لذا دعا الله عز وجل المؤمنين أن يتبينوا من أقوالهم، وأن لا يصدروا أحكامهم، دون أن يُمعنوا النظر والتفكير في كل ما يرد إليهم من أنباء. ثالثاً: معاني المصطلحات
الفاسق، هو الإنسان الذي فسق وانشق عن حدود الله ولم يخضع لأوامره، ولم يمتثل لأحكامه، وأُطلق عليه هذا الاسم لأنه يخرج عن أعمال الخير، والصلاح، وبهذا ينشق عن الدين ويتجه إلى الفسق. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجرات - الآية 6. كما أم البلاغة في القرآن الكريم تظهر بتلك الكلمة، لأن الله تعالى لم يقل فيها " إن جاءكم كافر بنبأ"، بل قال "فاسق". ولعل السبب في هذا أن الفسوق هو أعم وأشمل من الكفر، إذ يُطلق على الآثام جميعها، سواء كانت الكبيرة أم الصغيرة، كما أن المؤمن إن أخل بتعاليم دينه، واتجه إلى طريق الضلال يمكننا أن نُسميه فاسق. أما النبأ، هو ذلك الخير الذي له قدر كبير من الأهمية، ولابد من الانتباه له لأنه قد يُغير من مجرى الأمور كلها، لذا ذكر المولى سبحانه لفظ "نبأ"، ولم يذكر "خبر". يأمر الله عز وجل المؤمنين أن يتبينوا، والتبيُن هو إمعان النظر في الأمر، والتأكد من صحته، وذلك لأن تلك العملية هي التي يتوقف عليها عملية اتخاذ القرار. "أن تُصيبوا قوما بجهاله"، يُراد من هذا القول أنه في بعض الأحيان يلجأ الإنسان إلى الحكم على الآخرين من خلال سماع نبأ عنهم، دون أن يمعن النظر في هذا النبأ إن كان صحيحاً أم فاسداً.
- سبب نزول قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجرات - الآية 6
- حكم إعفاء اللحية وتغيير الشيب - ملتقى الشفاء الإسلامي
- مذاهب العلماء في حكم إعفاء اللحية - إسلام ويب - مركز الفتوى
- حكم تقصير اللحية - الإسلام سؤال وجواب
سبب نزول قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
حدثنا بن عبد الأعلى, قال: ثنا أبن ثور, عن معمر, عن قتادة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ) فذكر نحوه. حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن هلال الوزّان, عن ابن أبي ليلى, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) قال: نـزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط. حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن حُمَيد, عن هلال الأنصاري, عن عبد الرحمن بن أبي لَيلى ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ) قال: نـزلت في الوليد بن عقبة حين أُرسل إلى بني المصطلق.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجرات - الآية 6
وبالفعل كان رسول الله يرسل إليه رسول من حين إلى آخر، إلا أنه بعد فترة لاحظ الحارث أن الرسول تأخر، ولم يعد يأتي إليه ليأخذ منه أموال الزكاة، التي جمعها من قومه، فظن الحارث أن هناك ما يُغضب رسول الله، وأنه ربما قام بشيء لا يرضى عنه الله ورسوله، فإذا به يجمع قومه ويقول لهم أنه سيتوجه إلى رسول الله ليعرف ماذا حدث. على الجانب الآخر كان المصطفى عليه الصلاة والسلام، قد بعث الوليد بن عقبة، رسول إلى الحارث من أجل جلب أموال الزكاة التي جمعها الحارث من قومه. ولكن عندما سار في طريقه خاف فعاد إلى رسول الله، وقال له إن الحارس احتبسه، ولم يعطه أموال الزكاة، وكاد أن يقتله. وعندما توجه الحارث إلى رسول الله، استقبله البعث، ولاموه على ما فعله مع الوليد، إلا أنه كذب الوليد، وقال " لا والذي بعث محمدًا بالحق ما رأيته، ولا أتاني"، وعندما التقى برسول الله عاتبه وقال له أكنت تود قتل رسولي، ومنعت عنه الزكاة، فكان جوابه أنه لم يأتِ إليه من الأساس، وأنه كان يخشى أن يكون امتناع الرسول عنه، هو سخط منه. ثانياً: سبب نزول " إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا "
ومن هنا يُمكننا أن نعلم أن هذه الآية نزلت عن الوليد بن عقبة، فهو الفاسق الذي تحدث عنه القرآن الكريم، وأما النبأ فهو ذلك الزعم بأنه كان يوَّد قتله، ومنع عنه الزكاة، وهو أمر لم يحدث من الأساس.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) القول في تأويل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ) عن قوم ( فَتَبَيَّنُوا). واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( فَتَبَيَّنُوا) فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة ( فَتَثَبَّتُوا) بالثاء, وذُكر أنها في مصحف عبد الله منقوطة بالثاء. وقرأ ذلك بعض القرّاء فتبيَّنوا بالباء, بمعنى: أمهلوا حتى تعرفوا صحته, لا تعجلوا بقبوله, وكذلك معنى ( فَتَثَبَّتُوا). والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وذُكر أن هذه الآية نـزلت في الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط.
