[6]
تفسير ابن كثير
بيّن ابن كثير في شرحه لمعنى يوم تبلى السرائر أنّه يوم القيامة، وهو ما تبلى في سرائر العباد، أي تظهر وتبدو، ويصبح سرّ النفس علانيةً ظاهرًا، وقد ورد في الصحيح حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا جَمَعَ اللهُ الأوَّلينَ والآخِرينَ يَومَ القيامَةِ، رُفِعَ لكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ، فقيل: هذه غَدرَةُ فُلانِ بنِ فُلانٍ". [7] فتبلى السرائر أي تظهر وتنتشر. [8]
شاهد أيضًا: ما معنى كلمة امين التي يسن قولها بعد قراءة الفاتحة
تفسير الألوسي
ذكر الألوسي في تفسير سورة الطارق معنى يوم تبلى السرائر، وقد قال إنّها يوم يتعرف ويتصفح ما أسرّت القلوب من العقائد والنيات، وغيرها من الأعمال، ويميز بين ما طاب منها وما خبث، وأصل الاختبار وإطلاقه على ما ذكر إطلاق على اللازم وحمل السرائر على العموم هو الظاهر، وقيل أنّها الصوم والصلاة والغسل من الجنابة. معنى آية يخرج من بين الصلب والترائب. [9]
ما إعراب السرائر
لزيادة توضيح معنى يوم تبلى السرائر فإنّه لا بدّ من إعراب الآية الكريمة التاسعة من سورة الطارق كاملةً للاستزادة في الوضوح، وإعرابها كما يأتي: [10]
يومَ: ظرف زمان. تُبلى: مضارع مبني للمجهول. السرائر: نائب فاعل.
تفسير سوره الطارق للشعراوى
[3] ما معنى الكتابة في سورة الكهف؟ تفسير الطبري ورد في تفسير الطبري في معنى يوم نزول الأسرار وهو اليوم الذي تختبر فيه أسرار الخدم وفي ذلك اليوم ما كان في الدنيا يخفي عن أعين الخدم. من الواجبات التي أكرهه الله عليه وأكلفه بالعمل ، وقيل: صيام وصلاة وغسل النجاسة ، فيقول: صليت ولم أصلي ، فصمت ولم أصم ، وكان ذكرت في سلطة قتادة أن هذه الأسرار مجربة ، فأخفوا الأشياء الجيدة وأعلنوا عنها إن استطعت. تفسير سوره الطارق ه. [4] تفسير القرطبي وأوضح القرطبي في معنى يوم نزول الأسرار أن فيه سؤالين: أن العامل في اليوم هو الذي يخبرنا بما هو قادر عليه ، ولا يوجد فعل يتراجع فيه ، بسبب التمييز بين الارتباط والمرتبط بخبر ذلك ، وتآكله ، أي ، جربت واختبرت وقيل إنها ستبلى أي تضعف وتهدأ كصعوبات الحرب وقيل أن الأسرار تبلى في النفس البشرية. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوكل إلى خلقه أربعة أشياء ، وهي الصلاة والصوم والصدقة والغسيل ، وهي الأسرار التي يختبر الله يوم القيامة. [5] ماذا تعني كلمة عادي؟ تفسير السعدي وذكر الساعدي في معنى يوم نزول الأسرار أنه يوم تختبر فيه أسرار الصدور ، وسيظهر ما في قلوب الخير والشر على وجوه الأشياء علانية.
تفسير سوره الطارق ه
وكذلك جميع تجارة الجملة في متجر الجر. ما معنى قول تعالى أنه سيرجع إلى الله؟ مع إيضاح معنى اليوم الذي تتلاشى فيه الأسرار ، شرح يسلط الضوء على تفسير أنه سيعود إلى الله تعالى ، كما ورد في التفسير الكبير ، أن الضمير هو ملكه. الخالق وإن لم يرد ذكره في ما سبق ، فقد ذكر باللفظ ، ولكن تم تقديم الدليل عليه ، وتقرر العقول أن القادر على هذه الأشياء هو الله تعالى ، والمرجع هو مصدر الشيء الذي لديك. إرجاع. إذا كررتها ، والمجاز فيها ، أي إلى أي شيء ترجع إليه ، وأقرب ما تكون إلى الإنسان ، لأن الذي خلق الإنسان من لا شيء يقدر أن يعيده حيا بعد موته ، وكان. قال إن الوعي لا يخص الإنسان ، وقد فسره بعض العلماء على أنه القدرة على إعادة الماء من حيث خرج في أحشاء الإنسان. [11] هل البسملة آية من نور. تفسير سوره الطارق مكتوبه. وها نحن نصل إلى نهاية المقال حول معنى اليوم الذي ستزول فيه الأسرار ، وفيه حددت سورة الطارق ، وشرح أئمة التفسير تفسير الآية المذكورة ، وألقي الضوء على تعبير الآية. أسرار ، وأوضح أنه يجب أن يعود إلى قادر.
