فتعاليم الإسلام كل لا يتجزأ، والعمل بها واجب محكم، في كل زمان ومكان. 3- الوفاء بالأيمان، يقول الله –تعالى-{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل:91-92]. فبين الله -عز وجل- أن الغدر ينزع الثقة، ويثير الفوضى، ويمزق الأواصر، ويرد الأقوياء ضعافًا واهنين. حديث نبوي عن الوفاء. وبعض الناس يحلوا عقدًا أبرموه، ينتظروا ربحًا أوفر من عقد آخر، والأمة قد تطرح معاهدة بينها وبين أمة أخرى، جريًا وراء مصلحة أحظى لديها، والدين يكره أن تدلس الفضائل في سوق المنفعة العاجلة.
الترغيب في الوفاء بالعهد والوعد في السنة النبوية - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية
ليس للدَّينِ دواءٌ إلا القضاءَ والحمدَ. وَعَدَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِبْرِيلُ فقالَ: إنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فيه صُورَةٌ ولا كَلْبٌ. أهمية الوفاء بالوعد
الوفاء بالوعد من أجمل الصفات الإنسانية، التي تسمو بالنفس البشرية لأعلى الفضائل والقيم السامية، والوفاء صدق في القول والفعل معًا، وقد جعل الله تعالى الوفاء أساسًا لصلاح أمور الناس، وتبدو أهمية الوفاء بالوعد جليةً في عدة نقاط، منها:
تظهر أهمية الوفاء بالوعد واضحةً في اختصاص الإنسان به: فمن لم يتصف بالوفاء بالوعد فقد خرج من مفهوم الإنسانية. الترغيب في الوفاء بالعهد والوعد في السنة النبوية - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. الوفاء بالوعد أساسًا لقوام أمور الناس: فالتعاون بين الناس لا يتم إلا بالتزام العهد والوفاء به، ولولاه تنافرت القلوب، واضطربت معيشة البشر. عظم الشرع الوفاء بالوعد واعتبره من الأخلاق الفاضلة: كما أن الكذب في الوعد من الأخلاق الرذيلة التي يجب تجنبها. تبدو أهمية الوفاء بالوعد باعتبار أن الوفاء أخٌ للصدق والعدل: والغدر بالوعد ملازم للكذب والجور، لأن الوفاء هو صدق اللسان مع الفعل، والغدر تكذيب لهما؛ لأنه مع الكذب فيه نقض للعهد. في الوفاء بالوعد بناءٌ للأمم: وذلك من خلال تربية الأجيال على الأخلاق السامية، والقيم الرفيعة العالية.
الوفاء .. معجزته صلى الله عليه وسلم
[4]
كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في حديثه: "ومن يتصبَّرْ يصبرْه اللهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعُ من الصبرِ". [5]
كذلك قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الحِلم: "ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ". الوفاء .. معجزته صلى الله عليه وسلم. [6]
و كذلك قال النّبيّ عليه أفضل الصّلاة والسّلام: " ما نقصت صدقةٌ من مالٍ ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا ، وما تواضع عبدٌ إلا رفعه اللهُ". [7]
كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " مَن كانَ بَينَهُ وبَينَ قومٍ عهدٌ، فَلا يَشُدَّ عُقدةً ولا يَحُلَّها حتَّى ينقضيَ أَمَدُها، أو يَنْبِذَ إليْهِمْ على سواءٍ". [8]
وإنّ المسلم إن تحلّى بهذه الصّفات والأخلاق المحمودة والحسنة، فقد أطاع الله تعالى ورسوله الكريم، ويجزيه الله بها عظيم الأجر والثّواب والله أعلم. شاهد أيضًا: أحاديث نبوية تحث على التحلي بالأخلاق الحسنة
أحاديث عن الصبر
إنّ الخوض في ذكر خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد يقتضي ذكر أحاديث عن الصبر. فالصبر من الأخلاق العظيمة، الّتي يهبها الله تعالى لعباده في الأرض، وإنّ الصبر فضله عظيمٌ وثمراته كثيرة، وذكرت السّنّة النّبويّة الشّريفة، العديد من الأحاديث الّتي تحثّ المسلم أن الصّبر في مختلف المواقف، ليعوضه الله تعالى بصبره واحتسابه خير الجزاء، ومن هذه الأحاديث ما يأتي: [9]
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إذا ابتليتُه بحبيبَتِيه يريد عينَيه ثم صبَر ، عوَّضتُه الجنَّةَ".
الوفاء بالعهد ومنزلةُ بعضنا منه!! ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ وَ الصَلاةُ وَ السَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَبَعْد: قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين:" العهد: ما يعاهد الإنسان به غيره، و هو نوعان: عهد مع الله عز وجل: فإن الله سبحانه و تعالى قال في كتابه:{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}[الأعراف:172]، فقد أخذ الله العهد على عباده جميعا أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا، لأنه ربهم و خالقهم. و عهد مع عباد الله: ومنه العهود التي تقع بين الناس؛ بين الإنسان و بين أخيه المسلم بين المسلمين و بين الكفار،و غير ذلك من العهود المعروفة، فقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد فقال عز وجل::{ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء:34]. يعني الوفاء بالعهد مسئول عنه الإنسان يوم القيامة، يسأل عن عهده هل وفى به أم لا؟"انتهى. وبعد: فقد مدح الله الموفين بعهدهم.. ، بل مدح بذلك أببياءه و رسله.. ، كما قال تعالى عن إسماعيل عليه السلام:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نّبِيّاً} [مريم:54].