السبت 15 ربيع الآخر 1427هـ - 13 مايو 2006م - العدد 13837
للشاعر حميدان الشويعر قصائد تتجاوز الثلاثين قصيدة تباينت من حيث المعاني وعدد الأبيات طولاً وقصراً، لكن يلاحظ أن أقلها أبياتاً تعد أكثرها حكمة، وأوجزها عبارة أبلغها وأبعدها معنى، رغم أن أكثر من يروي عن حميدان الشويعر يتجاهلها تماماً أو لا يعيرها اهتماماً بالكلية. ولنأخذ مثالاً على ذلك أبياتاً قالها ضمن قصيدة روي جزء منها ولابد أنها ذات بقية، إذ لا يمكن أن تكون مبتورة كما يروي لكن لعل بقيتها ضاعت. فالقصيدة أساس لقصيدة ذات وزن وقافية يسترسل معها في عدة أبيات تتناغم ويتابع فيها إيجاز الحكم التي بدأها في البيتين التاليين:
لقيت دوا الظما القربة
ولقيت دوا الحمار القيد
ودوا الحرمة إلى فسقت
ثلاث من فيود رشيد
ولعل سذاجة تلقيها بسرعة هو السبب في تجاهلها عند البعض، لأن السامع لها في أول مرة لا يظن أنها شعراً موزوناً ومقفى، بل يظنه كلاماً مفككاً وبقية من نثر مبتور النهاية، أو هو من بديهيات المعاني. قصيدة حميدان الشويعر في القبائل العربية. وفي القصيدة كأنه لا معنى جديد لأحد في ذكر أن من يظمأ يكفيه وجود القربة، وما معنى القيد للحمار، أما المرأة في حالة عدم استقامتها وأدبها فتعطى ثلاث من فيود رشيد) فما المقصود من (فيود رشيد) وكم هي ولماذا ثلاث فقط وأين البقية؟
فلنبدأ ب (فيود رشيد): ف (رشيد) هذا ضرب به الشاعر مثلاً وكذا من عاش في زمنه خاصة في طلاقه لزوجته التي لم يتوافق ولم يوفق معها، وعندما أراد فراقها بعد غضبه منها طلقها تسعا وتسعين طلقة، فصار يذكر بهذا، وقد استعار الشاعر منه ثلاثاً فقط وهي كافية لايصال المعنى الذي أراده الشاعر.
قصيدة حميدان الشويعر في القبائل المتوحشة
و(متعب) المتخصص من أمريكا في إدارة الأعمال، ويعمل بالقطاع الخاص بالرياض، وفيه شهامة وكرم ووفاء وتواضع. و(محمد) و(سلطان) وقد عرفتهما عن كثب في الطائف، وتوليا في عهد والدهما وكالة إمارة منطقة نجران. والفقيد من مواليد الأفلاج عام 1333هـ، وتوفي بعد صراع طويل مع الأمراض التي لم تقعده عن أداء عمله كأمير لمنطقة نجران، في ظروف حساسة وصعبة، فقد كانت الحرب الأهلية في اليمن على أشدها، وكانت المناطق الحدودية كنجران وجازان مستهدفة، والاعتداءات من الطيران المصري مستمرة، والحالة خطيرة لعدة سنوات. وكان شقيقه الشاعر الكبير محمد الأحمد أميراً لجازان في ذلك الوقت العصيب وتحمّلا الشدائد معا.. قصيدة حميدان الشويعر في القبائل مباشر. وتوفي الأمير خالد في أحد مستشفيات أمريكا ونقل جثمانه ليدفن في المملكة في عام 1399هـ. رحم الله الفقيد الكبير، فقد كان من أفذاذ الرجال، ومن جيل البناة العظام الذين تبقى ذكراهم خالدة في ذاكرة التاريخ والزمان. جدة -
قصيدة حميدان الشويعر في القبائل العربية
3-بن عيفه الحبابي الكاتب: ابن عيفة الحبابي عن الشاعر المذكور ابن شويعر اليك ماجمعت ممدوح الشاعر / حميدان الشويعر / عثمان بن نحيط من أمراء وشعراء سدير عند البحث عن بعض الأعلام في الماضي نجد للبعض معلومات وفيرة حول حياتهم والبعض الآخر قد لا تجد عنه سوى الإسم فقط والبعض الآخر قد تجد إشارات وتلميحات تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ وفي هذه العجالة سنتحدث عن عثمان بن نحيط أحد شعراء وأمراء بلد الحصون البلد المعروفة في منطقة سدير ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقال وجود بعض الاحتمالات والتي منشأها قلة المصادر والمعلومات المقتضبة في بعضها.
