وعن عقبة بن عامر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يُختَم على الأفواه ، فَخذُه من الرِّجل اليسرى".
خطبة وعظية - موقع د. علي بن يحيى الحدادي : موقع د. علي بن يحيى الحدادي
إن تذكر الموت وما وراءه من الجزاء والحساب مما يبعث على الزهد في الدنيا والحرصِ على الآخرة, وينشط على العبادة ويثقّل عن المعاصي, ولهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من ذكره استعداداً لما بعده, وتنبيها على أن الدنيا ما هي إلا دار اختبار وممر لا دار لهو ولعب ومستقر. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ ". [أخرجه الترمذي]. وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " أكثروا ذكرَ هاذمِ اللذاتِ، فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسَّعهُ عليه، ولا في سعةٍ إلا ضيَّقهُ عليهِ " [أخرجه البزار]. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَي الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ". خطبة وعظية - ملتقى الخطباء. قَالَ فَأَي الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا أُولَئِكَ الأَكْيَاسُ " [أخرجه ابن ماجه].
خطبة وعظية - ملتقى الخطباء
الخطبة الأولى:
الحمد الله يرحم من يشاء من عباده ويعذب من يشاء وإليه يرجعون, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم ما يسر عباده وما يعلنون, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقة أتقى الناس لله وأخشاهم له, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم بإحسان وسلم تسليما.
خطبة واعظة
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين. خطبة وعظية - موقع د. علي بن يحيى الحدادي : موقع د. علي بن يحيى الحدادي. أما بعد:
أيها المسلمون: لو تفكَّرنا في المآل، وتذكَّرْنا وعْدَ الله ووعيدَه وما أعده لمن أطاعه ولمن عصاه، ولو جعلنا ذلك نصب أعيننا دائمًا، لصلحت أحوالنا، واستقامت أمورنا، ولَعِشْنا عيشةً طيِّبة، وحياة هانئة سعيدة. ذلك أن الإنسان إذا كان يحسب للجزاء حسابًا، ويعد للسؤال جوابًا، فلن يُقدِم على شيء من الأعمال إلا وهو مطمئنٌ إلى حسن عاقبته، وأنه سينجيه في دنياه وآخرته. ولذا فإن من أنفع الأدوية للقلوب الغافلة عن ذكر الله، المعرضة عن أوامره، المواقعة لنواهيه - إن من أنفع الأدوية لتلك القلوب - تذكيرها بوعد الله ووعيده، وما أعده للمحسن والمسيء من عبيده. وكتاب الله حافل بهذا الأسلوب الكريم، فهو يربي المؤمنين على الإيمان التامِّ الذي يرثون به الفردوس هم فيها خالدون.