خلني فأنتخب من أصحابك مائة ، فآخذ عليهم بالعشوة ، فلا يبقى منهم مخبر. قال: أكنت فاعلا يا سلمة ؟ قلت: نعم. فضحك حتى رأيت نواجذه في ضوء النار. ثم قال: إنهم يقرون الآن بأرض غطفان. قال: فجاء رجل ، فأخبر أنهم مروا على فلان الغطفاني ، فنحر لهم جزورا ، فلما أخذوا يكشطون جلدها ، رأوا غبرة ، فهربوا. فلما أصبحنا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خير فرساننا أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة. وأعطاني سهم الراجل والفارس جميعا. ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة. فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة ، وفي القوم رجل كان لا يسبق جعل ينادي: ألا رجل يسابق إلى المدينة ؟ فأعاد ذلك مرارا. فقلت: ما تكرم كريما ولا تهاب شريفا ؟ قال: لا ، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله بأبي وأمي ، خلني أسابقه. قال: إن شئت. وقلت: امض. وصبرت عليه شرفا أو شرفين حتى استبقيت نفسي ، ثم إني عدوت حتى ألحقه ، فأصك بين كتفيه ، وقلت: سبقتك والله ، أو كلمة نحوها ، فضحك ، وقال: إن أظن ، حتى قدمنا المدينة. [ ص: 330] أخرجه مسلم مطولا. العطاف بن خالد: عن عبد الرحمن بن رزين ، قال: أتينا سلمة بن الأكوع بالربذة ، فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خف البعير ، فقال: بايعت بيدي هذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فأخذنا يده ، فقبلناها.
سلمة بن الأكوع | موقع نصرة محمد رسول الله
الحميدي: حدثنا علي بن يزيد الأسلمي ، حدثنا إياس بن سلمة ، عن أبيه قال: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرارا ، ومسح على وجهي مرارا ، واستغفر لي مرارا عدد ما في يدي من الأصابع. قال يزيد بن أبي عبيد: عن سلمة: أنه استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في البدو ، فأذن له. رواه أحمد في " مسنده " عن حماد بن مسعدة ، عنه. ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن زياد بن ميناء ، قال: كان ابن عباس ، وأبو هريرة ، وجابر ، ورافع بن خديج ، وسلمة بن الأكوع مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ، [ ص: 331] ويحدثون من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا. وعن عبادة بن الوليد أن الحسن بن محمد بن الحنفية قال: اذهب بنا إلى سلمة بن الأكوع ، فلنسأله ، فإنه من صالحي أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - القدم ، فخرجنا نريده ، فلقيناه يقوده قائده. وكان قد كف بصره. وعن يزيد بن أبي عبيد ، قال: لما قتل عثمان ، خرج سلمة إلى الربذة ، وتزوج هناك امرأة ، فولدت له أولادا ، وقبل أن يموت بليال ، نزل إلى المدينة. قال الواقدي وجماعة: توفي سنة أربع وسبعين. قلت: كان من أبناء التسعين ، وحديثه من عوالي صحيح البخاري.
سلمة بن الأكوع
سلمة بن الأكوع
ابن عمرو بن سنان الأنصاري وهو أحد من بايع تحت الشجرة، وكان من فرسان الصحابة ومن علمائهم، كان يفتي بالمدينة وله مشاهد معروفة في حياة النبي ﷺ وبعده، توفي بالمدينة وقد جاوز السبعين سنة.
[10] الحاكم: المستدرك (6383)، 3/649.