وهذا كالذي قبله محمول على الدم اليسير لأنه كان يخرج منه فيفتله، والدم الكثير لا يفتل إنما يشرع الخروج والانصراف لغسله والرجوع. أما اليسير فهذا يفتل بالأصابع يجفف ولا يسقط منه شيء على الجسد أو الثوب، وإذا سقط شيء فإنما يكون شيئاً يسيراً لا يخرج عن المعفو عنه. والمعفو عنه عند الفقهاء ما لا يجاوز قدر الدرهم البغل، ودون درهم من عين قيح أو صديد أو دم، هذا المعفو عنه. كم عدد اولاد عمر بن الخطاب وما اسمائهم. الدرهم البغل
يرى في باطن ذراع البغل دائرة صغيرة وهي المقصودة بدرهم البغل، فالدرهم الذي يتعاملون به قطره يقارب قطر الدائرة في داخل ذراع البغل، فنسب للبغل. فإذ زادت النجاسة عن هذا الدرهم صارت في حيز الكثير الذي لا يعفى عنه، وإذا كانت دونه فذلك من اليسير المعفو عنه، ولا يتوضأ لأن وضوئه لا ينتقض فلا يحتاج إلى وضوء. المِسوَر بن مخرمة
المسوَر بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أبو عبد الرحمن الزهري القرشي من صغار الصحابة، كعبد الله بن الزبير وكالنعمان بن بشير رضي الله عنهم. وعبد الرحمن بن عوف خاله وكان المسوَر ممن يدخل على عمر بن الخطاب ويلزمه ويحفظ عنه. دخل مرة على معاوية بن أبي سفيان ومعاوية حينئذ خليفة المسلمين، فقال له معاومة: يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة؟
فقال له المسور: دعنا من هذا وأحسن فيما جئناك له.
كم عدد اولاد عمر بن الخطاب وما اسمائهم
قال: فرجعت إليه فقلت له غلام يا أمير المؤمنين. فقال: الحمد لله الذي لم يجعل لقاتلي سجدة واحدة يحاجني بها أمام الله. ثم قال عمر: ما كانت العرب لتقتلني. ثم قال له: ادع لي طبيباً ينظر في جرحي، فأوتي بطبيب فسقاه ذلك الطبيب لبناً فخرج من الطعنة. فقال له الطبيب: اعهد يا أمير المؤمنين. فكانت تلك الوصية التي أوصى بأن تكون الشورى في تلك الستة وألا تخرج الخلافة عن أحدهم إلى آخر ما قاله. ومات عمر بن الخطاب رضي الله عنه من يومه ذاك شهيداً كما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم غير ضائع ولا مضيع. كان ذلك سنة 20 للهجرة. نسأل الله أن يجمعنا بهم غداً يوم القيامة آمين. ما هو رد فعلك؟
المشاهدات:
2٬328
وانصرف. فالتفت عمر رضي الله عنه إلى الرهط وقال لهم: لقد أوعدني العبد آنفاً. فلبث ليالي وأخذ أبو لؤلؤة خنجراً ذا حدين، وتسلل إلى المسجد في غلس السحر وكمن هناك وانتظر وكان عمر رضي الله عنه من عادته أنه يخرج إلى المسجد فيوقظ الناس لصلاة الفجر. فلما دنا من أبي لؤلؤة قام إليه ابي لؤلؤة عليه من الله ما يستحق فطعنه ثلاث طعنات إحدى تلك الطعنات وقعت تحت سرته وخرقت الصفاق وهي التي قتلته. ثم فر، قال عمر رضي الله عنه: قتلني الكلب. فترامى الناس عليه ليمسكوه فقتل سوى عمر أحد عشر رجلاً ثم قتل نفسه. فلما أدرك عمر رضي الله عنه النزف وانصفق عليه الناس قال: مروا عبد الرحمن بن عوف ليصلي بالناس. قال ابن عباس رضي الله عنهما: ثم أدركه النزف فغشي عليه، فاحتملته مع رهط حتى أدخلته بيته وصلى بالناس عبد الرحمن بن عوف ولم يزل عمر رضي الله عنه مغشياً عليه حتى أسفر بالصبح ونحن معه. حرصه على الصلاة
قال: فلما أسر الصبح فتح عينيه فنظر إلينا فقال: أصلى الناس؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. ثم أوتي بوضوء فتوضأ وصلى، ثم قال: يا ابن عباس أخرج فاسأل من قتلني. قال: فخرجت واطلعت على الناس وقلت من طعن أمير المؤمنين؟ فقالوا: طعنه عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة.