وبالجدير ذكره أن بناء المسجد الأموي قد استمر لما يقرب من عشرة أعوام. خصائص المسجد الأموي
عندما نوى خليفة المسلمين عبدالملك بن مروان أن يبني الجامع الأموي قام بتجميع أمهر الصناع من الهند والفرس بالأعداد الكبيرة، كما قام بجلب من الدولة البيزنطية ما يقرب من 100 من المهندسين والفنانين اليونانيين ليعملوا على بناء هذا الجامع العظيم، حتى تمكنوا من بناءه في ازهى اشكاله. فقاموا بتزيين سقوفه بالزينة، بالإضافة إلى جدرانه وفسيفساءه الملونة بالألوان المبهجة، ومن خصائص جامع بني أمية الكبير بدمشق أنه الجامع الأول الذي يحوي المحراب والحنية في داخله، وذلك استلهامًا من الشكل الذي كانت عليه الكنيسة الخاصة بيوحنا المعمدان أو نبي الله يحيي – عليه السلام -. آذان جامع بني أمية الكبير بصوت رابطة المنشدين - YouTube. فيما تعد المئذنة الشمالية الخاصة بالجامع الاموي والتي تم بناءها بعهد عبد الملك بن مروان هي المنارة المستخدمة للمدينة الدمشقية، ومن بعدها وبسببها انتشر انماط المئذنة التي على شكل مربع لسائر المساجد والجوامع المنتشرة في جميع انحاء الدول الاسلامية. فيما يشكل الفناء بالمسجد الأموي القسم الأكبر منه وهو القسم الموجود بالشمال، أما حرم المسجد فيوجد بالمنطقة الجنوبية منه، فيما يعد الشكل الخاص بأرضية المسجد هو الشكل المستطيلي، الذي يعد يصل طوله إلى مائة وستة وخمسين متر وعرضه سبعة وتسعين متر، ويدور حوله أربعة من الجدران الخارجية.
آذان جامع بني أمية الكبير بصوت رابطة المنشدين - Youtube
ملخص المقال
يعتبر المسجد الأموي بدمشق درة دمشق, وهو من أشهر جوامع الإسلام حسنا وإتقان بناء, وتلك جولة في تاريخ الجامع الأموي بدمشق
تبارى الواصفون والشعراء في ذكر محاسن المسجد الأموي بدمشق، فهو من أشهر جوامع الإسلام حُسنًا وإتقان بناء، وغرابة صنعة، واحتفال تنميق وتزيين، وشهرته المتعارفة في ذلك تغني عن استغراق الوصف فيه. يقول ابن بدران في منادمة الأطلال عنه: هو أعظم جوامع دمشق، وللناس فيه قصائد وأقوال يضيق عنها الحصر. ويقول عنه ياقوت -في معجم البلدان- في مبالغة ظاهرة: لو أن الإنسان عاش ألف سنة، وجعل يتردد كل يوم من أيامه إلى الجامع الأموي، لكان يرى في اليوم ما لا يراه في أمسه.
"يا أهل دمشق، أربعة أشياء تمنحكم تفوقًا ملحوضًا على بقية العالم: المناخ، المياه، الفاكهة، الحمامات"، وأضيف إلى هؤلاء خامسًا هو مسجد بني أمية أو الجامع الأموي الكبير، هكذا خاطب الخليفة الأموي "الوليد بن عبدالملك" أهل دمشق قبل 1200 عام. عندما أصبحت دمشق عاصمة الدولة الأموية، تصور الوليد بن عبد الملك في أوائل القرن الـ8 الميلادي مسجدًا جميلًا في قلب عاصمته الجديدة، التي كانت واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، ليبدأ تشييد المسجد عام 708 ميلادي وينتهي عام 714 ميلادية، ودفع ثمنه من عائدات ضرائب الدولة التي جمعت على مدى 7 سنوات. يسجل المسجد تاريخًا طويلًا للأديان، يجعله حاملًا لقصة تعاقب المعتقدات على الشام. فأصل مكان الجامع هو معبد شُيد خصيصًا للإله الأرامي "هدد" ما بين القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد. الإله "هدد" أو "حدد" أو "آدد" كان إلهًا للعواصف والأمطار، وكان ثوره هو مُطلق صوت الرعد بينما كان يقود هو مركبته ليضرب السحاب بالسوط لتسقط الأمطار، وعندما كان يختفي "غضبًا" أو بسبب صراع مع أحد الآلهة الأخرى يعم الجفاف، وفقًا للمعتقدات القديمة. وظل هذا المكان معبدًا للإله "هدد" إلى وقت غزو اليونانيين دمشق.