وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ ﴾ [الفجر: 23] أي: عمله وما كان أسلفه في قديم الدهر وحديثه، ﴿ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ﴾ [الفجر: 23]: أي: وكيف تنفعه الذكرى، يقول نادمًا: ﴿ لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 24]: أي: يندم على ما كان سلف منه من المعاصي إن كان عاصيًا، كما قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 40]. أما إذا كان طائعًا فإنه يود لو ازداد من الطاعات، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث محمد بن أبي عميرة- رضي الله عنه - وكان من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَو أَنَّ عَبدًا خَرَّ عَلَى وَجهِهِ مِن يَومِ وُلِدَ إِلَى أَن يَمُوتَ هَرِمًا فِي طَاعَةِ اللهِ لَحَقِرَهُ ذَلِكَ اليَومَ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ رُدَّ إِلَى الدُّنيَا كَيمَا يَزدَادَ مِنَ الأَجرِ وَالثّوَابِ» [3].
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الفجر - قوله تعالى كلا إذا دكت الأرض دكا دكا - الجزء رقم17
- كَلّا إِذا دُكَّتِ الأَرضُ دَكًّا دَكًّا _ تلاوة خالدة نادرة للشيخ محمد صديق المنشاوي من سورة الفجر - YouTube
- كلا اذا دكت الارض دكا دكا . التلاوة الخالدة الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة الفجر - YouTube
- كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- (كلا إذا دكت الأرض دكًا دكًا) في الجملة السابقة: - بصمة ذكاء
- خطبة الجمعة عن رمضان
- خطبة عن التوبة قبل رمضان
- خطبة جمعة عن استقبال رمضان
- خطبة عن استقبال رمضان
- خطبه عن رمضان للشيخ احمد
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الفجر - قوله تعالى كلا إذا دكت الأرض دكا دكا - الجزء رقم17
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) قوله تعالى: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا قوله تعالى: كلا أي ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر. فهو رد لانكبابهم على الدنيا ، وجمعهم لها فإن من فعل ذلك يندم يوم تدك الأرض ، ولا ينفع الندم. والدك: الكسر والدق وقد تقدم. أي زلزلت الأرض ، وحركت تحريكا بعد تحريك. وقال الزجاج: أي زلزلت فدك بعضها بعضا. وقال المبرد: أي ألصقت وذهب ارتفاعها. يقال ناقة دكاء ، أي لا سنام لها ، والجمع دك. وقد مضى في سورة ( الأعراف) و ( الحاقة) القول في هذا. ويقولون: دك الشيء أي هدم. قال: هل غير غار دك غارا فانهدم قوله تعالى: دكا دكا أي مرة بعد مرة زلزلت فكسر بعضها بعضا فتكسر كل شيء على ظهرها. وقيل: دكت جبالها وأنشازها حتى استوت. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الفجر - قوله تعالى كلا إذا دكت الأرض دكا دكا - الجزء رقم17. وقيل: دكت أي استوت في الانفراش فذهب دورها وقصورها وجبالها وسائر أبنيتها. ومنه سمي الدكان ، لاستوائه في الانفراش. والدك: حط المرتفع من الأرض بالبسيط ، وهو معنى قول ابن مسعود وابن عباس: تمد الأرض مد الأديم.
كَلّا إِذا دُكَّتِ الأَرضُ دَكًّا دَكًّا _ تلاوة خالدة نادرة للشيخ محمد صديق المنشاوي من سورة الفجر - Youtube
{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)} [الفجر]
{ كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}: لن تستمر الدنيا ولذاتها لكل من اغتر بها فيوم القيامة تدك الأرض بما فيها حتى تصير قاعاً صفصفاً, ثم يكون مجيء الرب سبحانه مجيئاً يليق بجلاله, والملائكة صفوف خاضعين خاشعين لجلال الله وحضرته. اعراب كلا اذا دكت الارض دكا دكا. وتأتي الملائكة بجهنم يجرونها في مشهد مهيب, ساعتها يتذكر كل مجرم ما قدمت يداه ويسود الندم ولات حين مندم وتظهر الحسرات جلية على الوجوه, ويتمنى كل مقصر لو قدم لحياته الحقيقية بعدما أدرك أن الدنيا لم تكن سوى سويعات وانقضت. يوم القيامة عذابه شديد لا يقوى عليه إلا الله ولا يوثق المجرمين بمثل وثاقه إلا الملك الجبار سبحانه. قال تعالى: { كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)} [ الفجر] قال السعدي في تفسيره: { كَلَّا} أي: ليس كل ما أحببتم من الأموال، وتنافستم فيه من اللذات، بباق لكم، بل أمامكم يوم عظيم، وهول جسيم، تدك فيه الأرض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت.
كلا اذا دكت الارض دكا دكا . التلاوة الخالدة الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة الفجر - Youtube
قوله تعالى: ﴿ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ﴾ [الفجر: 25] أي ليس أحد أشد عذابًا من تعذيب الله من عصاه، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 50]. ﴿ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴾ [الفجر: 26] أي: ليس أحد أشد قبضًا ووثقًا من الزبانية لمن كفر بربهم ڬ ، هذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين فإنهم يُقَرَّنُون بسلاسل من نار ويسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون، قال تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49، 50]. كلا اذا دكت الارض دكا دكا . التلاوة الخالدة الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة الفجر - YouTube. وقال تعالى: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحاقة: 30 - 33]. قوله تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ﴾ [الفجر: 27، 28] أي: النفس الزكية والمطمئنة هي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق، فيقال لها: ارجعي إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته، ﴿ رَاضِيَةً ﴾ [الفجر: 28]: أي: في نفسها مرضية، أي قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها، كما قال تعالى: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [البينة: 8].
كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
الله على الهدوء والسكينة.. كلا إذا دكت الأرض دكا دكا.. أجمل التلاوات - YouTube
(كلا إذا دكت الأرض دكًا دكًا) في الجملة السابقة: - بصمة ذكاء
ورابعها: وجاء ظهور ربك ، وذلك لأن معرفة الله تصير في ذلك اليوم ضرورية فصار ذلك كظهوره وتجليه للخلق ، فقيل: ( وجاء ربك) أي زالت الشبهة وارتفعت الشكوك. خامسها: أن هذا تمثيل لظهور آيات الله وتبيين آثار قهره وسلطانه ، مثلت حاله في ذلك بحال الملك إذا حضر بنفسه ، فإنه يظهر بمجرد حضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره كلها. وسادسها: أن الرب هو المربي ، ولعل ملكا هو أعظم الملائكة هو مربي للنبي صلى الله عليه وسلم جاء فكان هو المراد من قوله: ( وجاء ربك). أما قوله: ( والملك صفا صفا) فالمعنى أنه تنزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفا بعد صف محدقين بالجن والإنس.
قوله: ﴿ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 29، 30]: أي في جملة عبادي ﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ ، وهذا يقال لها عند الاحتضار وفي يوم القيامة، كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالُوا اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ». قَالَ: «فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ.. » ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ الحَدِيثِ: «ثُمَّ يَجْلِسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي القَبْرِ فَيُقَالُ لَهُ مِثْلَ مَا قِيلَ لَهُ فِي الحَدِيثِ الأَوَّلِ» [4]. وروى الطبراني في المعجم الكبير بسنده إلى سعيد بن جبير قال: مات ابن عباس بالطائف فجاء طير لم يُر على خلقه، فدخل نعشه ثم لم يُر خارجًا منه، فلما دُفن تُليت هذه الآية على شفير القبر ما يُدرى من تلاها: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30] [5].
البخاري (1904)
هذا أعظم حديث في الصيام يجعله واسطة العقد بين الأركان، ومن أجل الوقوف على مرتكزات وأعمدة هذا الحديث نقلبه على صورة مسائل:
المسألة الأولى قوله: (الصيام لي وأنا أجزي به) مع أن الأعمال كلها له، وهو الذي يجزي بها فقال العلماء إنما خص الصيام؛ لأنه ليس يظهر من ابن آدم بفعله، وإنما هو شيء في القلب. قال: وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات، إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى عن الناس. وقيل: معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس، وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله إلا الصيام، فإن الله يثيب عليه بغير تقدير. والعبادة إنما تعظم ويزيد من شأنها ما حجبت عن الناس وكانت مع رب الناس. خطبة الجمعة عن رمضان. المسألة الثانية قوله: (الصيام جنة): والجنة ما يتقي به المرء لإبعاد الضرر عن جسده والمناسبة هنا قيل: إنما كان الصوم جنة من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات. المسألة الثالثة قوله: (فلا يرفث) والمراد بالرفث الكلام الفاحش، وهو يطلق على هذا، وعلى الجماع، وعلى مقدماته، وعلى ذكره مع النساء أو مطلقا، ويحتمل أن يكون لما هو أعم منها. لأن هذه مما تفسد أو تشغل عن الطاعات وتقطع طريق القربات.
خطبة الجمعة عن رمضان
[٤] عباد الله: إنَّ شهر رمضان المبارك شهر تُحط فيه الخطايا وتغفر فيه الذنوب، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) ، [٥] فطوبى لمن اغتنم هذا الشهر، ونال هذا الفضل العظيم. [٤] وشهر رمضان مكفرٌ للخطايا حيث قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّراتٌ لما بينهنَّ، ما اجتُنِبَت الكبائر) ، [٦] فإذا صام الإنسان شهر رمضان بإخلاص وبنية صادقة كفْر الله عنه الخطايا والذنوب حتى يأتِ شهر رمضان المقبل؛ ذلك على أن يجتنب الإنسان الكبائر من الذنوب، فهي تحتاج إلى توبة صادقة. [٤] ومن فضل رمضان اختصاصه بعبادة الصيام؛ وقد وعد الله -تعالى- الصائمون بالأجر العظيم، والثواب الجزيل الذي لا يستطيع أحد من البشر إدراكه، فالله -تعالى- جعل جزاء الصيام عنده حيث روى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن ربّه فقال: (الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا). خطبة عن استقبال رمضان. [٧] [٤] أَيُّهَا الأحبة: إن أفضل ما يُوفق إليه العبد في رمضان هو التوبة إلى الله -تعالى-، والرجوع إليه، والإقبال عليه بالطاعات والأعمال الصالحة، والاستغفار وطلب الرحمة والمغفرة من الله -تعالى-؛ لينال أجر هذا الشهر الفضيل، وليُكتب من عتقاء الله، وليرفع الله درجاته ويغفر ذنوبه، ويرزقه دخول الجنان من باب الريّان.
خطبة عن التوبة قبل رمضان
يقول ابن رجب الحنبلي: "كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع منهم قتادة، وبعضهم في كل عشرة منهم أبو رجاء العطاردي، وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها"(لطائف المعارف، لابن رجب الحنبلي). خطبة جمعة عن استقبال رمضان. ولا يقولن قائل: نهي عن الختم في أقل من ثلاث؛ فليس هذا محله، "فإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصًا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن؛ اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة وعليه يدل عمل غيرهم"(المصدر السابق). وأما عن الإنفاق والجود والصدقات وإطعام الطعام... فحدث ولا حرج، فقد كان السلف -رضي الله عنـهم- أجود ما يكونون بالخير في رمضان، وهذه نتيجة طبيعية لمن انشغل بالآخرة واشتغل بالعبادة واهتم بجمع الزاد؛ فإنه يهون عليه متاع الدنيا، فيبذله راضيًا لينال به نعيم الآخرة. وأترك ابن رجب يحدثكم عن أحوال السلف في ذلك، فيقول: "وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره غيره وهو صائم ويصبح صائمًا، منهم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وداود الطائي وعبد العزيز بن سليمان ومالك بن دينار وأحمد بن حنبل وغيرهم.
خطبة جمعة عن استقبال رمضان
ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ». وقوله صلى الله عليه وسلم ( صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ) أي: سلسِلت الشياطين وشدَّت بالأغلال، وكذا مردة الجن وهم المتجرّدون للشر، وهذا أول علامة ودلالة على فضل هذا الشهر، أن الشياطين ومردة الجن يصفدون ويسلسلون، فيضعف تأثيرهم ووسوستهم على المسلم، وقد قال أهل العلم: الحكمة في تقييد الشياطين وتصفيدهم كيلا يوسوسوا في الصائمين. خطبة عن وداع رمضان مكتوبة كاملة - موقع المرجع. ولعل الأمارة والأثر يظهر إذا لاحظنا أن أكثر المنهمكين في الذنوب والمعاصي يرجعون في هذا الشهر إلى الله تعالى. وقوله صلى الله عليه وسلم: (( وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ)). نعم، تغلق أبواب النار فلا يفتح منها باب، وتفتح أبواب الجنة فلا يغلق منها باب، وفي هذا جاء عن حذيفة أنه قال: ((يا حذيفة، من ختِم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة)) رواه الأصبهاني وهو صحيح.