تفسير سوره الطارق للاطفال
قال ابن كثير رحمه الله:
" وقوله: ( الثاقب) قال ابن عباس: المضيء ، وقال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل
عليها ، وقال عكرمة: هو مضيء ومحرق للشيطان " انتهى من "تفسير ابن كثير" (8 /375). وأما الأمر الذي أقسم الله
جل جلاله بهذه الآيات الباهرة ، على أنه حاصل وكائن لا محالة ، فهو قوله تعالى بعد
ذلك ( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ). قال ابن كثير رحمه الله (8/375):
" أي: كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات ، كما قال تعالى: ( لَهُ
مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ
اللَّهِ) الرعد/11 ".
" والمقسم عليه ههنا حال النفس الإنسانية ، والاعتناء بها ، وإقامة الحفظة عليها ،
وأنها لم تترك سدى ، بل قد أرصد عليها من يحفظ عليها أعمالها ويحصيها. تفسير سوره الطارق للشعراوى. فأقسم
سبحانه أنه ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها وقولها ويحصي ما تكتسب
من خير أو شر ". انتهى من "التبيان في أقسام القرآن" (ص 64). والله أعلم.
تفسير سوره الطارق مكتوبه
الحمد لله. قال الله تعالى في أول سورة الطارق:
( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ
الثَّاقِبُ)
يقسم سبحانه بالسماء والطارق ، والطارق هو النجم الثاقب ، أي: المضيء ، الذي يثقب
نوره ، فيخرق السماوات فينفذ حتى يُرى في الأرض ، وهو اسم جنس يشمل سائر النجوم
الثواقب. "تفسير السعدي" (ص 919). قال الطبري رحمه الله في "تفسيره" (24/351):
" أقسم ربنا بالسماء ، وبالطارق الذي يطرق ليلا من النجوم المضيئة ، ويخفى نهارًا ،
وكل ما جاء ليلا فقد طرق " انتهى. وقال قتادة وغيره: " إنما سمي النجم طارقا ؛ لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار
". انتهى من " تفسير ابن كثير" (8 /374). وقال ابن القيم رحمه الله:
" أقسم سبحانه بالسماء ونجومها المضيئة وكل منها آية من آياته الدالة على وحدانيته
، وسمى النجم طارقا لأنه يظهر بالليل بعد اختفائه بضوء الشمس ، فشبه بالطارق الذي
يطرق الناس أو أهلا ليلا ، قال الفراء: ما أتاك ليلا فهو طارق ، وقال الزجاج
والمبرد: لا يكون الطارق نهارا " انتهى من "التبيان في أقسام القرآن" (ص 63). تفسير سورة الطارق والأعلى للناشئين - بيت المسلم. وقال الطبري أيضا (24/352):
" ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه
وسلم: وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمتُ به ؟ ثم بين ذلك جلّ ثناؤه فقال:
هو النجم الثاقب ، يعني: يتوقد ضياؤه ويتوهَّج " انتهى.
قال خالد سمعت النبي صل الله عليه وسلم وهو يقرأُ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، حتى ختَمَها قال فوعتيها في الجاهلِية وأَنا مشرِكٌ ثم قرأتُها وأنا مسلم. أكمل خالد حديثه وقال دَعَتْنِي ثقيفٌ فقالوا ما سمعْتَ من هذا الرجلِ، فقرأت سورة الطارق، فقال مَنْ مَعَهُمْ من قريشٍ نحنُ نعرف صاحبِنا لو كنَّا نعلَمُ ما يقولُ حقًّا لاتَّبَعْنَاهُ. وقفات مع سورة ق - أحمد عبد المنعم - طريق الإسلام. وفي حديث شريف، عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كان يقرأُ في العشاءِ الآخرةِ ب "السَّمَاءِ" يعني "ذَاتِ الْبُرُوجِ" و "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ". كما قال جابر بن سمرة: "كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرَأُ في الظُّهرِ وَالعَصرِ ب "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ"، "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ"، وَنَحوِهما، قالَ عَفَّانُ: وَنَحوِهما مِنَ السُّوَرِ. كما تناقلت الأخبار في كتب الصالحين والسلف أن الرسول الكريم قد نصح معاذًا بن جبل بقراءة سورة الطارق في صلاة العشاء. وقد أمر الرسول معاذ بذلك تخفيفًا ودرء للعبء على المصلين، حيث أن معاذ حين صلّى بهم قرأ السور الطويلة. وجاء في الحديث الشريف: أفَتّانٌ أنت يا معاذ وجاء فيه: اقرَأْ بـ "السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ"، "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ"، "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا"، "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى".
