ومنه الحديث «مِن جَرَّاي» أي: من أجْلِي. و «من» لابتداء الغاية، أي: نَشَأ الكَتْبُ، وابتدى من جناية القَتْلِ. القرآن الكريم - التحرير والتنوير لابن عاشور - تفسير سورة المائدة - الآية 32. ويجُوزُ حَذْفُ «مِنْ» واللاَّم وانتصاب «أجْل» على المَفْعُول له إذا استكمل الشُّروط له. قال: [الرمل] أجْلَ أنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ والثاني: أجَازَ بعض النَّاس أن يكون مُتعلِّقًا بقوله: {من النَّادمين} أي: ندم من أجْلِ ذلك، أي: قَتْلِهِ أخاه قال أبو البقاء: ولا تتعلَّقُ بـ {النَّادمين} ؛ لأنَّه لا يحسن الابتداء بـ {كَتَبْنَا} هنا، وهذا الردُّ غير وَاضِح، وأين عَدَمُ الحُسْنِ بالابتداء بِذَلك؛ ابتدأ الله تعالى إخْبَارًا بأنَّه كتب ذلك، والإخْبَار مُتعلِّق بقصة ابْنَيْ آدم إلا أنَّ الظَّاهر خلافه كما تقدَّم. والجمهور على فتح همزة {أجل} ، وقرأ أبو جعفر بكسرها، وهي لغة كما تقدم ورُوي عنه حذفُ الهمزة، وإلقاءُ حركتها وهي الكسرة على نون {مِنْ} ، كما يَنْقِل وَرْش فتحتها إليها، والهاء في «أنَّه» ضمير الأمْر والشَّأن، و «منْ» شرطيَّة مبتدأة، وهِيَ وخَبَرُها في مَحَلِّ رفعٍ خبرًا لـ «أن». قوله تعالى: {بِغَيْر نَفْسٍ} فيه وجهان: أحدهما: أنه مُتَعَلِّقٌ بالقتل قَبْلها. والثاني: أنَّه في مَحَلِّ حالٍ من ضمير الفاعل في {قتل} ، أي: قَتلها ظالمًا، ذكره أبو البقاء.
- ومن احياها فكانما احيا الناس تفسير سوره
- ومن احياها فكانما احيا الناس تفسير الاحلام
ومن احياها فكانما احيا الناس تفسير سوره
والثاني: أنه يصلى النار بقتل المسلم، كما لو قتل الناس جميعاً، قاله مجاهد، وعطاء. ن-قوله-من-اجل-ذلك-كتبنا-على-بني-اسراىيل 10 من قوله: ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي …
ن-قوله-من-اجل-ذلك-كتبنا-على-بني-اسراىيل
قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت رجلًا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعًا، فانصرف مأذونا لك مأجورا غير مأزور، قال: فانصرفت ولم أقاتل، وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: هو كما قال الله تعالى: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ … مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ | أقلام | وكالة جراسا …
مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ.
ومن احياها فكانما احيا الناس تفسير الاحلام
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ، يقول: من قتل نفسًا واحدة حرمها الله، فهو مثل من قتل الناس جميعًا، وقال سعيد بن جبير: من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس جميعًا، ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعًا، هذا قول وهو الظاهر، وقال عكرمة والعوفي عن ابن عباس: من قتل نبيًا أو إمام عدل، فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شد على عضد نبي أو إمام عدل فكأنما أحيا الناس جميعًا. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 32. رواه ابن جرير. وقال مجاهد في رواية أخرى عنه: من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعًا، وذلك لأنه من قتل النفس فله النار، فهو كما لو قتل الناس كلهم، قال ابن جريج، عن الأعرج، عن مجاهد في قوله: فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا من قتل النفس المؤمنة متعمدا، جعل الله جزاءه جهنم، وغضب عليه ولعنه، وأعد له عذابًا عظيمًا، يقول: لو قتل الناس جميعًا لم يزد على مثل ذلك العذاب، قال ابن جريج: قال مجاهد: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا قال: من لم يقتل أحدًا فقد حيي الناس منه. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: من قتل نفسا فكأنما قتل الناس، يعني فقد وجب عليه القصاص، فلا فرق بين الواحد والجماعة، وَمَنْ أَحْيَاهَا أي عفا عن قاتل وليه فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ، وحكي ذلك عن أبيه، رواه ابن جرير.
فالفراء يثبت لِحرف ( أنّ) معنى التفسير عِلاوة على ما يثبته له جميع النحويين من معنى المصدريّة ، فصار حرف ( أنّ) بالجمع بين القولين دَالاّ على معنى التّأكيد باطّراد ودالاّ معه على معنى المصدريّة تارة وعلى معنى التّفسير تارة أخرى بحسب اختلاف المقام. الآية 32. ولعلّ الفرّاء ينحُو إلى أنّ حرف ( أنّ) المفتوحة الهمزة مركّب من حرفين هما حرف ( إنّ) المكسورة الهمزة المشدّدة النّون ، وحرف ( أنْ) المفتوحة الهمزة الساكنة النّون الّتي تكون تارة مصدريّة وتارة تفسيرية ؛ ففتْحُ همزته لاعتبار تركيبه من ( أنْ) المفتوحة الهمزة السّاكنة النّون مصدريّة أو تفسيرية ، وتشديد نونه لاعتبار تركيبه من ( إنّ) المكسورة الهمزة المشدّدة النّون ، وأصله و ( أنْ إنّ) فلمّا رُكِّبَا تداخلت حروفهما ، كما قال بعض النّحويين: إن أصل ( لن) ( لا أنْ). وهذا بيان أنّ قتل النّفس بغير حقّ جُرم فظيع ، كفظاعة قتل النّاس كلّهم. والمقصود التّوطئة لمشروعيّة القصاص المصرّح به في الآية الآتية { وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس} [ المائدة: 45] الآية.