س 1: ما معنى كلمة: "في ذمة الله" التي في حديث: من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي أخبروني جزاكم الله خيرًا؟ ج 1: معنى: "في ذمة الله" أي: في عهد الله وأمانه وحفظه، وفقنا الله وإياك لاغتنام الفضيلة والمحافظة عليها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو عضو عضو الرئيس بكر أبو زيد عبد العزيز آل الشيخ صالح الفوزان عبد الله بن غديان عبد العزيز بن عبد الله بن باز
دار النشر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
من صلى صلاة الفجر في جماعه فهو في ذمة الله حتى يمسي - Youtube
شرح حديث جندب: "من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله"
عن جُندَبِ بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن صلَّى صلاة الصبح فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يطلُبَنَّكم الله من ذِمَّتِه بشيء، فإنه مَن يطلُبْه من ذمته بشيء يُدرِكْه، ثم يكُبَّه على وجهه في نار جهنم))؛ رواه مسلم. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
ثم ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله حديث جُندَبِ بن عبدالله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى الفجر فهو في ذمَّةِ الله)). الفجر هي الصلاة الأولى عند بعض العلماء، وعند بعض العلماء أن الصلاة الأولى هي صلاة الظهر، لكن الأصحَّ أن الصلاة الأولى هي صلاة الفجر، والثانية: الظهر، والثالثة: العصر، وهي الوسطى، والرابعة: المغرب، والخامسة: العشاء. وصلاة الفجر تأتي وكثيرٌ من الناس نِيامٌ؛ ولهذا يتكاسل عنها المنافقون، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أثقلُ الصلاةِ على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتَوْهما ولو حبوًا)). وهي وصلاة العصر أفضلُ الصلوات الخمس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة))، والبَرْدانِ هما: الفجر والعصر؛ لأن الفجر براد الليل، والعصر براد النهار.
معنى كلمة في ذمة الله- فتاوى
ذكر غير واحد من شراح الحديث أن المراد، من صلى صلاة الصبح، أي في جماعة، كما في رواية أخرى، قال العلقمي: فهي مقيدة لبقية الروايات المطلقة. اهـ. والقاعدة عند أهل العلم هي حمل المطلق على المقيد، ومن ثمّ فمن أراد هذا الفضل فليحافظ على صلاة الصبح في الجماعة، وصلاة الجماعة تقام في المساجد في أغلب الأحوال، ولم نقف على من قال بأن هذا الفضل يشمل من صلاها في وقتها بغير جماعة بغير عذر. إن من دلالات فضل الله أنه قد ورد في السنة النبوية أن من كانت له عبادة يعملها وعجز عن فعلها لمرض أو نوم أو سفر أو نحوه، كتبت له تلك العبادة، كما جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نام ونيته أن يقوم كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه). رواه أبو داود والنسائي، بسند صحيح، وهذا يدل على أن فضل الله واسع. كذلك ورد عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له بمثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً). رواه البخاري وغيره. ( عيسى يحيى معافا)
موقع لمن اهتدى
الدرر السنية
ودعاء الملائكة مجاب، وهم شهداء على عباده. ولهذا سميت صلاة الفجر وصلاة العصر بالصلاة الوسطى أي الفضلى؛ لأنهما صلاتان تشهدهما الملائكة كما قلنا، والأجر فيهما مضاعف. فقد روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ صَلَّى البردين دَخَلَ الجَنَّة". وروى مسلم في صحيحه عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرَّجُلُ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي. الفائدة الثانية التي تؤخذ من هذه الوصية: أن في صلاة الصبح قهر للشيطان وطرد للكسل، وتطييب للنفس، وتنشيط للبدن. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَهُ كُلَّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ.
روى هذا الحديث مسلم في صحيحه، وجاء في رواية لابن ماجة والطبراني بسند صحيح قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "مَن صلَّى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمَن أخْفَر ذِمَّة الله كبَّه الله في النار لِوَجْهه". والذِّمَّة هي الأمان والعهد والضمان والذي يصلي الصبح في جماعة هو في ضمان الله ووقايته، وكلمة خفر الثلاثية تُفيد الحراسة والأمن والضمان، يقال: خفر الرجلُ الرجلَ إذا حرسه وأمَّنه، وأخفر بزيادة الهمزة تفيد عكس ما تفيده خفر الثلاثية، يقال: أخفر الرجل الرجل إذا أزال ضمانه ونقض عهده. والحديث يُبيِّن فضل صلاة الصبح وبخاصة إذا كانت في جماعة، والذي يَحرص عليها يَستيقِظ مبكِّرًا؛ لِيُدْركها قبل فَوَات وقتها بطلوع الشمس. والبكور فيه الخير والبركة وهو فترة النشاط التي يجب أن تُستغَلَّ استغلالًا طيبًا، وقدْ دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمَّته أن يبارك الله لها في بكورها.