ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدث أبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، فلماذا؟ إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى، كما قال تعالى: ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه: 66].
التفريغ النصي - دروس من قصة موسى مع فرعون - للشيخ خالد بن علي المشيقح
[img3]/img3]
الحمد لله رب العالمين القائل وهوأصدق القائلين (( الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)) (هود)... والصلا ة والسلام على سيد المرسلين وامام المتقين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد احبتي في الله.. فهناك أسرار عظيمة في القرآن ومنهاسر مجيء كلمة (ثعبان) تارة وكلمة (حية) تارة أخرى وذلك في سياق قصة سيدنا موسى عليه السلام. وقد يظن بعض القراء أن المعنى واحد، وأن هذا الأمر من باب التنويع وشد انتباه القارئ فقط....
ولكن عندما نبحث في هذا الموضوع فسوف يظهر لنا حكمة بيانية رائعة تثبت أن كل كلمة في القرآن إنما تأتي في الموضع المناسب، ولا يمكن أبداً إبدالها كلمة أخرى، وهذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم. التفريغ النصي - دروس من قصة موسى مع فرعون - للشيخ خالد بن علي المشيقح. ولكي نوضح الحكمة من تعدد الكلمات عندما نبحث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون لنجد أنها تكررت في مناسبات كثيرة، ولكن العصا ذُكرت في ثلاثة مراحل من هذه القصة: 1- عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه. 2- عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.
وثالثها: لئلا تختلط أغنامهما بأغنامهم. ورابعها: لئلا تختلطا بالرجال. يظهر من حال تلك الفتاتين أن لديهم تربية مسبقة بالبعد عن مزاحمة الرجال. 3. اقترب موسى عليه السلام وخاطب الفتاتين " قال ماخطبكما ". وفي هذا إشارة إلى أن الرجل إذا أراد الكلام مع المرأة الأجنبية أن يتكلم بقدر الحاجة، فهنا قال موسى "ماخطبكما" بدون مقدمات أو عبارات فيها تلطف. 4. كان جواب الفتاتين لموسى: "قالتا لانسقي". ويستفاد من هذا؛ أن كلام المرأة مع الرجال يجب أن يكون بدون تلطف ولامقدمات ولا عواطف، وهذا من أدب الكلام بالنسبة للمرأة ، ومما ينبغي أن نربي فتياتنا عليه وخاصةً في زمننا هذا الذي رأينا فيه تساهل بعض الفتيات في مخالطة الرجال ومزاحمتهم صوتاً وجسداً وعملاً وتسوقاً وسفراً. 5. يا ترى ماهو السبب الذي جعل الفتاتين لايسقون الماء؟ الجواب: "حتى يصدر الرعاء"؛ أي لانذهب لأخذ الماء إلا بعد ذهاب الرجال من المكان. وفي هذا تربية على عدم الاختلاط بالرجال، وهذا منهج تربوي يجب أن يتأصل في نفوس الفتيات لكي تبقى المرأة محفوظة كالجوهرة، وأما إن زاحمت الرجال فلاشك أن العيون والشكوك والأخطاء ستدور حولها والله المستعان. 6. وفي قول الفتاتين "وأبونا شيخ كبير".