العمرة الثالثة:عمرة الجعرانة وكانت في ذي القعدة سنة ثمان عام الفتح وهذه العمرة لم يبق فيها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بمكة إنما اعتمر وخرج في ليلته إلى الجعرانة وهي خارج حدود الحرم وذلك لقسم غنائم حنين، ومعلوم أن المعتمر إذا طاف وسعى وحلق أو قصر ثم خرج مباشرة من مكة ولم يمكث فليس عليه طواف وداع لأن هذا الفعل يستلزم أن يكون آخر عهده بالبيت،وإذا ليس فيها دلالة لعدم وجوب طواف العمرة. الرابعة: عمرته مع حجته، وهذه طاف فيها طواف الوداع بلا شك لأنه كان قارنا. هذا وبناء على التفصيل السابق فليس فيما ذكروه دلالة على عدم وجوب طواف الوداع للعمرة من عمره _صلى الله عليه وسلم_ إلا عمرة القضاء فإنه _صلى الله عليه وسلم_ اعتمر وأقام بمكة ثلاثة أيام ولم سنقل عنه أنه طاف للوداع ولو طاف لنقل إذ عدم النقل دليل على العدم. والجواب عن هذا بالتسليم بصحة ما ذكروه من أن عدم النقل دليل على عدم الوجوب لكن نقول بأن طواف الوداع لم يؤمر به إلا في حجة الوداع فلم يكن واجبا قبلها وحديث ابن عباس رضي الله عنه صريح في ذلك إذ فيه أنه قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض متفق عليه. وروى مسلم أيضا عنه قال: كان الناس ينصرفون من كل وجه فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت).
- طواف الوداع في العمرة للأفراد
- طواف الوداع في العمرة الداخلية
- طواف الوداع في العمرة للشركات
- طواف الوداع في العمرة يشترط التصاريح للوصول
طواف الوداع في العمرة للأفراد
الحنفية: يبدأ في أيام النحر وما بعدها، في أي وقت يشاء ولو بعد أيام النحر، واستدلوا بحديث النبي الذي يقول فيه: (كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ). [٩]
وقت الاستحباب: أجمع الفقهاء على أنّ الوقت الذي يُستحَبّ فيه القيام بطواف الوداع بعد الفراغ من أعمال الحج جميعها، وإرادة الخروج من مكة، وقد استدلّوا بمجموعة من الأدلّة، كحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ) ، [٨] إضافة إلى فِعل النبيّ في صلاته الظهرَ والعصر والمغرب والعشاء، ثُمّ طوافه طواف الوداع، ثمّ خروجه إلى المدينة. وقت الانتهاء: اتّفق الفقهاء على أنّ طواف الوداع ينتهي بمجاوزة الحاج مسافة القصر عن مكة، فعندها لا يلزمه الرجوع، بل يجب عليه دم عند من قال بوجوبه. حكم طواف الوداع
حكم طواف الوداع في الحج
ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ حكم طواف الوداع للحاج واجب، ويجب الدم على من تركه؛ للأحاديث التي تدلّ على وجوبه، وخالف في هذه المسألة المالكية؛ فذهبوا إلى أنّه مندوب للخارج من مكّة؛ سواء كان من أهل مكة ، أو من غير أهلها؛ واستدلّوا لرأيهم بأنّ طواف الوداع غير واجب على الحائض والنفساء، ولو كان واجباً لوجب عليهما، وردّ الجمهور على هذا بالإشارة إلى أنّ ما ورد من الأحاديث التي تُجيز سقوطه عن بعض الفئات لا يصحّ الاستشهاد بها في إسقاطِ وجوبه عن غيرهم، لأنه كان من باب التخصيص لهم.
طواف الوداع في العمرة الداخلية
الدليل الثالث: ما رواه مسلم وأبو داود وغيرهما عن ابن عباس قال: كان الناس ينصرفون في كل وجه فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: (لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت). وجه الدلالة: النهي عن الانصراف من مكة قبل الوداع وهو عام يشمل الحج والعمرة. مناقشة هذا الدليل: نوقش هذا الدليل بأن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قال هذا في الحج في حجة الوداع فيكون مخصوصاً بطواف وداع الحج. هذا ولهم أدلة أخرى لكن تركتها لضعفها. أدلة القول الثاني: وهم القائلون بسنية طواف الوداع للعمرة. الدليل الأول: ما رواه الترمذي في سننه عن نافع عن ابن عمر قال: من حج البيت فليكن آخر عهده بالبيت إلا الحيض ورخص لهن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال الترمذي حديث حسن صحيح. الدليل الثاني: ما رواه الدار قطني في سننه عن ابن عباس قال: كان الناس ينفرون من منى إلى وجوههم فأمرهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن يكون آخر عهدهم بالبيت ورخص للحائض. الدليل الثالث: ما رواه مالك في الموطأ عن عبد الله بن عمر بن الخطاب _رضي الله عنهما_ أن عمر بن الخطاب قال: لا يصدرن أحد من الحاج حتى يطوف بالبيت فإن آخر النسك الطواف بالبيت. وجه الدلالة من الأحاديث الثلاثة المتقدمة: أن الأمر بالوداع فيها إنما هو للحاج فيختص به فلا يتعداه إلى العمرة.
طواف الوداع في العمرة للشركات
هذا ويترجح لي و العلم عند الله _تعالى_ القول بالوجوب لما تقدم من أدلة هذا القول وللإجابة عن أدلة القائلين بعدم الوجوب ومناقشة هذا والقول بعدم الوجوب قول له مكانته وهو قول جمهور العلماء كما تقدم، وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز _رحمه الله_ عدة مرات فأجاب بعدم الوجوب، وكذلك اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية أجابت بعدم الوجوب، وهناك من علماء العصر من يقول بالوجوب، وعلى كل فالذي أراه وجوب طواف الوداع للعمرة وأرى أن هذا القول قوي متجه. والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال في الأساس جواب لسؤال طرح من طرف الموقع على الشيخ فأجاب عليه الشيخ مشكورا بهذا التفصيل الذي أمامكم
اللجنة العلمية
سليمان بن جاسر الجاسر
محمد سعد عبد الدايم
إبراهيم الأزرق
د. فيصل بن علي البعداني
اللجنة التربوية
د. عامر الهوشان
محمد سعد عبد الدايم
طواف الوداع في العمرة يشترط التصاريح للوصول
السؤال: هل طواف الوداع واجب في العمرة؟ وهل يجوز شراء شيء من مكة بعد طواف الوداع سواء كان حجًا أو عمرة؟
الجواب: طواف الوداع ليس بواجب في العمرة، ولكن فعله أفضل، فلو خرج ولم يودع فلا حرج. أما في الحج فهو واجب؛ لقول النبي ﷺ: لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت [1] وهذا كان خطابًا للحجاج. وله أن يشتري ما يحتاج إليه بعد الوداع من جميع الحاجات حتى ولو اشترى شيئًا للتجارة ما دامت المدة قصيرة لم تطل، أما إن طالت المدة فإنه يعيد الطواف، فإن لم تطل عرفًا فلا إعادة عليه مطلقًا [2]. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. رواه مسلم في (الحج) باب وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض برقم 1327. نشر في جريدة (الندوة) العدد 6869 في 12/12/1411هـ، وفي جريدة (عكاظ) في 7/12/1418هـ (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 17/ 442)
هل للعمرة طواف وداع - YouTube