معنى اليوم الذي تنزل فيه الأسرار في الآية التاسعة من سورة الطارق ، وفيه تحذير من النفاق والنفاق ، وتنبيه المسلم الذي يظهر نفسه بفعله ، أو بمن عليه. يخفي عكس ما يبدو لأهل الإيمان وغير المؤمنين ، وفيه إشارة إلى أن المنافق مهما طالت المدة التي يختبئ فيها ، فإن سره سيظهر موضحا في يوم نزول الأسرار. سورة الطارق قبل الخوض في معنى يوم إتلاف الأسرار ، سنقدم لك سورة الطارق ، وهي سورة من مكة ، وهي إحدى السور في المجموعة. في بدايته ومن مقاصده الإيمان بالملائكة والقيامة والقرآن الكريم. [1] معنى اليوم الذي يتم فيه ارتداء الأسرة. معنى اليوم الذي ستزول فيه الأسرار ، أي أن أسرارها ستظهر وتظهر ، فلا يستطيع الخادم التستر على ما ظهر من نواياه الشريرة وما كان يأويه من النوايا الشريرة في هذا. العالم ، وقد ورد في سورة الطارق من الآية التاسعة ، قال تعالى: {في يوم تحطم الأسرار * فما هي قوته؟ مؤيد، مشجع، داعم}. [2] وفيه تحذير من النفاق والنفاق ، لأن العبد يجب ألا يظهر عكس ما يخفيه ويسهله ، والإسلام يحذر من التباهي في كثير من الأماكن ، لأنها من صفات المنافقين ، مما يلحق بها أصحابها. بكراهية الله وغضبه ، لذلك فإن النية هي لله وحده ، وفي ما يلي سيتم توضيح تفسير معنى اليوم الذي ستنكشف فيه الأسرار ، حسب المعلقين الخبراء.
إلا أن بعضهم يرد هذا القول ويجعله فاسدا من جهة أنه لا يؤكد الحرف إلا بإعادة ما اتصل به فالموصول أولى بذلك، وخرج الآية والبيت على أن "من قبلكم" صلة للموصول الثاني، والموصول الثاني وصلته خبر لمبتدأ محذوف، والمبتدأ وخبره صلة الأول، والتقدير: والذين هم قبلكم، وكذا البيت، تجعل "إذا" وجوابها صلة للذين، والذين خبر لمبتدأ محذوف، وذلك المبتدأ وخبره صلة للاء، ولا يخفى ما في هذا من التعسف. والخلق يقال باعتبارين، أحدهما: الإبداع والاختراع، وهذه الصفة ينفرد بها الباري تعالى. والثاني: التقدير: قال زهير: 261 - ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ـض القوم يخلق ثم لا يفري
وقال الحجاج: "ما خلقت إلا فريت ولا وعدت إلا وفيت ". وهذه الصفة لا يختص بها الله تعالى، وقد غلط أبو عبد الله البصري في أنه لا يطلق اسم الخالق على الله تعالى، قال: لأنه محال، وذلك أن التقدير والتسوية في حق الله تعالى ممتنعان، لأنهما عبارة عن التفكر والظن، وكأنه لم يسمع قوله تعالى: هو الله الخالق البارئ الله خالق كل [ ص: 189] شيء. وكأنه لم يعلم أن الخلق يكون عبارة عن الإنشاء والاختراع. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم "- الجزء رقم1. قوله تعالى: لعلكم تتقون لعل واسمها وخبرها، وإذا ورد ذلك في كلام الله تعالى فللناس فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن "لعل" على بابها من الترجي والإطماع، ولكن بالنسبة إلى المخاطبين، أي: لعلكم تتقون على رجائكم وطمعكم، وكذا قال سيبويه في قوله تعالى: لعله يتذكر أي: اذهبا على رجائكما.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم "- الجزء رقم1
وَوَثَّقْتُـمْ لَنَـا كُـلَّ مَـوْثِقِ (123) فَلَمَّـا كَفَفْنَـا الْحَـرْبَ كَـانَتْ عُهُودُكُمْ كَــلَمْحِ سَـرَابٍ فِـي الْفَـلا مُتَـأَلِّقِ (124) يريد بذلك: قلتم لنا كُفُّوا لنكفّ. وذلك أن " لعل " في هذا الموضع لو كان شَكًّا، لم يكونوا وثقوا لهم كل مَوْثق. ------------------ الهوامش: (113) في المخطوطة: "أأنذرتهم أم لم تنذرهم" ، وهما سواء في المعنى. (114) في المطبوعة: ".. وعلى سمعهم وأبصارهم" ، والصواب حذف "وأبصارهم" ، لأنها غير داخلة في معنى الطبع ، كما مضى في تفسير الآية. (115) في المخطوطة: "على ضرر ولا نفع" ، وهما سواء. (116) مضى في تفسير قوله تعالى "إياك نعبد" ص: 160. (117) في المخطوطة "وحدوه له أفردوا.. " ، وليس لها معنى. (118) الخبر 472- في الدر المنثور 1: 33 ، وابن كثير 1: 105 ، والشوكاني 1: 38. وفي الدر والشوكاني: "من الكفار والمؤمنين" ، ووافق ابن كثير أصول الطبري. (119) الخبر 473- في الدر المنثور 1: 33 ، ولم ينسب إخراجه لابن جرير. إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم- الجزء رقم1. وفي المخطوطة: "خلقكم والذين.. ". (120) في المطبوعة: "له بالعبادة" وهو خطأ. (121) الأثر 474- في الدر المنثور 1: 34. (122) يريد الطبري أن العرب تستعمل "لعل" مجردة من الشك ، بمعنى لام كي ، كما قال ابن الشجري في أماليه 1: 51.
إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم- الجزء رقم1
و"الناس" صفة لـ(أي)، أو خبر مبتدأ محذوف حسبما تقدم من الخلاف. و"اعبدوا ربكم" جملة أمرية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية. قوله تعالى: الذي خلقكم فيه ثلاثة أوجه:
أظهرها: نصبه على النعت لـ(ربكم). الثاني: نصبه على القطع. الثالث: رفعه على القطع أيضا، وقد تقدم معناه. قوله تعالى: والذين من قبلكم محله النصب لعطفه على المنصوب في "خلقكم"، و"من قبلكم" صلة الذين، فيتعلق بمحذوف على ما تقرر، و"من" لابتداء الغاية. واستشكل بعضهم وقوع "من قبلكم" صلة من حيث [ ص: 187] إن كل ما جاز أن يخبر به جاز أن يقع صلة، و"من قبلكم" ناقص ليس في الإخبار به عن الأعيان فائدة إلا بتأويل، فكذلك الصلة، قال: "وتأويله أن ظرف الزمان إذا وصف صح الإخبار والوصل به تقول: نحن في يوم طيب، فيكون التقدير هنا - والله أعلم -: والذين كانوا من زمان قبل زمانكم". وقال أبو البقاء: "التقدير: والذين خلقهم من قبل خلقكم، فحذف الخلق وأقام الضمير مقامه". وقرأ زيد بن علي: "والذين من قبلكم" بفتح الميم. قال الزمخشري: ووجهها على إشكالها أن يقال: أقحم الموصول الثاني بين الأول وصلته تأكيدا، كما أقحم جرير في قوله: 259 - يا تيم تيم عدي لا أبا لكم................
تيما الثاني بين الأول وما أضيف إليه، وكإقحامهم لام الإضافة بين المضاف والمضاف إليه في نحو: لا أبا لك، قيل: "هذا الذي قاله مذهب لبعضهم ومنه قوله: 260 - من النفر اللاء الذين إذا هم يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا [ ص: 188] فإذا وجوابها صلة "اللاء"، ولا صلة للذين؛ لأنه توكيد للأول.
ويُستفاد من هذه الآية الكريمة أنه تعالى يريدُ من عباده استحضارَ مراقبتِه لهم؛ لأن هذا الأسلوب في الخطاب يفيد الحضورَ؛ أي حضور القلب والبال، وهذا هو مقام الإحسان الذي عرَّفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أن تعبد اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، وهذا المقام العالي يدفع الإنسان إلى تحقيق التقوى لله في خلوتِه وخلطته، وسرِّه وعلانيته، ويدفعه إلى إتقان العبادة؛ لأنه يستحضر أن ربه يراه فيحرصُ على أن يُرضيَه، وإن أخطأ أو قصَّر يسارع بالتوبة والأَوْبة، فمن وُفِّق لهذا المقام فهو حيُّ القلب، مستنيرُ اللبِّ، مستمتع بالقرب من الرب. ولفظ " الناس " في الآية عامٌّ يدخل فيه الإنس والجن؛ لاتِّصافهم بالنسيان، ويدخل فيهم المسلمون والمشركون، فالمسلم مأمور بالاجتهاد في تحقيق العبودية لربه، والتوحيد له سبحانه، والحفاظ على ذلك، والمشرك مأمور بترك شركه، والرجوع إلى توحيد ربه.