السؤال:
امتدادًا للسؤال السابق سماحة الشيخ هذا السائل يقول في سؤاله -وهو قريب من السؤال السابق-: كثير من أولياء الأمور هداهم الله لا يحرصون على حث أولادهم على أداء الصلوات المفروضة، فهم يتساهلون كثيرًا معهم في ذلك، هل من كلمة سماحة الشيخ حول هذا الموضوع؟
الشيخ: أعد.
- الحث على الصلاة - موقع مصادر
- رسالةٌ مقترحةٌ من أب لابنه في الحثِّ على الصلاة
- الحث على الصلاة وأدائها جماعة - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
الحث على الصلاة - موقع مصادر
ابني الكريم ليكن لك في سلفك الصالح أسوة: قال وكيع بن الجرَّاح: «كانَ الأعمشُ قريبًا من سَبعين سنةً لم تَفُته التَّكبيرةُ الأولى، واختَلفْتُ إليه قريبًا من سَبْعينَ؛ فَما رأيتُه يقضِي ركعةً». وقال غسَّان: «حدَّثني ابنُ أخي بشر بن منصُور، قال: ما رأيتُ عمِّي فاتَتْه التَّكبيرةُ الأُولى». وقال سَعيد بن المسيِّب: «ما فاتَتْني التَّكبيرةُ الأُولى منذُ خمسينَ سنةً، وما نظرتُ إلى قفَا رجلٌ في الصَّلاة منذُ خمسينَ سنة»، لمحافظَتِه على الصَّفِّ الأوَّلِ. وقال محمَّد بن سماعة: «مكثتُ أربعين سنةً لم تفُتْني التَّكبيرةَ الأولى معَ الإمام إلَّا يومَ ماتَت فيه أمِّي ففَاتَتْني صلاةٌ واحدةٌ في الجماعة». الحث على الصلاة وأدائها جماعة - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. وقَال أبو داود: «كانَ إبراهيمُ الصَّائغ رجُلا صَالحًا، قتلَه أبو مُسلم بعَرَنْدَس، قال: وكانَ إذَا رفَعَ المطرَقَةَ فسَمِعَ النِّداءَ سَيَّبَها». وقال إبراهيم التَّيمي: «إذَا رأيتَ الرَّجُل يتَهاونُ في التَّكبيرة الأولى فاغْسِل يدَكَ منه». ابني الكريم إن الصَّلاة نور المؤمنين، وضياء أفئدتهم، وهي الصِّلة بينَ العبد وبينَ ربِّه، وإذا كانت صلاةُ العبد صلاةً كاملةً، مجتمعًا فيها ما يلزَم فيها وما يُسَنُّ، وحصَلَ فيها حضور القَلب الَّذي هو لبُّها، فصار العبد إذا دخل فيها استَشعر دخولَه على ربِّه، ووقوفَه بين يديه موقفَ العبد الخاشع المتأدِّب، مستحضرًا لكلِّ ما يقوله وما يفعله، مستغرِقًا بمناجاة ربِّه ودعائه؛ فلا جرَم أنَّها من أكبر المعونَة على جميع الفضائل والخيرات، وأعظم مزدَجرٍ عن الفواحش والمنكرات.
رسالةٌ مقترحةٌ من أب لابنه في الحثِّ على الصلاة
هذه هي طريقة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم -صلى الله عليه وسلم- سنن الهدي، وإنهن من سنن الهدي، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر، فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف".
الحث على الصلاة وأدائها جماعة - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
الركوع والسجود بعد إنهاء سورة الفاتحة، اركع منحنياً لمستوى ظهرك، وضع كفيك على ركبتيك، مع النظر إلى موضع القدمين، وقل «سُبحانَ ربّيَ العظيمِ»، ثم ارفع رأسك، وقف معتدلاً، وقل «سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه» ، وبعد ذلك همّ بالسجود، مع الانتباه إلى ملامسة الجبهة والكفّين والركبتين وإبهامي القدمين للأرض. في السجدة الأولى قل «سبحان ربي الأعلى» ثلاث مرّات، ثم ارفع رأسك واجلس مستوياً وقل "الله أكبر، استغفر الله ربي وأتوب إليه"، ثم اسجد السجدة الثانية وقل كما قلت في السجدة الأولى، وبعد ذلك همّ بالقيام للركعة الثانية، ماداً يديك على الأرض، ثم انهض للركعة الثانية كما في الركعة الأولى، حتى تصل إلى السجود فاذكر التشهد: " التحيّات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيّها النّبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنّ لا إله إلّا الله وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله "، وبعدها قم للركعة الثالثة كما في الركعة الأولى. أمّا في الرّكعة الرابعة فتتّم كما في الرّكعة الأولى، ولكن عند السجود يتم قراءة التشهد والصلاة الإبراهيميّة: " اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد ".
عِبادة ٌ تُشرِقُ بالأمل في لجّة الظلمات وتنقذ المتردِّي في درب الظلمات وتأخذ بيد البائس من قعر بؤسه واليائس من درك يأسه إلى طريق النجاة ولهذا عني الإسلام عناية بالغة بالصلاة فجاء في كتاب الله تعالى الأمر بإقامتها والمحافظة عليها حيث قال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾. فمن حفظها وحافظ عليها بتعلم أحكامها وأداها على ما يوافق شرع الله فقد فاز ونجا ومن ضيعها فقد خاب وخسر وكان لما سواها أضيع، فعلينا إخوة الإيمان أن نحافظ عليها في حال صحة والمرض والضيق والسعة وحال الأمن والخوف. فالصلاة سر النجاح وأصل الفلاح وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر. والمحافظة عليها عنوان الصدق والإيمان، والتهاون بها علامة الخزي والخسران. خمس صلوات من حافظ عليهن فأحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن فأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له عند الله عهد أن يغفر له وكانت له نوراً وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له يوم القيامة نور ولا برهان وحشره الله مع أهل الخيبة والخسران. عباد الله إن فريضة الصلاة من أهم فرائض الدين التي أكد الله أمرها في جميع الشرائع وإن أبرز أسرار هذه العبادة الجليلة ومعانيها السامية أنها بأفعالها وقراءتها ودعائها خشوع وخضوع لله رب العالمين وتحقيق لقرب العبد من ربه القرب المعنوي قال الله سبحانه وتعالى في سورة العلق مخاطبا رسوله عليه الصلاة والسلام: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ۩ ﴾ وقال عليه الصلاة والسلام: " أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربهِ وهو ساجد ".