ولكن الكثيرين من الناس لا يريدون أن يفكروا من موقعٍ عقليٍّ موضوعيٍ {فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ} من غير قاعدة للتكذيب، بل كانت القضية مزاجاً وشهوة وتمرّداً على أساس الذاتية التي تحدد مواقفها من خلال انفعالاتها {كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ} فنختم على عقولهم بسبب ما اختاروه لأنفسهم من العدوان على الرسل والرسالات، بعد أن أغلقوا قلوبهم عن كل كلمات الحق وجمّدوا مشاعرهم عن الاستجابة لنداء الله، فكانت النتيجة هي ابتعاد العقول عن الإيمان، وذلك من خلال ما ربط به الله الأمور في قانون السببيّة الذي يتصل فيه المسبب بالسبب.
- تفسير: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
- ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين | سواح هوست
- صحيفة تواصل الالكترونية
تفسير: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
فعند ذلك قال موسى لما ألقوا: ( ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون). وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، حدثنا عبد الرحمن - يعني الدشتكي - أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن ليث - وهو ابن أبي سليم - قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى ، تقرأ في إناء فيه ماء ، ثم يصب على رأس المسحور: الآية التي من سورة يونس: ( فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين | سواح هوست
(4) وهذه أولى بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأخرى.
صحيفة تواصل الالكترونية
على كل حال هذه خلاصة القصة في هذه السورة، وهي مفصلة في الأعراف وفي طه. قراءة في كتاب أيسر التفاسير
معنى الآيات
إليكم شرح هذه الآيات في الكتاب. قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:
[ معنى الآيات:
ما زال السياق] سياق الآيات القرآنية [ في ذكر قصة موسى بعد قصة نوح عليهما السلام]، ذكرنا أن موسى يقول له اليهود: موشي؛ لأنه وجد بين الماء والشجر، لما أمر تعالى والدته أن تجعله في صندوق من خشب وترمي به في النهر، ومشى النهر به يقلبه حتى دخل حديقة قصر فرعون، فعثر عليه بين الماء والشجر، وقد سمي كذلك موشي ديان الهالك لعنة الله عليه. ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين. قال: [ لما غلب موسى فرعون وملأه بالحجة] والبرهان، لما تجلت حقيقة انتصار موسى بالآية الأولى العصا والآية الثانية اليد التي كأنها فلقة قمر [ اتهم فرعون موسى وأخاه هارون بأنهما سياسيان]، ليست مطالبة بدين ولا عبادة، ولكنهما [ يريدان الملك والسيادة على البلاد]، هذه تهمة سياسية، موسى -والله- ما أراد الملك ولا الحكم ولا يريده، أراد أن يخلص بني إسرائيل وأن يخرج بهم إلى ديار القدس، وأراد أن يعبد الله وحده وأن تسقط ألوهية فرعون وهو مسيطر بالباطل على الناس، وما أراد الملك ولا السيادة.
القرآن الكريم - يونس 10: 81 Yunus 10: 81