يَمتدّ ليشمل النّفع المعنوي؛ كالنفع بالعلم، وتقديم النّصحية، والمشورة السليمة، ةغير ذلك، فكلُّ خير يُمكن للمسلم أن يقدّمه للآخرين يدخل ضِمن نفعهم. وفيما يأتي أبرز وجوه النفع التي يحرص المؤمن على التحلّي بها ونفع غيره فيها: * نفع الناس بقضاء حاجاتها إنَّ من وجوه نفع الناس مثلا: قضاء الديون عنهم، والإحسان إليهم بالمال، من خلال تقديم المال لهم وسدّ ديونهم بقدر الاستطاعة، وزيارة مريضهم، وإطعام جائعهم، وتقديم المعروف والصدقة لفقرائهم، وغير ذلك الكثير من وجوه الإحسان للغير وقضاء حوائجهم، والله -تعالى- يُحبّ من يسعى في قضاء حوائج الناس، ويُدخله في معيّته، كما أنّ السعي في قضاء حوائج الناس بابٌ عظيمٌ من أبواب التعاون على الخير، ووحدة أفراد المجتمع، ونشر المحبّة بين الناس، عدا عن الأجر العظيم المترتّب على ذلك في الآخرة.
حديث خير الناس انفعهم للناس حديث شريف
انتهى
ثانيا:
أن جملة خيركم أو خير الناس ، لا يلزم منها الخيرية المطلقة في كل موطن ، وإنما قد
تكون هذه الخيرية مقيدة بوجه ما أو بحال دون حال ، فيكون تقدير الكلام: من خير
الناس ، ومن خيركم ، فيكون المعنى أن من اتصف بتلك الصفات فهو من خير الناس ، كما
يقول أحدنا عن رجل كريم مثلا: أكرم الناس فلان ، فهذا لا ينفي الكرم عن غيره ، وقد
سبق تقرير هذا الوجه في كلام الطيبي السابق نقله. حديث خير الناس انفعهم للناس مترجم. وقد نقل النووي أيضا عن الإمام القفال الكبير ، من أئمة الشافعية. : " أَنَّهُ
جَمَعَ بَيْنَهَا بِوَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ ذَلِكَ اخْتِلَافُ جَوَابٍ
جَرَى عَلَى حَسَبِ اخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَالْأَشْخَاصِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يُقَالُ
خَيْرُ الْأَشْيَاءِ كَذَا ، وَلَا يُرَادُ بِهِ خَيْرُ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ ، مِنْ
جَمِيعِ الْوُجُوهِ ، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ وَالْأَشْخَاصِ ؛ بَلْ فِي حَالٍ
دُونَ حَالٍ ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ. وَاسْتَشْهَدَ في ذلك بأخبار ، منها: عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( حَجَّةٌ لِمَنْ لَمْ
يَحُجَّ أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِينَ غَزْوَةً ، وَغَزْوَةٌ لِمَنْ حج أفضل من أربعين
حجة).
حديث خير الناس انفعهم للناس خط عربي
* نفع الناس بالنصيحة والمشورة عند القدرة ينبغي على من يَليَ أمور الأمّة أن يُقدّم لهم النّصيحة، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ، إلَّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ)، وتتحقَّق النّصيحة بالمشورة لفعل الخير واجتناب الضرر والشرِّ، وهذه هي سُنّة أنبياء الله ورسله، قال -تعالى-: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ). وقد وصف رسول الله النصيحة بأنّها الدّين كلّه، وما ذلك إلّا لِأهميتها وعظيم شأنها، وعمومها وشمولها، فهي عماد الدين وأساسه، ومنها ما أخبر به جبريل -عليه السلام- رسول الله عن الإسلام والإيمان والإحسان، ثمّ أخبر رسول الله أصحابه في نهاية الحديث أنّ الدّين النّصيحة، فوصف الدّين كلّه بأنَّه النّصيحة، لأنها عامّة شاملة للدّين كلّه، لذا كانت النّصيحة مطلوبةً شرعاً، لتوجيه النّاس إلى الطريق المستقيم.
حديث خير الناس انفعهم للناس حديث صحيح
والمعنى المراد في هذا الحديث الشَّريف أنَّ أشرف عباد الله تعالى وأحبَّهم إليه من كان أكثر نفعاً لعباده الآخرين، ويكون نفعه لهم بما يسديه إليهم من معروفٍٍ وما يقدِّمه لهم من نِعمٍ، وما يدفعه عنهم من شرورٍ ونِقم، وما يسعى في قضاء حوائجهم، والتَّخفيف عنهم، والوقوف معهم، وعونهم، فمن كان حريصاً على كلِّ ذلك كان من خير النَّاس وأحبِّهم إلى الله تعالى.
واعلم أنه عند قضاء الحوائج واصطناع المعروف يجب مراعاة بعض الأمور ومن أهمها: 1. الإخلاص في الأعمال وعدم المنّ بها قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: لا يتم العمل إلاّ بثلاث: تعجيله وتصغيره وستره، فإنه إذا عجَّله هنَّأه، وإذا صغَّره عظّمه، وإذا ستره تمّمه، قال رجل لابن شبرمة: فعلت بفلان كذا وكذا، وفعلت به كذا فقال: لا خير في المعروف إذا أُحصي. أفسدْتَ بالمنّ ما أسديتَ من حسنٍ ليس الكريمُ إذا أسدى بمنّان واعلم أن من علامات الإخلاص: استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال، واحتساب ثواب الأعمال في الآخرة. 2. خير الناس أنفعهم للناس | عرب نت 5. إتمام العمل: قال أحد السلف: رَبٌّ المعروف أشد من ابتدائه. والمقصود برب المعروف إتمامه وتعهّده. 3. طلب الحاجة من الكريم دون غيره: فعندما يُطلب منك أي عمل فأعلم أنّ الحاجة لا تُطلب إلاّ من كريم وقد أحسن الظن بك من طلب أداء العمل، واستمع إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما: ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام، ورجل وسّع لي في المجلس، ورجل أغبرت قدماه في المشي إرادة التسليم عليّ، فأما الرابع: فلا يكافئه عني إلاّ الله عزّ وجلّ، قيل فمن هو؟ قال: رجل بات ليلته يفكر بمن ينزله حاجته ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي.