فقوله رحمه الله: (ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه) أدلة هذا من القرآن كثيرة منها ما ذكرناه. قوله: (خلق الخلق وأفعالهم): هذا فيه الرد على القدرية، واعلم أن القدر ضل فيه طائفتان من الناس: الطائفة الأولى: القدرية الذين قالوا: إن الله لم يشأ معصية العاصين، ولم يقدر مخالفتهم، فالله لم يخلق أفعال العباد، بل العباد هم الذين يخلقون أفعالهم. وقابل هؤلاء طائفة أخرى غلو في إثبات القدر وهم الجبرية الذين قالوا: إنه ليس للإنسان اختيار ولا له فعل، وإنما هو كالريشة في مهب الريح، لا تملك لنفسها تصريفاً ولا توجيهاً، فأفعال الخلق هي أفعال الله جل وعلا، ليس لهم إرادة ولا اختيار، وإنما هم مجبورون على ما يكون منهم. أعدد مراتب الإيمان بالقدر - المرجع الوافي. ويشير رحمه الله في قوله: (ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه، خلق الخلق وأفعالهم) إلى الرد على الذين نفوا أن يكون فعل الخلق من تقدير الله وخلقه، وهم القدرية الذين يقولون: إن فعل المخلوق ليس مقدراً من الله جل وعلا. يقول رحمه الله: (وقدر أرزاقهم وآجالهم) أي: ما ينالهم من الرزق، والأرزاق جمع رزق، والرزق: هو كل ما يصل إلى الإنسان من نعمة الله عز وجل، يشمل هذا النعم الحسية والمعنوية، فيدخل في الرزق صلاح القلب واستقامة الحال، وصلاح العمل، والتقوى والإيمان، فهذا من رزق الله جل وعلا، ويدخل فيه ما يقوم به البدن، فرزق الله يشمل ما يقيم القلوب والأبدان، فكله يدخل في رزق الله.
- أعدد مراتب الإيمان بالقدر - المرجع الوافي
أعدد مراتب الإيمان بالقدر - المرجع الوافي
الإرادة الشرعية
النوع الثاني من الإرادات: الإرادة الدينية الشرعية الأمرية، كل هذه من أسمائها، فتسمى الإرادة الدينية، وتسمى الإرادة الأمرية، والإرادة الشرعية، وهي لا تكون إلا فيما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه، فلا يدخل في هذا النوع من الإرادة شيء من المبغوضات والمكروهات لرب العالمين، بل ليس فيها إلا ما يحبه الله تعالى ويرضاه. إذاً: فهمنا أن الإرادة في كلام الله عز وجل وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين، وهذا أساس في فهم باب القدر والسلامة من الضلال فيه؛ لأن من ضل في هذا الباب لم يميز بين هذين النوعين من الإرادة: بين الإرادة الكونية الخلقية، وبين الإرادة الشرعية الدينية. إذاً: الإرادة الشرعية تختص بما يحبه الله ويرضاه، وتختص بما يتعلق بمحاب الله سبحانه وتعالى، أما الإرادة الكونية الخلقية فهي تشمل جميع الحادثات والكائنات بلا استثناء. أمثلة على الإرادة الكونية والشرعية
كل ما في الكون لا يخرج عن تقدير الله
قال رحمه الله: (وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره): فنؤمن بأنه ليس في الكون شيء يخرج عن تقدير الله عز وجل، فكل حركة وسكون في بر أو بحر أو سماء أو أرض أو في بني آدم أو في غيرهم؛ هي من تقدير الله جل وعلا، حتى نبض عروقنا.. ولحظ أعيننا.. وسير أقدامنا كله بتقدير الله جل وعلا، واجعل في بالك أنه ما من حي أو ميت في سماء أو أرض إلا بتقدير الله جل وعلا.
1 إجابة
سُئل
أكتوبر 28، 2020
بواسطة
Ahmad
0 إجابة
ديسمبر 12، 2020
امير
أبريل 11
fajr
يناير 6، 2020
مجهول