خطبة عن استقبال رمضان
شهر افترض الله علينا صيام نهاره؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾، وقال عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه). إخوة الإسلام، ها قد أقبل رمضان فأبشروا، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أول ليلة من رمضان فُتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وغُلقت أبواب جهنم فلم يُفتح منها باب، وصُفِّدت الشياطين، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبِل، وباغي الشر أقصِر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة). إخوة الإسلام، نستقبل رمضان بالشوق إليه والدعاء ببلوغه، وبالبشارة والتهنئة بقدوم رمضان، كما بشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: (قد جاءكم رمضان شهر مبارك). خطبة جمعة عن فضل رمضان - موضوع. عباد الله، إن شهود رمضان نعمة تستوجب الشكر لله بأن مدَّ في أعمارنا، وشهدنا هذا الفضل الكبير، فكم صام معنا في العام الماضي من المسلمين من الأقارب والجيران والأصدقاء، فرحلوا عن عالمنا، ومَن الله علينا بهذا الفضل، فشهِدنا شهر رمضان. يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلَّك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضا شهر عصيان
كم كنت تعرف ممن صام من سلف
من بين أهل وجيران وخِلَّانِ
أفناهم الموت واستبقاك بعدَهمُ
حيًّا فما أقرب القاصي من الداني
إخوة الإيمان، من حسن استقبال رمضان: تعلُّم أحكام الصوم والإفطار بقراءة أو سماع، وما أسهل ذلك علينا في عصرنا هذا وفي فراغنا هذا، حتى نصوم على بيِّنة، ولا نقع في محظورات الصيام، أو التلاوة والقيام، كما يلزمنا عقد العزم وتمحيص النية، وتقوية الهمة وشد العزيمة على صيام وقيام رمضان، وحسن استغلال وقته المبارك، فإنما الأعمال بالنيات.
خطبه عن رمضان للشيخ احمد
أيُّها الإخوة المؤمنون صلوا وسلموا على رسول الله، واذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه تزدادوا منها، والحمد لله رب العالمين [١]. خطبة قصيرة عن فضل الصيام في رمضان
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، أمَّا بعد: نحن على أبواب شهر المغفرة والعتق من النار، وقد ميّز الله شهر رمضان بعبادة مهمّة وهي الصيام، لأنَّ له العديد من الفوائد في حياة المسلم، وبه يعرف العبد افتقاره وحاجته الدائمة إلى الله، وبه يتذكر نعم الله عليه فيُحسن شكرها، ويُثير في نفسه الإحساس بإخوته المسلمين الفقراء، فيتعلّم كيف يُحسن إليهم.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
مقدمة الخطبة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، منَّ علينا بالفضل والإحسان، وجعل من شهورنا شهر رمضان، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله وخليله وصفيه من خلقه -صلّى الله عليه وسلّم- وبارك تسليماً كثيراً. [١]
الوصية بتقوى الله
أيُّها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله -تعالى- وطاعته، فاتقوا الله حق تقواه فقد عزّ القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). [٢] [٣]
الخطبة الأولى
أيّها الإخوة الكرام: إن الله -تعالى- جعل لنا محطات شحن إيمانيّة، ونفحات تروي فؤاد المؤمنين بالعيادات، ومن مواسم الخير والطاعات شهر رمضان المبارك؛ الذي ميّزه الله -تعالى- على سائر الشهور والأيام، وخصّه بالفضل الكبير. [٤] وفضل شهر رمضان عظيم؛ ففيه تفتح الجنة أبوابها، وتغلق أبواب النار، ولله في هذا الشهر الفضيل وفي كل ليلة من لياليه عتقاء من النار، ومن فضل رمضان أنه تصفد فيه الشياطين ومردة الجن، وفيه ينادي منادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشّرّ أقصِر.