وقد يكون جمع العمد أو يكون المراد بذات العماد أنهم طوال الأجسام على تشبيه قدودهم بالأعمدة وقيل: ذات البناء الرفيع ، وإن جعلناه اسم البلد فالمعنى أنها ذات أساطين أي ذات أبنية مرفوعة على العمد وكانوا يعالجون الأعمدة فينصبونها ويبنون فوقها القصور ، قال تعالى في وصفهم: ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون) [ الشعراء: 128] أي علامة وبناء رفيعا. المسألة الثانية: روي أنه كان لعاد ابنان شداد وشديد فملكا وقهرا ثم مات شديد وخلص الأمر لشداد فملك الدنيا ودانت له ملوكها.
- ألم تر كيف فعل ربك بعاد - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- تفسير سورة الفجر الآية 6 تفسير ابن كثير - القران للجميع
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الفجر - الآية 6
- لايحب الله الجهر بالسوء
- لا يحب الله الجهر بالسوء الا من ظلم
- لا يحب الله الجهر بالسوء من القول
- لا يحب الله الجهر بالسوء تفسير
ألم تر كيف فعل ربك بعاد - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)} [الفجر]
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ}: دعوة للتأمل في فعل الله عز وجل بالمستكبرين المعرضين عن سبيله المعاندين لرسله الرافضين لشرائعه. اغترت قبيلة عاد بما آتاهم الله من قوى وبنيان لم يخلق مثلها في البلاد, وظنوا أنهم أقدر من الله وأن قواهم مانعتهم من حلول العقاب أو العذاب فأرسل الله إليهم الريح فأهلكتهم عن بكرة أبيهم, سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام, فلم تبق منهم أحداً. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الفجر - الآية 6. فأين قواهم وأين الغطرسة. الحقيقة المطلقة الغائبة عن كثير من بني آدم بسبب اغترارهم بدنياهم هي أن الإنسان لا يملك إلا الانقياد لأحكام الديان قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)} [ الفجر] قال السعدي في تفسيره: ( { ألم تر كيف فعل ربك بعاد}) وهؤلاء كانوا متمردين عتاة جبارين ، خارجين عن طاعته مكذبين لرسله ، جاحدين لكتبه. فذكر تعالى كيف أهلكهم ودمرهم ، وجعلهم أحاديث وعبرا ، فقال: ( { ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد}) وهؤلاء عاد الأولى ، وهم أولاد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ، قاله ابن إسحاق وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هودا ، عليه السلام ، فكذبوه وخالفوه ، فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم ، وأهلكهم بريح صرصر عاتية ، ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية) [ الحاقة: 7 ، 8] وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ، ليعتبر بمصرعهم المؤمنون.
تفسير سورة الفجر الآية 6 تفسير ابن كثير - القران للجميع
المسألة الثانية: قوله: ( ألم تر) وإن كان في الظاهر خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم لكنه عام لكل من علم ذلك. تفسير سورة الفجر الآية 6 تفسير ابن كثير - القران للجميع. والمقصود من ذكر الله تعالى حكايتهم أن يكون زجرا للكفار عن الإقامة على مثل ما أدى إلى هلاك عاد وثمود وفرعون وقومه ، وليكون بعثا للمؤمنين على الثبات على الإيمان. أما قوله تعالى: ( بعاد إرم ذات العماد) ففيه مسائل:
المسألة الأولى: أنه تعالى ذكر ههنا قصة ثلاث فرق من الكفار المتقدمين وهي عاد وثمود وقوم فرعون على سبيل الإجمال حيث قال: ( فصب عليهم ربك سوط عذاب) ولم يبين كيفية ذلك العذاب ، وذكر في سورة الحاقة بيان ما أبهم في هذه السورة فقال: ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر) إلى قوله ( وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة) [ الحاقة: 9] الآية. المسألة الثانية: عاد هو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، ثم إنهم جعلوا لفظة عاد اسما للقبيلة كما يقال لبني هاشم هاشم ولبني تميم تميم ، ثم قالوا للمتقدمين من هذه القبيلة: عاد الأولى قال تعالى: ( وأنه أهلك عادا الأولى) [ النجم: 50] وللمتأخرين: عاد الأخيرة ، وأما إرم فهو اسم لجد عاد ، وفي المراد منه في هذه الآية أقوال:
أحدها: أن المتقدمين من قبيلة عاد كانوا يسمون بعاد الأولى فلذلك يسمون بإرم تسمية لهم باسم جدهم.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الفجر - الآية 6
وأما قوله تعالى: ( وفرعون ذي الأوتاد) فالاستقصاء فيه مذكور في سورة " ص " ، ونقول الآن: فيه وجوه:
أحدها: أنه سمي ذا الأوتاد لكثرة جنوده ومضاربهم التي كانوا يضربونها إذا نزلوا. وثانيها: أنه كان يعذب الناس ويشدهم بها إلى أن يموتوا ، روي عن أبي هريرة أن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد وجعل على صدرها رحا واستقبل بها عين الشمس فرفعت رأسها إلى السماء وقالت: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ، ففرج الله عن بيتها في الجنة فرأته. وثالثها: " ذي الأوتاد " ، أي: ذي الملك والرجال ، كما قال الشاعر: في ظل ملك راسخ الأوتاد
ورابعها: روى قتادة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن تلك الأوتاد كانت ملاعب يلعبون تحتها لأجله ، واعلم أن الكلام محتمل لكل ذلك ، فبين الله تعالى لرسوله أن كل ذلك مما تعظم به الشدة ، والقول والكثرة لم يمنع من ورود هلاك عظيم بهم ، ولذلك قال تعالى: ( الذين طغوا في البلاد) وفيه مسائل:
المسألة الأولى: يحتمل أنه يرجع الضمير إلى فرعون خاصة لأنه يليه ، ويحتمل أن يرجع إلى جميع من تقدم ذكرهم ، وهذا هو الأقرب. المسألة الثانية: أحسن الوجوه في إعرابه أن يكون في محل النصب على الذم ، ويجوز أن يكون مرفوعا على [ الإخبار ، أي:] " هم الذين طغوا " أو مجرورا على وصف المذكورين عاد وثمود وفرعون.
جملة " تر كيف... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. جملة " فعل
ربك... " في محل نصب سدت مسد مفعولي تر. تفسير
الآية:
ألم تعلم -أيها الرسول- كيف فعل ربك بأصحاب
الفيل: أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟
التفسير الميسر
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6). وقوله: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تنظر يا محمد بعين قلبك، فترى كيف فعل ربك بعاد؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 12 شوال 1420 هـ - 18-1-2000 م
التقييم:
رقم الفتوى: 2789
18125
0
376
السؤال
السلام عليكم, ما المقصود بقوله تعالى "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم"؟ هل يجوز للمظلوم ان يدعو على من ظلمه بان يقول مثلا اللهم افقده بصره او اجعل مصيبته في اولاده و ما شابه. جزاكم الله خير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه..... وبعد: فالمقصود بهذه الآية كما قال ابن عباس: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله ( إلا من ظلم) وإن صبر فهو خير له. وهو قول السدي أنه لا بأس لمن ظلم أن ينتصر ممن ظلمه بمثل ظلمه ويجهر له وقال الحسن: لا يدعو عليه وليقل: اللهم أعني عليه واستخرج حقي منه، وفي رواية عنه قال: قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه من غير أن يعتدي عليه. وقال غيره: هو الرجل يشتمك فتشتمه ولكن إن افترى عليك فلا تفتري عليه. وعليه أن لا يعتدي ويسرف في الدعاء على من ظلمه ولكن يدعو عليه بقدر مظلمته – إن أراد أن يدعو- قال صلى الله عليه وسلم ( المستبان على ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم) رواه أبو داود.
لايحب الله الجهر بالسوء
جملة (لا يحبّ اللّه... ): لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة (ظلم... ): لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة (كان اللّه سميعا... الصرف: (الجهر)، مصدر سماعيّ لفعل جهر يجهر باب فتح وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي جهارا بكسر الجيم وجهرة بإضافة تاء مربوطة. البلاغة: عدم محبته سبحانه وتعالى لشيء كناية عن غضبه.
لا يحب الله الجهر بالسوء الا من ظلم
عندئذ يشيع الخير في المجتمع المسلم إذا أبدوه. ويؤدي دوره في تربية النفوس وتزكيتها إذا أخفوه-فالخير طيب في السر طيب في العلن-وعندئذ يشيع العفو بين الناس، فلا يكون للجهر بالسوء مجال. على أن يكون عفو القادر الذي يصدر عن سماحة النفس لا عن مذلة العجز وعلى أن يكون تخلقا بأخلاق اللّه ، الذي يقدر ويعفو: {فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً} [النساء:148]. [في ظلال القرآن لسيد قطب ( ج 2 -ص: 796-797)] (بتصرف)
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول
أي أن يتحرك الإنسان من فور إحساسه بالغضب؛ فيغير من وضعه أو يقوم إلى الصلاة بعد أن يتوضأ أو يغتسل؛ لأنه بذلك ينفث تنفيثًا حركيًا ليخفف من ضغط المواجيد على النفس الفاعلة؛ تمامًا كما يفك إنسان صمامًا عن آلة بها بخار ليخرج بعض البخار. إذن فمن وقع عليه ظلم له أن يجهر بالسوء. والجهر له فائدتان: الأولى: أن ينفث الإنسان عن نفسه فلا يكبت، وثانيًا: أنه أشاع وأعلن أن: هذا إنسان ظالم، وبذلك يحتاط الناس في تعاملهم معه. وحتى لا يخدع إنسان نفسه ويظن بمنجاة عن سيئاته، فلو ستر كل إنسان الظلم الذي وقع عليه لاستشرى الظلم في عمل السيئات. ولكن إياك أن تتوسع أيها العبد في فهم معنى كلمة {ظلم} هذه؛ لأن الذي ينالك ممن ظلمك إما فعل وإما قول. وعليك أيها المسلم أن تقيس الأمر بمقياس دقيق على قدر ما وقع عليك من ظلم. {فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فاعتدوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعتدى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194] إذن فالحق سبحانه وتعالى لا يعطينا في الاستثناء إلا على قدر الضرورة. ويوضح: إياكم أن تزيدوا على هذه الضرورة، فإن كان ظلمكم بقول فأنا السميع. وإنْ كان ظلمكم بفعل فأنا العليم، فلا يتزيد واحد عن حدود اللياقة. وبذلك يضع الحق الضوابط الإيمانية والنفسية فأزاح الكبت وفي الوقت نفسه لم يقفل باب الطموح الإيماني.
لا يحب الله الجهر بالسوء تفسير
أو من المستثنى منه المقدَّر وهو (من أحد) ، كما يجوز أن يكون في محلِّ جرٍّ على البدليَّة من لفظ المستثنى منه، ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعًا. [يُنظر في كتاب الجدول للصافي (6/221)]. ظُلم: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، وهو مبني لما لم يسمَّ فاعله. نائب الفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو). ♦ وجملة { ظُلِم …} صلة الموصول الاسمي (مَن) لا محل لها من الإعراب. وكان الله سميعًا عليمًا الواو: حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. كان: فعل ماضٍ ناقص ناسخ مبني على الفتح الظاهر. الله: اسم الجلال، اسم (كان) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. سميعًا: خبر (كان) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. عليمًا: خبر ثانٍ لـ (كان) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، أو صفة لـ (سميعًا) منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. ♦ وجملة { كان الله …} استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الإعراب: (يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (لا) ناهية جازمة (تتخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (الكافرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (أولياء) مفعول به ثان منصوب (من دون) جار ومجرور متعلق بأولياء، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء الهمزة للاستفهام الإنكاري (تريدون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أن) حرف مصدري ونصب (تجعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل. والمصدر المؤول (أن تجعلوا) في محل نصب مفعول به عامله تريدون. (للّه) جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول به ثان لفعل تجعلوا (على) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف حال من (سلطانا)- نعت تقدم على المنعوت- (سلطانا) مفعول به منصوب (مبينا) نعت منصوب. جملة النداء (أيها الذين... وجملة (آمنوا) لا محل له صلة الموصول (الذين). وجملة (لا تتخذوا) لا محل لها جواب النداء. وجملة (تريدون... ) لا محل لها استئناف بياني. وجملة (تجعلوا... ) لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن).. إعراب الآيات (145- 146): {إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146)}.