مساحة البؤس، إن كبرت، فيعني أنّ البؤس يكبر. مساحة البؤس إن اتّسعت، فيعني أنّ كل هذه المجازر والإبادات والانهيارات ستنهش ضحايا إضافيين. إلى جهنّمهم، نحن ماضون.
- حقوق مرضى السرطان من الدوله العثمانيه
حقوق مرضى السرطان من الدوله العثمانيه
كتبت رجانا حمية في صحيفة "الأخبار" ما من تعبير أدقّ من "المجزرة" لوصف ما يتعرّض له مرضى السرطان في لبنان. أدوية أساسية يستخدمها هؤلاء ولا بدائل لها "مقطوعة"، ودولة بكاملها تخضع لابتزاز تجار الدواء الذين يمتنعون عن استيرادها ويلعبون بحياة المرضى لتحصيل مستحقاتٍ مفترضة، في ذمّة واسعة لمصرف لبنان وحاكمه. في النتيجة، نحو 80% من أدوية مرضى السرطان لا أثر لها، وبروتوكولات العلاج باتت تعتمد طريقة "التجربة والخطأ" مع استخدام أدوية لا دليل علمياً قاطعاً على فعّاليتها. "أحدث" الإحصاءات الصادرة عن السجل الوطني للسرطان، وتعود إلى عام 2016، تشير الى ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بـ 12 ألفاً و238 إصابة. حقوق مرضى السرطان من الدوله في عهد الخلفاء. لتقدير الرقم في السنوات الخمس التالية حتى عام 2021، يمكن الاستعانة بتقرير المرصد العالمي للسرطان الذي يتحدث عن 28 ألفاً و764 إصابة جديدة خلال هذه الفترة، من بينها 11 ألفاً و600 حالة سُجّلت عام 2020. وإلى هؤلاء، هناك آلاف المصابين «القدامى» الذين يستكملون علاجاتهم، ما يرفع الرقم إلى عشرات الآلاف. هؤلاء، جميعاً، يعيشون أزمة مفتوحة منذ نحو عامٍ ونصف عام، كان "النصف" الأخير فيها الأصعب مع انقطاع نحو 80% من أدويتهم، بعد امتناع المستوردين والتجار عن استيرادها بسبب توقف مصرف لبنان عن توقيع ملفاتهم، إضافة إلى خلاف عالق بين الطرفين حول مستحقاتٍ قديمة.
"دولتنا تقتلنا" "دولتنا تقتلنا"، شعار رفعه أحد المشاركين في الاعتصام. اتّهام ليس غريباً عن الدولة، أو من فيها أو من يمثلّها ويتحكّم بها. فـ"الدولة"، أي السلطة برئاساتها وأجهزتها ومجالسها، سبق وقتلت اللبنانيين في مناسبات عدة. قتلتهم هذه السلطة بأحزابها وميليشياتها ومحاورها في الحرب. وذبحتهم بخفّة متناهية أيام السلم. سرقتهم، وأفسدتهم، مصّت دماءهم، راكمت ديونهم، فـ"ذبحتهم بريشة" على ما يقول شاعر صديق. فهذه المجموعة قادرة على تحويل أي شيء إلى أداة قتل، أو سرقة، أو سمسرة. "إبادة جماعية" "أيتها السلطة المجرمة أوقفي الإبادة الجماعية بحق مرضى السرطان". هي إبادة جماعية. السلطة ليست معتادة فقط على القتل، بل على تنظيم المذابح الجماعية. والوقائع تثبت ذلك. مجزرة 4 آب 2020. مجزرة التليل في 16 آب 2021. مجزرة الهاربين في البحر في 17 أيلول 2020. هذا في زمن السلم والانهيار والموت غير المباشر. حقوق مرضى السرطان من الدوله العثمانيه. أما في زمن الحرب، فالمجازر لا تحصى. من إهدن شمالاً إلى الدامور جنوباً، مروراً بالجبل وتل الزعتر واليونيسكو وغيرها. كلن يعني كلن رفع أحد المشاركين في اعتصام أمس لافتة باللغة الإنجليزية كتب عليها "evils evils, you yes you, all of you, all of you, go to hell".