تاريخ النشر: الأحد 27 شوال 1424 هـ - 21-12-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 41584
19021
0
199
السؤال
ما هي القرون الثلاثة الأولى التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيرية، هل هم الثلاثمائة سنة الأولى أم غير ذلك، وفي زمن من تنتهي هذه القرون؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة. وقد اختلف العلماء في المراد بالقرن هنا على أقوال ذكرها النووي في شرحه لصحيح مسلم فقال: واختلفوا في المراد بالقرن هنا، فقال المغيرة: قرنه أصحابه، والذين يلونهم أبناؤهم، والثالث أبناء أبنائهم، وقال شهر: قرنه ما بقيت عين رأته، والثاني: ما بقيت عين رأت من رآه، ثم كذلك، وقال غير واحد: القرن كل طبقة مقترنين في وقت، وقيل: هو لأهل مدة بعث فيها نبي طالت مدته أم قصرت، وذكر الحلبي الاختلاف في قدره بالسنين من عشر سنين إلى مائة وعشرين، إلى أن قال رحمه الله تعالى: والصحيح أن قرنه صلى الله عليه وسلم الصحابة، والثاني التابعون، والثالث تابعوهم.
خير القرون قرني اسلام ويب
انتهى. وبهذا يتبين للسائل المراد بالقرون والقول الراجح فيها. والله أعلم.
خير القرون قرني ثم
وأما حديث أمتي كالغيث فقد قال فيه شيخ الإسلام: وأما قوله: أمتي كالغيث لا يدري أوله خير أم آخره. مع أن فيه لينا فمعناه: في المتأخرين من يشبه المتقدمين ويقاربهم حتى يبقى لقوة المشابهة والمقارنة لا يدري الذي ينظر إليه أهذا خير أم هذا؟ وإن كان أحدهما في نفس الأمر خيراً. فهذا فيه بشرى للمتأخرين بأن فيهم من يقارب السابقين كما جاء في الحديث الآخر: خير أمتي أولها وآخرها. وبين ذلك ثبج أو عوج. خير القرون قرني... هل هو حديث صحيح؟ - YouTube. وددت أني رأيت إخواني قالوا: أولسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي. هو تفضيل للصحابة فإن لهم خصوصية الصحبة التي هي أكمل من مجرد الإخوة... انتهى. وفي فتح الباري لابن حجر: قوله ثم الذين يلونهم أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون ثم الذين يلونهم وهم أتباع التابعين واقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من اتباع التابعين. لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد محل بحث وإلى الثاني نحا الجمهور والأول قول ابن عبد البر والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئاً من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائناً من كان، وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث والأصل في ذلك قوله تعالى: لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا.
خير القرون قرني ثم الذين يلونهم
وأمّا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، فهو وإن كان يستطيع أن يصلح المنحرف منهم بالقدرة الإلهية والمعجزة ، ولكن ليس هذا دأب الرسل ، ولم تكن وظيفته
تفرض عليه أن يعالج كافّة الانحرافات بالقهر والغلبة: { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (1) ، وإلاّ فأين دور الامتحان والاختبار ؟! وهكذا كان معاملة الإمام علي (عليه السلام) معهم ، فكان يداريهم ما لم يقفوا في وجه الحكومة ، ثمّ عندما أقدموا على محاربته تصدّى لهم. وأمّا أنّ رسالة الإسلام والقرآن قد وصلت إلينا بواسطة المنحرفين من الصحابة ، فهذا بهتان عظيم ، بل أنّ المعارف والأحكام كانت لها حملة لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهم أهل البيت (عليهم السلام) ، والخطّ الموالي لهم في مختلف العصور والفترات دون انقطاع ، وحاش للإسلام أن يحتاج لبعض المنحرفين والمنافقين والظلمة ـ وإن تلبّسوا بزيّ الصحابة ـ في نقل ثقافته وفكره إلى الأجيال. خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم - منتديات درر العراق. وهنا نشير إلى نكتة مهمّة في مقام النقض وهي: إنّ الكثير من الأنبياء والرسل السابقين على نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، لم يستطيعوا أن يبلّغوا رسالات ربّهم ، بل قُتلوا وشرّدوا ، فهل يصحّ لنا أن نعترض ونقول: ألم يستطيعوا أن يصلحوا أُمّتهم ؟!
انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (10/ 1057-1058). قوله: (ثم يجيء قوم). أي: بعد القرون الثلاثة. قوله: (تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) ، قال القاري رحمه الله:
" قِيلَ: ذَلِكَ عِبَارَةٌ عَنْ كَثْرَةِ شَهَادَةِ الزُّورِ وَالْيَمِينِ ، فَتَارَةً يَحْلِفُونَ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ ، وَتَارَةً يَعْكِسُونَ. وَقَالَ الْمُظْهِرُ: هَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَثَلًا فِي سُرْعَةِ الشَّهَادَةِ وَالْيَمِينِ، وَحِرْصِ الرَّجُلِ عَلَيْهِمَا، وَالْإِسْرَاعِ فِيهِمَا، حَتَّى لَا يَدْرِيَ أَنَّهُ بِأَيِّهِمَا يَبْتَدِئُ، وَكَأَنَّهُ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ مِنْ قِلَّةِ مُبَالَاتِهِ بِالدِّينِ " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (6/ 2444). خير القرون قرني اسلام ويب. وقال ابن الجوزي رحمه الله:
" يعني أنهم لا يتورعون في أقوالهم، ويستهينون بالشهادة واليمين ". انتهى من "كشف المشكل" (1/ 291). وقال المناوي رحمه الله:
" قال البيضاوي كالكرماني: هم قوم حراص على الشهادة مشغوفون بترويجها، يحلفون على ما يشهدون به، تارة يحلفون قبل أن يشهدوا، وتارة يعكسون " انتهى من "فيض القدير" (3/ 478)
وقال الشيخ ابن عثيمين:
" قوله: (تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته).