وقالت طائفة: سمي عتيقا لأنه لم يملك موضعه قط. وقالت فرقة: سمي عتيقا لأن الله - عز وجل - يعتق فيه رقاب المذنبين من العذاب. وقيل: سمي عتيقا لأنه أعتق من غرق الطوفان ؛ قال ابن جبير. وقيل: العتيق الكريم. ثم ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم. والعتق الكرم. قال طرفة يصف أذن الفرس:مؤللتان تعرف العتق فيهما كسامعتي مذعورة وسط ربربوعتق الرقيق: الخروج من ذل الرق إلى كرم الحرية. ويحتمل أن يكون العتيق صفة مدح تقتضي جودة الشيء ؛ كما قال عمر: حملت على فرس عتيق ؛ الحديث. والقول الأول أصح للنظر والحديث الصحيح. قال مجاهد: خلق الله البيت قبل الأرض بألفي عام ، وسمي عتيقا لهذا ؛ والله أعلم.
التفث في قوله تعالى﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ - ملتقى أهل التفسير
وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ والحسن البصري تحريكها مع " ثم " والواو, وهي لغة مشهورة, غير أن أكثر القرّاء مع الواو والفاء على تسكينها, وهي أشهر اللغتين في العرب وأفصحها, فالقراءة بها أعجب إليّ من كسرها.
تفسير قوله تعالى ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ... - إسلام ويب - مركز الفتوى
وهذا مما أجمع عليه مالك وأصحابه ، وأنه يجزيه تطوعه عن الواجب المفترض عليه من طوافه. وكذلك أجمعوا أن من فعل في حجه شيئا تطوع به من عمل الحج ، وذلك الشيء واجب في الحج قد جاز وقته ، فإن تطوعه ذلك يصير للواجب لا للتطوع ؛ بخلاف الصلاة. التفث في قوله تعالى﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ - ملتقى أهل التفسير. فإذا كان التطوع ينوب عن الفرض في الحج كان الطواف لدخول مكة أحرى أن ينوب عن طواف الإفاضة ، إلا ما كان من الطواف بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر أو بعده للوداع. ورواية ابن عبد الحكم عن مالك بخلاف ذلك ؛ لأن فيها أن طواف الدخول مع السعي ينوب عن طواف الإفاضة لمن رجع إلى بلده مع الهدي ، كما ينوب طواف الإفاضة مع السعي لمن لم يطف ولم يسع حين دخوله مكة مع الهدي أيضا عن طواف القدوم. ومن قال هذا قال: إنما قيل لطواف الدخول واجب ولطواف الإفاضة واجب لأن بعضهما ينوب عن بعض ، ولأنه قد روي عن مالك أنه يرجع من نسي أحدهما من بلده على ما ذكرنا ، ولأن الله - عز وجل - لم يفترض على الحاج إلا طوافا واحدا بقوله: وأذن في الناس بالحج ، وقال في سياق الآية: وليطوفوا بالبيت العتيق والواو عندهم في هذه الآية وغيرها لا توجب رتبة إلا بتوقيف. وأسند الطبري ، عن عمرو بن أبي سلمة قال: سألت زهيرا عن قوله تعالى: وليطوفوا بالبيت العتيق فقال: هو طواف الوداع.
وقيل: التفث ها هنا رمي الجمار. قال الزجاج: لا نعرف التفث ومعناه إلا من القرآن. قوله تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾، قال مجاهد: أراد نذر الحج والهدي وما ينذر الإنسان من شيء يكون في الحج؛ أي: ليتموها بقضائها، وقيل: المراد منه الوفاء بما نذر على ظاهره، وقيل: أراد به الخروج عما وجب عليه نذر ولم ينذر، والعرب تقول لكل من خرج عن الواجب عليه وفَّى بنذره. تفسير قوله تعالى ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ... - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقرأ عاصم برواية أبي بكر «وَلْيوَفُّوا» بنصب الواو وتشديد الفاء. ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾، أراد به الطواف الواجب عليه؛ وهو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق. والطواف ثلاثة: طواف القدوم؛ وهو أن من قدم مكة يطوف بالبيت سبعًا، يرمل ثلاثًا من الحجر الأسود إلى أن ينتهي إليه، ويمشي أربعًا، وهذا الطواف سنة، لا شيء على من تركه. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد هو أبو عيسى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل القرشي، أنه سأل عروة بن الزبير، فقال: قد حج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت.