وقال عبد الرحمن: عمن سمع أم سلمة عن أم سلمة به. قلت: وهؤلاء أثبت في الثوري من النعمان بن عبد السلام، وأكثر، فيقدم قولهم، والله أعلم. وانظر: ((سؤالات ابن بكير وغيره للدارقطني)) (ص 42)، و((شرح علل الترمذي)) لابن رجب ص (299 - 302). دعاء (اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا) هل هو من أذكار الصباح أم هو دعاء عام - YouTube. وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء بنحوه مرفوعاً. وقال الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (2/ 315) بعد الكلام على حديث أم سلمة: وقد وجدت للحديث شاهداً من أجله، قلت: أنه حسن، ثم ساق حديث أبي الدرداء بإسناد إلى الطبراني ثم قال: ورجال هذا الإسناد أيضاً رجال الصحيح إلا أبا عمر فإنه لا يعرف اسمه ولا حاله... وقد روى عنه جماعة فهو مستور، وأخرج له النسائي حديثاً غير هذا عن أبي الدرداء، ومنهم من أدخل بينه وبين أبي الدرداء أم الدرداء، والله أعلم. وقال الحافظ أيضاً بعد أن أخرج حديث أم سلمة في ((نتائج الأفكار)) (2/ 312): هذا حديث حسن، وقد حسنه أيضاً في ((أذكار الصباح والمساء)) (2/ 388) بلفظ: ((... كان إذا أصبح قال... ))، والله أعلم.
الدرر السنية
فإذًا هـٰذه الدَّعوةُ تُفيدنا فائدة عظيمة: أنّ طلب العلم مطلوبٌ كلّ يوم ؛ لماذا ؟ لأنّنا كل يومٍ نقتدي بنبيّنا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بالدُّعاء بهـٰذه الدَّعوة العظيمة ، فهـٰذا فيه من الفائدة أنّ المسلم ينبغي عليه أن لا يفوت عليه يوم من الأيّام إلاّ ويزداد فيه علمًا ، ويتعلَّم فيه مسألةً ، حكمًا ، يحضُر فيه درسًا ، يقرأُ فيه كتابًا ؛ أمّا يوم بأكمله يمضي بدون فائدة للإنسان في دينه هـٰذه مُصيبة! لو كان الإنسان يتفكّر في حقيقة الأمر مُصيبة ، كان بعض السلف مع شدة حزمهم وقوّة عزمهم وعظم دأبهم في العلم والتحصيل كان بعضهم إذا غربت الشمس ربما بكى، لا لأنّه لم يُحصّل فيه ؛ ولكن التحصيل الذي كان أقلّ ممّا يطلب لنفسه: وإذا كانت النُّفوسُ كِبارا تعبت في مُرادِهَا الأجْسَامُ لكن إذا كانت النّفوس رديئة وضعيفة؟! الدرر السنية. فالشَّاهد أنّ الحديث يُفيد فائدة عظيمة وهي أنّهُ ينبغي على المسلم أن يكون لهُ في كلِّ يوم عناية بالعلم وتحصيل العلم، وطلب العلم ، وأن لا يحرم نفسَهُ من العلم ومجالسه وكتبه وما استجدَّ في زماننا من الوسائل الأشرطة أو غيرها ؛ فيكون له حظٌّ من العلم وتحصيله. قال: « اللّٰهم إنِّي أسألك علمًا نافعًا » ؛ وهـٰذا فيه تنبيه أنّ العلم نوعان: علمٌ نافع ، وعلمٌ ضارّ.
اللهم أسألك علماً نافعاً وأعوذ بك من علم لا ينفع
- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أصبَح قال: اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورِزْقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقَبَّلًا.
دعاء (اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا) هل هو من أذكار الصباح أم هو دعاء عام - Youtube
قلت: وبذلك يبقي إبهام الراوي عن أم سلمة سبباً في ضعف هذا الإسناد، وقد اختلف عليه:
فرواه الشجري في ((الأمالي)) (339، 117، 1169) من طريق محمد بن نصير، ومحمود بن أحمد بن أحمد بن نصير، ومحمود بن أحمد بن الفرج، ومحمد بن علي بن مخلد الفرقدي، ثلاثتهم عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة كراوية الجماعة، فظهر أن المخالفة إنما وقعت من إسماعيل. اللهم أسألك علماً نافعاً وأعوذ بك من علم لا ينفع. وقال الدارقطني في ((العلل)) (3962): إن الصواب عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة. قلت: إلا أن للحديث طرق أخرى عن سفيان توهم بأن له فيه إسناداً آخر: فقد أخرج الطبراني في ((الصغير)) (2/ 36/ 735 - الروضي) وعنه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (2/ 39). قال الطبراني: ثنا عامر بن ابراهيم بن عامر الأصبهاني ثنا أبي عن جدي عامر بن إبراهيم عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان الثوري عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة بنحوه مرفوعاً. قلت: النعمان بن عبد السلام وإن كان ثقة فقيهاً فإنه قد خالف في هذا الإسناد من هو مقدم عليه في الثوري، فقد تقدم أن عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وأبا نعيم وعبد الرزاق قد رووه عن الثوري فقالوا: عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة.
حديث: (اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا)
أنت الرجاء إذا انقطع الرجاء، وأنت المستعان إذا عظم البلاء، وأنت الملجأ في الشدة والرخاء، إلهنا كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان، وكيف يطلب من غيرك وأنت الكريم المنان. إلهنا يا أيها الجبار الأعظم والملك الأكرم، لك الفضل العظيم، العزيز من أعززته، والذليل من أذللته، والشريف من شرفته، والسعيد من أسعدته، والشقي من أشقيته، والقريب من أدنيته، والبعيد من أبعدته، والمحروم من حرمته، والرابح من أوهبته، والخاسر من عذبته. اللهم اني اسالك علما نافعا ورزقا طيبا. اللهم إنا نسألك باسمك العظيم، ووجهك الكريم، وعلمك المكنون الذي بعد عن إدراك الأفهام، أن ترزقنا الجنة، وأن تجيرنا من النار. آمين
ثُم ختم بقوله: «وعملًا صالحًا» وفي رواية «وعملًا مُتقبَّلًا» ؛ «وعملًا صالحًا» أيّ من الأعمال الصَّالحة التي شرَعَها الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وللعمل الصالح وصفان: 1- أن يكونَ خالصًا لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى. 2- وأن يكونَ موافقًا للسُّنة.
كل هذه الجرائم يرتكبها فرعون والقوم يصفقون له، ويظهرون له الولاء، ويطيعونه في السراء والضراء. فكانت هذه المظاهر المتزايدة من التأييد لفرعون مدعاة له أن يستخف هؤلاء الناس، فلا يقيم لهم وزناً، ولا يعبأ بهم، بل ويزداد طغياناً وكفراً. فقد كانوا خلفه يسيرون خانعين، لا يردون له قولاً، ولا يقاومون له عملاً. فاستخف بهم لسكوتهم عليه، ولطاعتهم له في كل ما يقدم عليه. ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين) فكانوا أهل فسق لخروجهم عن كل ما هو حق. فاستخف قومه فأطاعوه اسلام ويب mobily. 2 – ثم بين الله سبحانه ماذا حلَّ بهم. فقد أغرقهم الله أجمعين: فرعون الطاغية، وزبانيته، وكذلك قومه الذين صفقوا لجرائمه. فكلهم شملهم العذاب. فدائرة العذاب تحيط بالطغاة الظالمين، ويدخل في هذه الدائرة كذلك أقوامهم الساكتون على طغيانهم وظلمهم، المؤيدون لهم المصفقون لجرائمهم. ( فلما ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) فكان الغرق نصيب فرعون الطاغية وزمرته وقومه الذين اتبعوه وأيدوه. 3 – يبين الله سبحانه في الآية الثالثة أن ما حدث لفرعون وقومه هو مثل لمن يأتون من بعد. فمن أراد من أقوام الظلمة أن ينجو من العذاب الذي يصيب الطغاة، فإن عليه أن يبذل الوسع في الإنكار عليهم، والوقوف في وجههم، والعمل على تغييرهم، وإلاَّ لم ينج من العذاب.
فاستخف قومه فأطاعوه اسلام ويب Mobily
هؤلاء هم فراعنة هذا العصر في بلاد المسلمين:
أفلا تتحرك الأمة للإنكار عليهم وتغييرهم؟
أفلا تقف الأمة في وجههم وقفة يحبها الله ورسوله؟
أفلا تنقذ الأمة نفسها من العذاب الأليم الذي يصيب الطغاة الظالمين لعتوهم واستكبارهم؟
أفلا تتطلع الأمة لعزٍّ في الدنيا وفوزٍ في الآخرة؟
إن هؤلاء الحكام قد طغوْا وبغوْا، وحاربوا الله ورسوله، فهل تقف الأمة معهم في حربهم فتهلك مع هلاكهم؟ أو تقف مع الله ورسوله فتفوز وتنجو؟
( إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين) [الأنبياء]
فاستخف قومه فأطاعوه اسلام ويب
فماذا نقول في مثل هذا الرجل الذي يدعي الوطنية والزعامة العربية والإفريقية وإن قلبه على سلام إسرائيل وسلامتها ؟ وظاهرٌ أنه يستميل هؤلاء للوقوف بجانبه ضد ثوار شعبه! فهل وصل بك الأمر يا قذافي من أجل البقاء على كرسي الحكم والزعامة والملك لأن تستعطف الأوربيين والغرب بصورة عامة، وتستدرّ حرصهم على أمن الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين الذابح لشعبها؟ قد سقطت يا قذافي السقوط الذي ليس بعده نهوض! إن جمهورك الذين استخففت عقولهم فأطاعوك ليهتفون كل يوم قائلين: " الله ومعمر وليبيا وبس " وهكذا يشركون بالله تعالى بينما قلبك يخفق رضاً بهتافهم وانتشاءً بلقب العقيد والزعيم وملك ملوك أفريقيا وصدق الشاعر حين قال:
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ! M. AlShammari — قال الله ﷻ:. لقد انتفخت تيهاً يا قذافي وعلوت في الأرض، وقتلت الأبرياء من أجل كرسيٍّ زائل!
سنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل, فلا يقفُ أحدٌ أمامَ دعوةِ الحقِ وشريعةِ ربِ العالمين إلا أذله اللهُ وقصمه؛ فقد ( أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى)[النجم: 50 - 52]، وللظالمين أمثالُها؛ ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[غافر: 51], قَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة، عِبْرَةٌ لمن يعقل ويتفكر، عِبْرَةٌ لمن يصبر ويدكر!. لا تيأسنَّ إذا الكروبُ ترادفت *** فلعلَهــــا ولعلَهــــا ولعلَهــــــا
واصبر فإن الصبرَ يُبلغك المُنى *** حتى ترى قهرَ العدوِ أقلَها
والزم تُقى اللهِ العظيمِ ففي التُقى *** عزُّ النفوسِ فلا يجامع ذلَها
( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)[الحج: 40]. فاستخف قومه فأطاعوه اسلام ويب الأهلي موبايل. ثم استغفروا ربكم وتوبوا إليه؛ إنه كان للأوابين غفورا. الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه, وسلم تسليمًا كثيرًا. أخرج الترمذي بسند صحيح َعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: -صلى الله عليه وسلم-: " لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ ", هذه حِكَايَةُ حَالٍ لَا شِكَايَةُ بَالٍ؛ بَلْ تَحَدُّثٌ بِالنِّعْمَةِ, وَتَوْفِيقٍ بِالصَّبْرِ عَلَى الْمِحْنَةِ, وَتَسْلِيَةٌ لِلْأَمَةِ لِإِزَالَةِ مَا قَدْ يُصِيبُهُمْ مِنَ الْغُمَّةِ.