تاريخ الإضافة: 24/3/2007 ميلادي - 6/3/1428 هجري
الزيارات: 9662
استضاف الإعلامي تركي الدخيل في برنامجه (إضاءات) في قناة العربية سعادة الدكتور محمد حامد الأحمري، وكان اللقاء مثيراً ومتشعباً، وقد خلَّف الحوار ردوداً ومقالات عديدة في تعقُّب الدكتور الأحمري، ومما رأيته يستحق المناقشة ما يمكن إجماله في مسألتين:
المسألة الأولى: هل القول بـ (خلق القرآن) قد اندثر؟
ذكر الدكتور الأحمري أنه لا قائل الآن بمسألة (خلق القرآن)، وأعجب: كيف يصدر هذا من رجل له حضوره الإعلامي، وتفاعله الفكري في الواقع المعاصر؟!. فمن المسلَّمات أنه: "لا تعميمٌ إلا بعد استقراء"، وأنَّ: "المذاهب لا تموت بموت أصحابها". وهذه المقولة قد سمعتها من بعض الشيوخ قبل أن أسمعها من الدكتور، وهي دعوى مردودة من وجهين:
الأول: أن هناك تياراً عريضاً في المجتمع الإسلامي لا يزال يقول بهذا، ويتبنَّى طرحه في منابره التعليمية والإعلامية؛ فالأشاعرة لا يزالون على القول بأن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق، وعلى هذا سار المتقدِّمون والمعاصرون، مصرِّحين بما أراد شارح "الجوهرة" أن يستره حين قال: "يمتنع أن يقال: إن القرآن مخلوق، إلا في مقام التعليم" [1].
- محمد حامد الأحمري - YouTube
- الصبر على البلاء وانتظار الفرج الأصفهاني
- الصبر على البلاء وانتظار الفرج بعد الشدة
محمد حامد الأحمري - Youtube
أسس ومجموعة من الدعاة والناشطين في مجال العمل الإسلامي (التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية) واختير رئيساً له. وفي عام 2002 رجع إلى السعودية وشغل منصب مستشار النشر والترجمة بمكتبة العبيكان والآن يقيم في قطر. كان لإقامته في الغرب لسنوات عديدة دور هام في الإطلاع على الفكر الغربي عن قرب مما أهله لنقد الثقافة الغربية بناءً على معرفة وإحاطة بمكونات الفكر الغربي
دكتور الأحمري العديد من المقالات والدراسات المنشورة, وكذلك المشاركات الإعلامية في قنوات عربية مشهورة, كالجزيرة والعربية وغيرهما. كما يشرف الدكتور الأحمري على مجلة (العصر) الالكترونية الشهيرة. ويتسم فكر الدكتور الأحمري بالعمق, والإحاطة الدقيقة للموضوعات التي يطرحها, ويلتمس قارئ كتبه الاطلاع الواسع واللغة الرائعة لدى الدكتور الأحمري. ينادي الدكتور في جل ما يكتب, بضرورة تحرير الإنسان, وأن الحرية هي أولى خطوات تكوين الإنسان السوي, كما يدعو لمحاربة مظاهر الاستبداد بشتى أنواعه, سواء استبداد السلطة أو احتكار الفكر تحت أي مسمى كان. كما يتسم فكر الدكتور الأحمري كذلك, بالتحذير من المسخ الثقافي وأنه ليس سوى مقدمة لاستعمار الشعوب والأوطان, حيث يؤكد على ضرورة الحفاظ على الهوية للحفاظ على استقلالية الذات
الجنسية
موخرًا تنازل عن الجنسية السعودية مقابل الجنسية القطرية.
ثم اختلفوا فيمن عبَّر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي؛ من هو؟ فقال بعضهم: هو جبريل، وقال بعضهم: بل هو محمد - صلى الله عليه وسلم-!. واستدلوا بمثل قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ [الحاقة: 40] في سورتَي الحاقَّة والانشقاق - حيث أضافه في الأولى إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - وفي الأُخرى إلى جبريل - بأن اللفظ لأحد الرسولَين (جبريل أو محمد)، وقد صرَّح الباقلاني بالأول، وتابعه الجويني. قال شيخ الإسلام: "وفي إضافته - تعالى - إلى هذا الرسول تارة، وإلى هذا تارة، دليلٌ على أنه إضافة بلاغ وأداء، لا إضافة إحداثٍ لشيءٍ منه وإنشاء، كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية، من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد، مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال: إنه قول البشر من مشركي العرب" [2].
فالصبر على طاعة الله أن يحبس الإنسان نفسه على العبادة ويؤديها كما أمره الله
تعالى, وأن لا يتضجر منها أو يتهاون بها أو يدعها، فإن ذلك عنوان هلاكه وشقائه،
ومتى علم العبد ما في القيام بطاعة الله من الثواب هان عليه أداؤها وفعلها، فالحسنة
ولله الحمد إذا أخلص الإنسان فيها لله واتبع رسول الله كانت بعشر أمثالها إلى
سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء, وفضل الله ليس له حد ولا
انحصار. وأما الصبر عن معصية الله فأن يحبس الإنسان نفسه عن الوقوع فيما حرم الله عليه مما
يتعلق بحق الله أو حقوق عباده، ومتى علم ما في الوقوع من المحرم من العقاب الدنيوي
والأخروي والاجتماعي والفردي, وإن ذلك مما يضر بعاقبة أمره بل ويضر بمجتمعه فإن
الذنوب عقوباتها في الدنيا قد تعم، ويبعث الناس على أعمالهم ونياتهم، فمتى علم
العاقل ما يقع من جراء الذنوب أوجب ذلك أن يدعها خوفًا من علام الغيوب. وأما الصبر على أقدار الله فمعناه أن يستسلم الإنسان لما يقع عليه من البلاء
والهموم والأسقام، وأن لا يقابل ذلك بالتسخط والتضجر وفعل الجاهلية المنكر في
الإسلام، وأن يعلم أن هذا البلاء لنزوله أسباب وحكم لا يعلمها إلا الله، وأن يعلم
أن لدفعه ولرفعه أسباباً من أعظمها لجوؤه ودعاؤه وتضرعه إلى مولاه.
الصبر على البلاء وانتظار الفرج الأصفهاني
وهكذا سلسلة من الآلام والأحزان والمصائب لا تنتهي لكن هل يستفيد الناس منها ويتفكروا فيها ويتدبروا فيما يزيلها، ولا يزيل هذه الآلام ويكشف تلك الكروب إلا علام الغيوب الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء وهكذا حال المسلم في البأساء الصبر والإنابة إلى الله يتوصل بالأسباب الموصلة إلى كشف الكروب وإزالة المكروه لا يستكين للحادثات ولا يضعف للملمات يحاول تجاوز المحنة أيا كانت والتخلص منها في حزم الأقوياء وعزيمة الأصفياء وصبر الأولياء قدوته في ذلك سيد المرسلين وإمام الصابرين فقد حل به وبأصحابه من البلايا والمحن ما تعجز عنه حمله الجبال الراسيات ولكنهم ما وهنوا وما ضعفوا بل قابلوا ذلك بالصبر والثبات.
الصبر على البلاء وانتظار الفرج بعد الشدة
ولكي نكون على بصيرة فيجب على الأمة -لكي تسود وتقوى شوكتها وعزتها ويزيد عزمها, أن
تصبر وتكافح, حيث يقول تبارك وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ
وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(200) سورة آل عمران. ويقول سبحانه:
{ وَالْعَصْر ِ*
إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ٍ*
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (1-3) سورة العصر. الصبر على البلاء وانتظار الفرج الأصفهاني. إن
الأمة حينما تنسى أو تتناسى هذا الخلق العظيم فإنها سرعان ما تتكاسل وتتقاعس,
فلننظر كيف ساد الرعيل الأول في فجر الإسلام الذي كان في مقدمة ركبه الرسول -عليه
الصلاة والسلام- الذي أدى الأمانة، وبلغ الرسالة, ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة،
وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وهو صابر محتسب. لقد عانى رسولنا -عليه الصلاة والسلام- كلا النوعين من الصراع والبلاء -واضحه
وخفيه, عليّه ودنيّه- فكان ثابتاً لم يتزحزح؛ وضعوا سلى الجزور على كتفه وسبوه
وشتموه، ومع ذلك كله فقد حاولوا إغراءه بالمال والجاه فظل ثابتاً صابراً محتسباً,
نعم إنه الصبر والثبات في أعظم الصفحات, إنه الصبر والثبات في أسمى المعاني وأوسع
الآفاق.
وعندما طلب من رب العباد أن ينجيه مما هو فيه قال إني مسني الضر ؛ أي الشيء البسيط من الضرر ولقد ابتلي النبي الكريم في كل شيء وجزءًا لصبره استجاب الله له ، فأخرج له ينبوعًا من الأرض فأغتسل وشرب منه وتم شفائه بأمر الله ، وأعطاه الله الصحة وأتاه الكثير من المال وكان هذا جزاء الصابرين. أفضل العبادة انتظار الفرج.. كيف تستلهم الصبر على البلاء من قصص الأنبياء؟. يقول الله عزوجل في قوله العزيز: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}سورة الأنبياء ، الآية رقم 83. صبر إبراهيم على ذبح ولده:
ابتلى الله عز وجل أيضًا نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ابتلاءً عظيمًا ، فقد أوحى الله إلى نبيه إبراهيم بذبح ولده في رؤية جاءته بالمنام أنه يذبح ابنه إسماعيل ، فأخبر النبي الكريم ابنه بتلك الرؤيا وكان رد الابن الصابر المحتسب: إمض يا أبي لما أمرك الله عز وجل ، وتتجلي الآية في صورة الصافات { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} { سورة الصافات ، الأية102}.