قصيدة حميدان الشويعر في القبائل مباشر
أما الوصية الثالثة: فهي تحجيم المشكلة وعدم إعطائها الفرصة فتكبر وتزداد بل لابد من بترها إذا لم يوجد حل سريع وشاف، كذلك فإنه يؤكد أن لكل مشكلة مهما كبرت حلاً يأتي على جذورها وأن هذا الحل يجب أن يتخذ في الوقت المناسب. فعبر عن الوصية الاولى بالقربة للظمأ، وليس المقصود القربة من أجل الشرب منها، وإنما المقصود التزود للحياة بما يمنع الحاجة مستقبلاً لأي شيء ترى أنك يوماً من الأيام قد تضطر للبحث عنه أو المعاناة بسبب فقده، وعبر عنه بالماء في القربة لضرورته للحياة وللمسير في طريق السفر، ونحن نقول في أمثالنا الشعبية (الشتاء يبي صميل، والقيظ معك علمه)، وإنما يفهم من معانيه ومقاصده أخذ الحيطة، بمعنى عدم الإهمال أو التراخي في أمور مصيرية. ذكرياتي معهم. أما قيد الحمار فليس المقصود في ذاته، فالحمار كما يعرفه ذاك الجيل يمكن أن يغلق عليه، بل إن غالبية حميرهم معسوفة (مدربة) سهلة القيادة، ولا تشكل لهم مشكلة تدعو الشاعر لتذكيرهم بها لكنه أراد شيئاً آخر. فكأن الشاعر يمثل لهم بشيء يعرفونه ولا تنقصهم معرفة حوله سواء تعاملهم من شخص بعيد أو قريب حتى أولادهم فقيدهم يجعلهم يتحركون في أماكن قربة لا يستطيعون معه أن يبتعدوا ولا يقوموا يتحركون في أماكن قربة لا يستطيعون معه أن يبتعدوا ولا يقوموا بأعمال تؤذي الآخرين، وهذا هو المقصود، أي قيد التعامل مع الآخرين وخاصة من يعتقد انه سيجحد حقاً أو يظلم غيره، أو يتعدى بعد طول الزمن، فالقيد له بكل ما يمكن تقييده به هو ما أوصى به الشاعر.
أش لون يبيهم يزبنونه وهو قاتل!! ؟؟
أقول يحمد ربه أنهم ما حطوا الكلبشة في يدينه ورجلينه وسلموه للحكومة
والله بني زيد ما يزبنون قتله,
لكن خليه يجيهم مظلوم وتشوفون والقصص الكثيره أكبر شاهد على ذلك.
أما كون البيتان التي قالها الشاعر ذات هدف فلأن الظاهر منها يختلف عن الباطن، بل إن الشاعر أعطانا الكثير من الاضاءات والحكم في قوله، ولا يحكم على قوله بالبساطة والسذاجة، فقد أوصانا بثلاث وصايا لمقابلة المشكلات من أجل التحرز منها وتنحصر في ثلاث هي:
الأولى: أخذ الاحتياط للامور، ومثل لها بالظمأ يصيب الشخص ولا حل له سوى القربة، التي تعني وجود الماء ومدخرات تعمل لمقابلة الحاجة المستقبلية فلا يتحسر من الفقر أو الإفلاس بسبب عدم حسابه للأمور، وهذا يتطلب الاحتياط له قبل حدوثه والاحتياط قبل حصوله. أما الوصية الثانية: فهي التوثيق والتثبت والقيد للأشياء التي يمكن أن يدخل معها المخادعون، وأصحاب النوايا السيئة في المعاملات والتعامل، ونحن نقرأ في قصائد الشويعر وصف بعض الأشخاص بأوصاف الحيوان، مثل ما ورد في شعره من عبارات (لا جا ثور) أو يرمز له بصفة الحمار مثل «عقب الصمعاء صلف نهقه» أو (ثور مستحيل) وغيرها. وبالتالي لا نستغرب أن يستخدم الشاعر هنا في الأبيات التي نحن بصدد الحديث عنها كلمة (حمار وقيد) والمقصود من يتصف بصفات الجهالة والنكران والظلم والجحود لابد أن يقيد بشيء تقوم به الحجة فلا يلعب لعبته ولا يعطي فرصة لمخادعة أو ظلم.