بتصرّف. ↑ "حكم حلق اللحية وحكم تخفيفها" ، ، 25-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2020. بتصرّف. ^ أ ب وزارة الأوقاف، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 224-225، جزء 35. بتصرّف. ↑ كمال الدين ابن الهمام، فتح االقدير ، صفحة 348، جزء 2. بتصرّف. ↑ عبد الوهاب بن علي المالكي، المعونة على مذهب عالم المدينة ، مكة المكرمة: المكتبة التجارية، صفحة 1706. بتصرّف. ^ أ ب محمود بن أحمد العيني (2000)، البناية شرح الهداية (الطبعة الولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 220-221، جزء 1. بتصرّف. ↑ محمد حسن عبد الغفار، شرح متن أبي شجاع ، صفحة 6، جزء 14. بتصرّف. ↑ حسن بن عمار الحنفي (2005)، مراقي الفلاح شرح متن نور الإيضاح (الطبعة الأولى)، صفحة 30. بتصرّف. ↑ شمس الدين الطرابلسي (1992)، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (الطبعة الثالثة)، صفحة 189، جزء 1. بتصرّف. مذاهب العلماء في حكم إعفاء اللحية - إسلام ويب - مركز الفتوى. ↑ شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 174-175، جزء 1. بتصرّف. ↑ "حكم تهذيب اللحية وأخذ ما شذ منها وتطاير" ، ، 9-6-2010، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2020. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2102، صحيح.
حكم إعفاء اللحية وتغيير الشيب - ملتقى الشفاء الإسلامي
ذات صلة متى يجوز حلق اللحية هل حلق الذقن حرام
حُكم إطلاق اللِّحية
كانت للعلماء آراء في حُكم إطلاق اللِّحية، وذهبوا في ذلك إلى عدّة أقوالٍ، بيانها فيما يأتي: [١]
القول الأوّل
قال كلٌّ من الإمام الكاسانيّ، وابن الهُمام، والحصكفيّ من الحنفيّة، والقرطبيّ والنفراويّ من المالكيّة، وبعض الشافعيّة، ومنهم: ابن رفعة، والأذرعيّ، وابن تيمية من الحنابلة، والذي وافقه عددٌ من أتباع المذهب إنّ إطلاق اللِّحية واجبٌ على المسلم، استدلالاً بأنّ الأمر في عددٍ من الأدلّة دالٌّ على الوجوب، ومنها: قَوْل الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (أَحْفُوا الشَّوارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى). حكم تقصير اللحية - الإسلام سؤال وجواب. [٢]
القول الثاني
قال الإمام الشافعيّ، وأصحابه، والإمام الحافظ علاء الدين مغلطاي، وبدر الدين الحنفيّ من الحنفيّة، والإمام مالك -رحمه الله-، والباجيّ، واليحصبيّ، وابن العربيّ، وابن رشد، وابن جزّي، والزرقانيّ، وغيرهم من المالكيّة، والإمام أحمد بن حنبل، وابن مفلح، والبغداديّ، وغيرهما من الحنابلة إنّ الأمر الوارد بإطلاق اللِّحى لا يدلّ على الوجوب، وإنّما إلى الإرشاد، أو الاستحباب. كما أنّه ورد مقروناً بخِصال الفِطرة المُستحَبّة. حُكم حَلْق اللِّحية
يُراد بالحَلْق: استئصال الشَّعْر بالكامل، أو أخذ جزءٍ منه، بأداةٍ ما، [٣] وانطلاقاً من هذا الفهم؛ فقد تعدّدت أقوال الفقهاء في حكم حلق اللحية، وبيان ذلك فيما يأتي:
الشافعيّة
قالوا بكراهة حَلْق اللِّحية، وبيّن الإمام النوويّ أنّ العلماء قد ذكروا عشر خصالٍ تُكرَه في اللِّحية، وهي تختلف شدّةً بعضها عن بعضٍ، ومنها حَلْق اللِّحية، وذلك للرجل.
