↑ سورة الأحزاب، آية: 44.
- واذا حييتم بتحية فحيوا
- واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها
واذا حييتم بتحية فحيوا
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير الكوفي ، أنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ". واذا حييتم بتحية فحيوا. [ ص: 258]
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أنا قتيبة ، أنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: " أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ". ومعنى قوله: أي الإسلام خير ، يريد: أي خصال الإسلام خير. وقيل: ( فحيوا بأحسن منها) معناه أي إذا كان الذي سلم مسلما ، ( أو ردوها) بمثلها إذا لم يكن مسلما. أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم: فإنما يقول السام عليكم ، فقل عليك ".
واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها
قوله تعالى: ( إن الله كان على كل شيء حسيبا) أي: على كل شيء من رد السلام بمثله أو بأحسن منه ، حسيبا أي: محاسبا مجازيا ، وقال مجاهد: حفيظا ، وقال أبو عبيدة: كافيا ، يقال: حسبي هذا أي كفاني.
ومن جانب آخر نجد روايات تأمر بعدم السّلام على المرآبين والفاسقين وأمثالهم، ويعتبر هذا الأمر سلاحاً لمحاربة الفساد والربا، أمّا إِذا كان السلام يؤدي إِلى التأثير على المفسد والمنحرف، ويجعله يرتد عن غيه ويترك الفساد والإِنحراف، فلا مانع منه ولا بأس به. ولا يفوتنا هنا أن نوضح أنّ المراد من رد التحية بالأحسن هو أن نعقب السلام بعبارات مثل "ورحمة الله" أو "ورحمة الله وبركاته". ورد في تفسير "الدّر المنثور" أنّ شخصاً أتى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: السّلام
عليكم. فاجابة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وعليك السّلام ورحمة الله. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة النساء - تفسير قوله تعالى " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها "- الجزء رقم2. ثمّ جاءه آخر وقال: السّلام عليكم ورحمة الله. فأجابه النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته. فجاءه ثالث وقال: السّلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "وعليك" - وعندما سئل عن علّة هذا الجواب القصير، قال: إنّ القرآن يقول: اذا حيّيتم بتحية فحيوا بأحسن منها، ولكنك لم تبق شيئاً" ( 9). وفى الحقيقة أنّ الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ردّ التحية بأحسن منها في الموردين السابقين، أمّا في المورد الثّالث ردّها بالمساوي كلمة "وعليك" تعني أنّ كل ما قلتَه لي مردود عليك.