قصة أصحاب الأخدود @ محمد فتحي - YouTube
دروس وعبر من قصة أصحاب الأخدود - موضوع
ذات صلة أين يقع الأخدود العظيم أين يقع الأخدود
قصة أصحاب الأخدود
أصحاب الأخدود هم رعيَّةُ آخر ملوك حِميَر؛ وهو زِرعَةُ بن تبان أسعد الحِميَريّ المَعروف بذي نواس، وقد كان هذا الملك يهوديَّاً اعتنقَ عددٌ من رعيّته النصرانيّة، فسار إليهم بجيشٍ من حِميَر؛ حتى يُجبرهم على الرجوع عن دينهم الذي اعتنقوه، وخيّرهم بين القتل، أو الرجوع إلى دينه، فاختاروا القَتل والصَبر على هذا المحنة، فشُقَّت لهم الأَخاديد*، وتمّ رميهم فيها، ثمّ أُضرِمت بهم النيران إلى أن احترقوا وماتوا. وكام المَلك وحاشيته ينظرون إليهم، أمّا في ما يتعلّق بعددهم، فقد قِيل إنّهم كانوا سبعينَ ألفاً، وقِيل عشرين ألفاً، وقِيل اثني عشر ألفاً، [١] وذُكِر أنَّ أَصحاب الأُخدود لا يُقصَد بهم من وُضِعُوا في النار وأُحرِقوا فيها، وإنَّما من شقَّ الأَخاديد وحفرها؛ ولذلك يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ) ؛ [٢] أي لُعِن أصحاب الأخدود بسبب فِعلهم الشنيع، وهو حفر الأخاديد، وإشعال النيران بالمؤمنين. [٣]
قصة الغلام والراهب
حدّث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أصحابه عن قصّة ملكٍ من ملوك الزمن الغابر، وهو ملك كانَ لهُ ساحرٌ مُقرَّب، فلمّا تقدَّم العمر بهذا الساحر، طلب من المَلك أن يبعَثَ إليه غُلاماً؛ حتى يُعلِّمه السحر، فأرسل إليه الملك غلاماً ليُعلِّمه، وكان هذا الغلام يذهب باستمرار إلى الساحر، وفي أحد الأيام صادف في طريقه إلى الساحر راهباً، فاستمع إلى كلامه، وأُعجِبَ به، إلّا أنّ الساحر كان يضربه؛ بسبب تَأَخُّره عنه.
قصة أصحاب الأخدود من قصص القرآن مكتوبة بأسلوب مبسط وشيق جداً
الملك يتوعد الغلام: بعد ذلك أمر الملك بإرسال الغلام إلى قمة جبل وخيره إما أن يرجع عن دينه أو يلقوه من فوق الجبل، فدعي الغلام ربه وقال "اللهم اكفنيهم بما شئت"، فأهتز الجبل وسقط الجنود. عاد بعد ذلك الغلام إلى الملك، الذي شاط غضبًا، وأمر جنوده بالذهاب به إلى البحر وإلقاءه في وسطه إن رفض العودة لعبادة الملك. قصة أصحاب الأخدود من قصص القرآن مكتوبة بأسلوب مبسط وشيق جداً. دعا الغلام نفس الدعوة " اللهم اكفنيهم بما شئت " فاهتزت السفينة وزلزلت فغرق الجنود كلهم وماتوا إلا الغلام أنجاه الله ثم عاد مرة أخرى للملك. وفي مرة قال غلام قصة (أصحاب الأخدود) للملك أنك لا تستطيع قتلي حتى تفعل ما أريد فقال ماذا فقال له الغلام أن تجمع الناس في مكان وتقوم بصلبي على جذع وتأخذ سهم وتضعه في القوس وتقول "بسم الله رب الغلام" ثم ترمني به فبذلك تكون قد قتلتني. الملك يحرق أصحاب الأخدود: أمر الملك بجمع الناس وقام بصلب الغلام وقال باسم الله رب الغلام ثم رماه بالسهم فقتله، فصرخ الناس (أصحاب الأخدود) وقالوا آمنا برب الغلام، فقد آمن الناس، فأمر بحفر شق في الأرض وإشعال النار وأمر جنوده بتخيير الناس أن يرجعوا عن دينهم أو إلقائهم أخدود من النار ففعل الجنود هذا لذا سمي أولئك المؤمنين بأصحاب الأخدود، حتى جاء دور امرأة معها صبي تنظر إليها وتخشى عليه وعلى نفسها فأنطق الله الرضيع وقال لها لا تخافي يا أمي فإنك علي حق فكانت المرأة وباقي أهل القرية المؤمنين من (أصحاب الأخدود) الذين رموا في حفرة من النار فقط لأنهم قالوا ربنا الله وأمنوا برب الغلام.
[٦]
قول الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت
ماذا قال الغلام حتَّى كفاه الله شرَّ الجنود؟
وبعد طول عناء ومشقة وصل الجنود مع الغلام إلى قمَّة الجبل، فتوجَّه بقلبه الصَّافي والمطمئن بالإيمان إلى الله تعالى، ودعا الله بكلماتٍ مخلصة وقال: اللهم اكفنيهم بما شئت وتولى أمرهم، وما إن انتهى من دعائه حتَّى رجف الجبل بأمرٍ من الله وألقى من على ظهره الجنود الكفرة، وبقيت قدمي الغلام ثابتة، وعاد بعد ذلك لعند الملك وهو ثابتٌ على دينه؛ وليريه أنَّ ربه الأحد كفاه شرَّ جنوده. [٦]
طلب الملك من أعوانه الذهاب بالغلام إلى البحر
كيف حاول الملك قتل الغلام بالمرة الثَّانية؟
وإذ بالملك يستشيط غضبًا ويتوعَّده بالقتل، ولكن هذه المرة أمر جنوده بأن يأخذوه على ظهر سفينةٍ إلى عمق البحر، ويحاولوا معه كي يتخلى عن دينه ويؤمن بالملك ربًا كما الجميع أو يرموه في البحر، ولكن الغلام رفض الكفر فحملوه كي يلقوه في البحر كما أمرهم الملك. [٦]
هل غرق الغلام في البحر؟
وعندما رأى الغلام هذا الأمر من الجنود تضرَّع ثانيةً إلى الله سبحانه وتعالى، وقال له يارب اللهم اكفنيهم بما شئت، فأذن الله للبحر أن يغرقهم جميعًا ويبقى الغلام سليمًا ليعود ساخرًا من الملك مرَّةً أخرى.