مذاهب العلماء في حكم إعفاء اللحية - إسلام ويب - مركز الفتوى
[١٧]
حُكم صَبْغ اللِّحية
يجوز للرجل صَبْغ شَعره بأيّ لونٍ من غير اللون الأسود؛ لِما ثبت في صحيح الإمام مسلم عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- من نَهي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن اللون الأسود، فقال: (أُتِيَ بأَبِي قُحَافَةَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: غَيِّرُوا هذا بشيءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ) ، [١٨] كما ورد أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصبغ بالصُّفرة، وأنّ أبا بكرٍ وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- اختضبا بالحنّاء. [١٩]
السُّنَن والمكروهات المُتعلِّقة باللِّحية
هناك العديد من السُّنَن والمكروهات المُتعلِّقة باللِّحية، وبيانها فيما يأتي: [٢٠]
يُسَنّ إكرام اللِّحية، وترتيبها؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن كان له شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْه). [٢١]
يُسَنّ تطييب اللِّحية وتعطيرها بأجود الطِّيب؛ لِما ثبت في الصحيح عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كُنْتُ أُطَيِّبُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأَطْيَبِ ما يَجِدُ، حتَّى أجِدَ وبِيصَ الطِّيبِ في رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ). حكم إعفاء اللحية وتغيير الشيب - ملتقى الشفاء الإسلامي. [٢٢]
يُكرَه تبييض اللِّحية؛ استعجالاً للشيخوخة، أو رغبةً في نَيل مكانةٍ ما.
حكم تقصير اللحية - الإسلام سؤال وجواب
قال الإمام أحمد-رحمه الله: (الفتنة: الشرك) لعله إذا رد بعض قوله-يعني قول النبي ﷺ أن يقع في قلبه شيء من الزيغ؛ فيهلك، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على أن الأمر في هذه الأحاديث ونحوها للاستحباب، وأما الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ: (أنه كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها) فهو حديث باطل عند أهل العلم؛ لأن في إسناده رجلا يدعى عمر بن هارون البلخي وهو متهم بالكذب، وقد انفرد بهذا الحديث دون غيره من رواة الأخبار مع مخالفته للأحاديث الصحيحة، فعلم بذلك أنه باطل لا يجوز التعويل عليه ولا الاحتجاح به في مخالفة السنة الصحيحة، والله المستعان. ولا شك أن الحلق أشد في الإثم؛ لأنه استئصال للحية بالكلية، ومبالغة في فعل المنكر والتشبه بالنساء. أما القص والتخفيف فلا شك أن ذلك منكر ومخالف للأحاديث الصحيحة، ولكنه دون الحلق. أما حكم من فعل ذلك فهو عاص وليس بكافر، ولو اعتقد الحل بناء على فهم خاطئ أو تقليد لبعض العلماء.
بتصرّف. ↑ زكريا الأنصاري، كتاب أسنى المطالب في شرح روض الطالب ، صفحة 550. بتصرّف. ↑ ابن مودود الموصلي، كتاب الاختيار لتعليل المختار ، صفحة 167. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:259، صحيح. ↑ القاضي عبد الوهاب، كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة ، صفحة 1704. بتصرّف. ↑ صالح الفوزان، كتاب الملخص الفقهي ، صفحة 37. بتصرّف.