مثَّل غسان دور العاشق الولهان، الذي يحاول بشتَّى الوسائل الحصول على محبوبته وجذبها كما تجذب النار الفراشة، ليحترق بها ويحترقا معًا احتراقًا لذيذًا شهيًّا، وهو الذي كان يقول لها: "المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض". وكان يقول أيضًا: "أنت في جلدي وأحسك مثلما أحس فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل! " ومثَّلت غادة دور المرأة المتمنِّعة التي كلَّما استعصت على الرجل زاد الرجل عنادًا ومحاولات للحصول عليها، وقد أحسنت هذا الدور، ولم تكن تتوقع بوليسيّة المشهد التي كانت بانتظارها والتي صدمتها كما صدمت كلَّ العالم العربي بخبر استشهاد غسان عام 1972م، لتُختتم قصة الحب الأسطورية بينهما، ولتبقى غادة حتَّى اليوم تناشد أهل غسان أن يكشفوا عن كثير من الرسائل الضائعة التي أرسلتها هي إليه، بعد أن كشفت هي عن رسائله كلِّها وتمّ طباعتها مع ما احتفظت غادة به من رسائل ونُشرت في العالم العربي كلِّه. كان غسان كنفاني .. و كانت غادة السمّان | احكي. [٣]
مقتطفات من رسائل غسان كنفاني لغادة السمان
رسائل غسان كنفاني لغادة السمان التي نشرتها غادة السمان بعد وفاة الروائي والقاص الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت، أثبتت للعالم كلِّه إنَّ الحب قيمة إنسانية أدبية كبيرة، ومن وقع فيها فقد شعر بمعنى الحياة الرئيس، وهذه الفكر تؤكِّدها هذه المقتطفات من رسائل غسان كنفاني لغادة السمان: [٣]
"لا تكتبي لي جوابًا، لا تكترثي، لا تقولي شيئًا، إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجئه الوحيد، وسأظلّ أعود: أعطيك رأسي المبلل لتجفيفه بعد أن اختار الشقي أن يسير تحتَ المزاريب".
كان غسان كنفاني .. و كانت غادة السمّان | احكي
بدأت قصة حب من بين ملايين القصص عن شاب فلسطيني غسان كنعان الذي بدأت قصته في الستينات مع غادة السمان الأدبية السورية حين التقيا في جامعة دمشق وبعد لقائهم هذا جمعت الأقدار بينهما مرة أخرى عن طريق مصادفته لها في الحفلات المسائية حيث قال لها غسان "مالك تبدين كطفلة ريفية تدخل المدينة أول مرة؟! " منذ لقائهما ذاك تطورت العلاقة بينهما وبدأ نشوء علامات الحب الذي لا يسبق له مثيل لهما. وكانا يتبادلان الرسائل الودية والمليئة بالحب والشوق والتي استمرت طيلة حياتهما وتعاهدا أن لا يفرقهما شيء سوى الموت وفعليا بقيت غادة على عهدها بعدما توفي غسان من قبل حادث اغتيال على يد الموساد الصهيوني وأيضا أصدرت غادة كتاب عن رسائلهما التي نشرته في ذكرى وفتله وأسمتع رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان ليبقى شاهد لهم وعلى قصتهم أبد الدهر. وأصبح الكتاب من أشهر الكتب الأدبية في الوطن العربي ولكن لم تستطع نشر الكثير من الرسائل بسبب حرق بعضها بسبب حريق تعرضت له في منزلها ببيروت في عام 1968. ضم الكتاب اثنتا عشرة رسالة من غسان إلى غادة والتي كانت تضم الكثير من المشاعر من حب واشتياق وعتاب رقيق بسبب المحبة. حيث كانت أول رسائل غسان لغادة قائلا فيها:"إنني أحبك.. الآن أحسها بشكل عميق أكثر من أي وقت مضى، الآن أحس هذه الكلمة التي وسخوها، كما قلت لي والتي شعرت بأن علي بأن أبذل كل ما في طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري".
[5] ويقال أن لها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. [ بحاجة لمصدر]
درست في المدرسة الفرنسية في دمشق (الليسيه) وتخرجت منها، ثم انتقلت للتعلم في المدارس الحكومية باللغة العربية. وفي عام 1962 أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" وكانت تبلغ من العمر 20 عامًا، واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية. [5]
التحقت بالجامعة السورية في دمشق وتخرجت منها عام 1963 ونالت شهادة الإجازة الجامعية في الأدب الإنجليزي، كما حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم على الدكتوراه من جامعة القاهرة. عملت كمعلمة للغة الإنجليزية في المدرسة الثانوية بدمشق، وكأمينة مكتبة، عملت أيضا ككاتبة في مجلة (الأسبوع العربي) و(الحدث) وغيرها وعملت في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. في عام 1978 أسست بمساعدة زوجها دار نشر باسم (منشورات غادة السمان). [5] [6]
سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الأوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها.