ومن الدليل على ذلك: أنه ثبت عن النبي ﷺ أن زيد بن ثابت قرأ عليه سورة النجم فلم يسجد فيها، ولم يأمره النبي...
ج: لا يُشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ؛ لأن النبي ﷺ قرأ عليه زيد بن ثابت سورة النجم ولم يسجد، فلم يسجد النبي ﷺ. فدل ذلك على عدم وجوب سجود التلاوة؛ لأن النبي ﷺ لم يُنكر على زيد تركه. كما دلَّ الحديث أيضًا على أن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ....
ج: لا أعلم أنه ورد شيء في صلاة الشكر، وإنما الوارد في سجود الشكر وصلاة التوبة، فيُشرع للإنسان إذا أذنب ذنبًا أن يُصلي ركعتين ويتوب إلى الله توبةً صادقةً، فهذه هي صلاة التوبة؛ لقول النبي ﷺ: ما من عبدٍ يُذنب ذنبًا، ثم يتطهر فيُحسن الطهور، ثم يصلي ركعتين...
لمن يشرع سجود التلاوة
وعن الشَّعبي في مَن سمِع السجدةَ على غير وضوء يَسجُد حيثُ كان وجهُه) ((المغني)) (1/444). وقال ابنُ رشد: (ولم يختلفوا أنَّ ذلك شَرْطٌ في جميع الصلوات، إلَّا في صلاة الجنازة، وفي السجود، أعني: سجودَ التِّلاوة؛ فإنَّ فيه خلافًا شاذًّا) ((بداية المجتهد)) (1/41). وقال القرطبي: (ولا خِلافَ في أنَّ سجودَ القرآن يحتاج إلى ما تَحتاج إليه الصلاةُ من طهارةِ حدَثٍ ونَجسٍ، ونيَّة، واستقبال قِبلة، ووقْت. إلَّا ما ذَكَر البخاريُّ عن ابنِ عُمرَ أنَّه كان يَسجُد على غير طهارة. وذكَره ابنُ المنذرِ عن الشَّعبي) ((تفسير القرطبي)) (7/358). الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنة عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يَقْبَل اللهُ صَلاةً بغَيرِ طُهورٍ)) [3175] رواه مسلم (224) وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّه يَدخُل في عمومِه السُّجودُ ((المغني)) لابن قدامة (1/444). ثانيًا: لأنَّه صلاةٌ في الحقيقة، فيُشترط له ذلِك، كذات الرُّكوع ((المجموع)) للنووي (4/63)، ((المغني)) لابن قدامة (1/444). هل يشرع التسليم من سجود التلاوة؟.. دار الإفتاء تجيب. ثالثًا: ولأنَّه سجودٌ، فيُشترط له ذلك كسُجودِ السَّهو ((المغني)) لابن قدامة (1/444). القول الثاني: الطَّهارة ليستْ شرطًا لسُجود التِّلاوة، وهذا قولُ بعض السَّلف هو قولُ ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما.
يشرع سجود التلاوة بيت العلم
الجواب:
سجدة التلاوة مثل سجود الصلاة، إذا سجد يكبر، وإذا رفع يكبر، والدليل على هذا ما ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه كان في الصلاة يكبر في كل خفض، ورفع إذا سجد كبر، وإذا نهض كبر، هكذا أخبر الصحابة من حديث أبي هريرة، وغيره، وهذا السجود من...
نعم سجدة (ص) سجدة شكر، لا شك، لكن من فرق بين الصلاة، وخارجها؛ فليس كلامه صحيحًا، بل الصواب: أنها تفعل في الصلاة، وخارجها، ومن قال: لا تفعل في الصلاة؛ فقد غلط، وقد صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- في (ص) وسجد فيها، وهو على المنبر، عليه الصلاة والسلام. فمن...
ج: سجود التلاوة لا تُشترط له الطهارة في أصح قولي العلماء، وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم. لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ - عبد العزيز بن باز - طريق الإسلام. ويُشرع فيه التكبير عند السجود؛ لأنه قد ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما يدل على ذلك. أما إذا كان سجود التلاوة في الصلاة: فإنه يجب...
ج: السنة لمن مرَّ بآية السجدة في حال قراءته أن يسجد تأسيًا بالنبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم؛ لأنه ﷺ كان يقرأ بين أصحابه فإذا مرَّ بآيةٍ فيها سجدة سجد، وسجدوا معه. والسنة استقبال القبلة إذا تيسر ذلك، وسجدة التلاوة ليست مثل الصلاة، بل هي خضوع لله، وتأسٍّ...
ج: سجدة التلاوة مثل سجود الصلاة، فإذا سجد في الصلاة يُكبر، وإذا رفع يُكبر، إذا كان في الصلاة، والدليل على هذا ما ثبت عن رسول الله ﷺ أنه في الصلاة يُكبِّر في كل خفضٍ ورفعٍ: إذا سجد كبَّر، وإذا نهض كبَّر.
يشرع سجود التلاوه للقارئ والسامع؟
س: إذا مررت بآية سجدة وأنا أقرأ القرآن على مكتبي، أو وأنا أدرس التلاميذ، أو في أي مكانٍ، هل أسجد سجود التلاوة أم لا؟ وهل السجدة للقارئ والمستمع؟
ج: سجود التلاوة سنة للقارئ والمستمع، وليس واجبًا، ولا يُشرع للمستمع إلا تبعًا للقارئ، فإذا سجد القارئ سجد المستمع، وإذا قرأت آية السجدة في مكتبك أو في حال التعليم فالمشروع لك السجود، ويُشرع للطلبة أن يسجدوا معك؛ لأنهم مستمعون، وإن تركت السجود فلا بأس؛ لأنه ثبت عن زيد بن ثابت أنه قرأ على النبي ﷺ سورة النجم، فلم يسجد فيها، فلم يُنكر عليه النبي ﷺ. متفق على صحته. لمن يشرع سجود التلاوة. وذلك دليل على أن سجود التلاوة ليس واجبًا، وعلى أن المستمع إنما يُشرع له السجود إذا سجد القارئ. والله ولي التوفيق [1]. نشرت في كتاب الدعوة، الجزء الثاني (ص 126). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 11/ 411). فتاوى ذات صلة
يشرع سجود التلاوة مطلوب الإجابة. خيار واحد
قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم:{ أُولئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}. قوله سبحانه وتعالى في سورة الحج:{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}. قوله سبحانه وتعالى في سورة النجم:{ فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا}. يشرع سجود التلاوة مطلوب الإجابة. خيار واحد. قوله سبحانه وتعالى في سورة العلق:{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب}.
الجواب:
سجدة التلاوة مثل سجود الصلاة، إذا سجد يكبر، وإذا رفع يكبر، والدليل على هذا ما ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه كان في الصلاة يكبر في كل خفض، ورفع إذا سجد كبر، وإذا نهض كبر، هكذا أخبر الصحابة من حديث أبي هريرة، وغيره، وهذا السجود من...
نعم سجدة (ص) سجدة شكر، لا شك، لكن من فرق بين الصلاة، وخارجها؛ فليس كلامه صحيحًا، بل الصواب: أنها تفعل في الصلاة، وخارجها، ومن قال: لا تفعل في الصلاة؛ فقد غلط، وقد صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- في (ص) وسجد فيها، وهو على المنبر، عليه الصلاة والسلام.
وذكره ابن المنذر عن الشعبي. وعند المالكية في اشتراط الطهارة لسجود التلاوة خلاف ، قال أبو العباس: والذي تبين لي أن سجود التلاوة واجب مطلقا في الصلاة وغيرها. وهو رواية عن أحمد, ومذهب طائفة من العلماء, ولا يشرع فيه تحريم ولا تحليل. هذا هو السنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليها عامة السلف. وعلى هذا فليس هو صلاة. فلا يشترط له شروط الصلاة. بل يجوز على غير طهارة. كان ابن عمر يسجد على غير طهارة. واختارها البخاري. لكن السجود بشروط الصلاة أفضل, ولا ينبغي أن يخل بذلك إلا لعذر. فالسجود بلا طهارة خير من الإخلال به, لكن قد يقال: إنه لا يجب في هذه الحال كما لا يجب على السامع إذا لم يسجد قارئ السجود. وإن كان ذلك السجود جائزا عند جمهور العلماء. 2- ستر العورة واستقبال القبلة والنية:
وأما ستر العورة واستقبال القبلة والنية فهي شروط لصحة سجود التلاوة ، على أن الشافعية اعتبروا النية ركنا. 3- دخول وقت السجود:
يشترط لصحة سجود التلاوة دخول وقت السجود, ويحصل ذلك عند جمهور الفقهاء بقراءة جميع آية السجدة أو سماعها, فلو سجد قبل الانتهاء إلى آخر الآية ولو بحرف واحد لم يصح السجود; لأنه يكون قد سجد قبل دخول وقت السجود فلا يصح, كما لا تصح الصلاة قبل دخول وقتها.
فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي بالخطأ فهو لم يتعمد قتله ولكن في النهاية مات الرجل ، وقد غفر الله له ذنبه. قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " ورسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما أحل الله له اجتهاداً منه فقال الله له:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " لكن الأنبياء معصومون من الإقرار على الخطأ ، فإذا حدث منهم خطأ في اجتهادٍ اجتهدوه فإن الله لابد أن يعصمهم من الاستمرار فيه بخلاف غيرهم فإنهم لا يعصمون من ذلك. عصمة الأنبياء والرسل من الكبائر قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - " إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف... هل النبي معصوم من الخطأ. وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " فالأنبياء والرسل لا يقعون في الكبائر ولا يصرون على الصغائر من الذنوب ، وهذا رحمة من الله بنا ليعلمنا كيف نتوب وألا نصر على ذنب اقترفناه فهو التواب الرحيم.
هل علي بن أبي طالب معصوم؟ - شبكة الدفاع عن السنة
والله ولي التوفيق. مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
78
13
460, 925
هل فعلا النبي معصوم في التبليغ فقط كما يقول اهل السنة والجماعة؟{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} - Youtube
وهذه مسألة تتعلق بالعصمة، وللناس فيها كلام كثير ، وأغلب الكلام فيها عقلي لا يعتمد على النصوص، وهذا النص صريح في وقوع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شيء من الذنوب التي قد غفرها الله له ، ولكن لم يبيِّن الله نوع هذه الذنوب ، ولذا فلا تتعدى ما أجمله الله في هذه النصِّ، وقُلْ به تسلمْ. ولا تفترض مصطلحاً للعصمة من عقلك تحمل عليه أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فتدخل بذلك في التأويلات السمجة التي لا دليل عليها من الكتاب ولا السنة ؛ كما وقع من بعضهم في تأويل قوله –تعالى-: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [الفتح: 2]، قال: ما تقدم: ذنب أبيك آدم ، وما تأخر: من ذنوب أمتك، وانظر الشبه بين هذا القول وبين قول النصارى في الخطيئة، فالله يقول: "ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك"، وهذا يقول هو ذنب غيره! والله المستعان". هل النبي معصوم عن الخطأ. واعلم أنَّ في الرسول جانبان: جانب بشري ، وجانب نبوي، أمّا الجانب البشري فهو فيه كالبشر: يحب ويكره ، ويرضى ويغضب ، ويأكل ويشرب، ويقوم وينام … إلخ، مع ما ميَّزه الله به في هذا الجانب في بعض الأشياء؛ كسلامة الصدر ، والقوة في النكاح، وعدم نوم القلب، وغيرها من الخصوصات التي تتعلق بالجانب البشري.
هل الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ؟ | الطريق إلى الله - Youtube
أما ما يخبر به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى فإنهم معصومون من ذلك، فقول من قال: إن النبي يخطئ فهذا قول باطل، ولا بد من التفصيل كما ذكرنا. وقول مالك رحمه الله: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر "، قول صحيح تلقاه العلماء بالقبول، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين، وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني، وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول، فكل واحد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا يقول إلا الحق، فليس يرد عليه، بل كلامه كله حق فيما يبلغ عن الله تعالى، وفيما يخبر به جازما به أو يأمر به أو يدعو إليه.
تاج الدين في رده على بوهندي: هل النبي معصوم؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد كتب الله القبول للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ولكتبه وفتاويه، وانتفع الناس بها، فرأينا أن نلقي مزيد من الضوء على بعض من هذه الفتاوى لينتفع بها القراء ويستزيدون من علم الشيخ العثيمين ، خاصة فيما يتعلق بالشهر الكريم. < إذا لم يعلم الناس دخول الشهر إلا بعد مضي وقت من النهار، فما الواجب عليهم؟ - فأجاب فضيلته بقوله: إذا علم الناس بدخول شهر رمضان في أثناء اليوم فإنه يجب عليهم الإمساك؛ لأنه ثبت أن هذا اليوم من شهر رمضان فوجب إمساكه. ولكن هل يلزمهم قضاء هذا اليوم؟ في هذا خلاف بين أهل العلم. فجمهور العلماء يرون أنه يلزمهم القضاء، لأنهم لم ينووا الصيام من أول اليوم، بل مضى عليهم جزء من اليوم بلا نية، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى». هل النبي معصوم من الخطأ - إسألنا. وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يلزمهم القضاء؛ لأنهم كانوا مفطرين عن جهل، والجاهل معذور بجهله. ولكن القول بوجوب القضاء أحوط وأبرأ للذمة، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» فما هو إلا يوم واحد وهو يسير لا مشقة فيه، وفيه راحة للنفس وطمأنينة للقلب.
هل النبي معصوم من الخطأ - إسألنا
السلام عليكم ورحمة الله. هل الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ? هذا ما كنت أظنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم؛ لأن هناك من قال لي أنه غير معصوم وأنه يخطئ مثلنا, وقيل لي مثال يدل على دلك في آية: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى) وقيل لي أن هده الآية تدل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في تعامله مع الأعمى, وبالتالي فهو غير معصوم. هل النبي معصوم. بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا السؤال يحتاج منك أن تقفي على أصل إجابته، فإن عرفت أصل الإجابة عرفت بعد ذلك الجواب على جميع هذه الأسئلة الكريمة التي تفضلت بها، وأصل الجواب أن تعلمي أن الأنبياء –عليهم صلوات الله وسلامه – جميعًا معصومون من كبائر الذنوب، ومعنى كبائر الذنوب هي الفواحش التي حرمها الله جل وعلا، وبيَّن أنها من الخطايا العظيمات وذلك كالزنا والسرقة والنميمة ونحوها من كبائر الذنوب، وهذا قد عُصم منه جميع الأنبياء – عليهم جميعًا صلواتُ الله وسلامه– وهذا قد نُقل الاتفاق عليه من أهل العلم – عليهم رحمة الله جميعًا -. وأما صغائر الذنوب فهذه قد وقع فيها خلاف بين أهل العلم، فهل يصح أن يقع من نبي من الأنبياء صغيرةٌ من الصغائر؛ فهذا فيه نزاع من أهل العلم على قولين اثنين:
فالقول الأول أنه يسوغ ذلك، وحكوا فيه قول الله جل وعلا: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}، أي وقعت منه مخالفة لأمر ربه، والقول الثاني: أنهم معصومون من الصغائر وأن ما يقع من الأخطاء في حقهم إنما يقع بتأويل وقصد حسن، وكلا القولين لهما وجه ولهما أدلة ظاهرة.
والمقصود أن الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم– معصومون من كبائر الذنوب كما أشرنا، وأما الصغائر فقد وقع الخلاف في ذلك. إذا عُلم هذا فإن نبينا - صلوات الله وسلامه عليه – معصوم من الكبائر والصغائر، فقد عصمه الله جل وعلا من أن يرتكب كبيرة من الكبائر كإخوته الأنبياء - عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه – وعصمه الله من ارتكاب الصغائر، فلا يقع منه صغيرة ولا يتعمد ذنبًا – حاشه صلواتُ الله وسلامه عليه – فإنه على الدوام في أجل المقامات وفي أعظم الرتب، بل إنه - صلوات الله وسلامه عليه – لا يغيب ذكر الله عن قلبه حتى وهو نائم، حتى إنه قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله من ذلك) أخرجه مسلم في صحيحه. أي إن النبي - صلى الله عليه وسلم– يحصل له ما قد يقع للنفس البشرية في أمر ذكر الله جل وعلا فيحصل الغين وهو أقل ما يمكن أن يقع في هذا المقام، فإن المؤمن العادي يكاد أن يقع له ما يشبه الغين في أمر ذكر الله، فيغيب عن ذكر الله ويتغافل عن ذلك، وأما نبينا - صلوات الله وسلامه عليه – فقلبه ذاكرٌ لله وهو نائم فكيف عند يقظته وعند صحوه - صلوات الله وسلامه عليه -؟ فمن كان هذا شأنه لا يتصور وقوع المعصية منه صغيرة كانت أو كبيرة، فليعلم ذلك فإنه من أوكد العلم.