فأوحي الله إليه: اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب صدق الله العظيم ، ص: 42 ، فضرب الارض برجله فنبعث عين ماء فاغتسل وشرب فعافاه الله سبحانه وتعالي وعادت له عافيته وقوته وشبابه فلما حضرت زوجته لم تعرفه فسألته: ألم تر نبي الله المبتلي لقد كان هنا، إنه كان يشبهك كثيراً في شبابه، فقال انا ايوب الم تعرفيني لقد عافاني الله، فرحت زوجته وعادا الي منزلهما وعوضهما الله عن المال الذي كان عندهم اضعافه وعن الاولاد اكثر منهم. حتي ان الله ملأ لهم خزائن الحبوب ذهباً وفضة، هذا جزاء الصابرين في الدنيا يا احبائي ويعوضهم الله ما يخسرون ويجزيهم الجنة يوم القيامة.
نساء العالمين.. &Quot;ميشا بنت يوسف&Quot; زوجة أيوب الصابرة والمخلصة - اليوم السابع
وقد كان رفضه القريب والبعيد، سوى زوجته رضي الله عنها، فإنها كانت لا تفارقه صباحاً ولا مساء إلا لخدمة الناس ثم ما تلبث أن تعود لخدمته ورعايته والقيام على شأنه. ولما طال عليه الأمر، واشتد به الحال، وانتهى القدر المقدور، وتم الأجل المحدد تضرع أيوب إلى ربه قائلاً: { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}، وفي الآية الأخرى، قال: { رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب}، فعند ذلك استجاب له أرحم الراحمين، وأمره أن يقوم من مقامه، وأن يضرب الأرض برجله، ففعل، فأنبع الله عيناً، وأمره أن يغتسل منها، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى، ثم أمره فضرب الأرض في مكان آخر، فأنبع له عيناً أخرى، وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان في باطنه من السوء، وتكاملت العافية ظاهراً وباطناً؛ ولهذا قال تعالى: { اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}. وقد روى البزار وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن نبي الله أيوب عليه السلام لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين، كانا من أخص إخوانه به، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال: أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين.
قصة أيوب عليه السلام - موقع مقالات إسلام ويب
قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: من ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله، فيكشف ما به، فلما راحا إليه، لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له. فقال أيوب: لا أدري ما تقول، غير أن الله يعلم أني كنت أمُرُّ على الرجلين يتنازعان، فيذكران الله عز وجل، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهية أن يذكرا الله إلا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحى الله تعالى إلى أيوب عليه السلام، أن { اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} فاستبطأته، فتلقته تنظر، فأقبل عليها، قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو على أحسن ما كان. فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك! هل رأيت نبي الله هذا المبتلى. فوالله على ذلك ما رأيت رجلاً أشبه به منك، إذ كان صحيحاً. قال: فإني أنا هو. قصه صبر ايوب عليه السلام. قال: وكان له أندران: أندر للقمح، وأندر للشعير - الأندر: البيدر - فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح، أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير حتى فاض). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": رجال البزار رجال الصحيح. وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بينما أيوب يغتسل عرياناً، خرَّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثو في ثوبه، فناداه ربه، يا أيوب!
قصة صبر أيوب - موقع مصادر
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن: 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Forum Rules
الانتقال السريع
ينتهي نسب نبي الله أيوب عليه السلام إلى إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. وكانت بعثته على الراجح بين موسى و يوسف عليهما السلام. وقد وردت قصته في القرآن الكريم باختصار في سورة الأنبياء، وسورة (ص). حاصل القصة
كان أيوب عليه السلام صاحب أموال كثيرة، وله ذرية كبيرة، فابتلاه الله في ماله وولده وجسده، فصبر على ذلك صبراً جميلاً، فأثابه الله على صبره، بأن أجاب دعاءه، وأعاد إليه أهله، ورزقه من حيث لا يحتسب. نساء العالمين.. "ميشا بنت يوسف" زوجة أيوب الصابرة والمخلصة - اليوم السابع. تفاصل القصة
قصة النبي أيوب عليه السلام جاءت في سورة الأنبياء على النحو التالي: { وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} (الأنبياء:83-84). وجاءت في سورة (ص) وفق التالي: { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب * اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب * ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} (ص:41-43). يخبرنا تعالى عن عبده ورسوله أيوب عليه السلام، وما كان ابتلاه به من الضر في جسده، وماله، وولده، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليماً سوى قلبه، ولم يبق له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، غير أن زوجته حفظت ودَّه؛ لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة، وتطعمه، وتخدمه نحواً من ثماني عشرة سنة.
ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى بي عن بركتك). ولهذا قال تعالى: { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب}، قال الحسن و قتادة: أحياهم الله تعالى له بأعيانهم، وزادهم مثلهم معهم. قال أبو حيان: "والجمهور على أنه تعالى أحيا له من مات من أهله، وعافى المرضى، وجمع عليه من شُتِّت منهم". وروى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: { وآتيناه أهله ومثلهم معهم}، قال: ( ردَّ الله تعالى امرأته إليه، وزاد في شبابها، حتى ولدت له ستاً وعشرين ذكراً). وقوله سبحانه: { رحمة منا} أي: رحمة به على صبره، وثباته، وإنابته، وتواضعه، واستكانته، { وذكرى لأولي الألباب} أي: عبرة لذوي العقول؛ ليعلموا أن عاقبة الصبر الفرج والمخرج والراحة. وفي سورة الأنبياء: { رحمة من عندنا وذكرى للعابدين}، أي: أجبنا دعاءه، وفعلنا معه ما فعلنا من ألوان الخيرات، من أجل رحمتنا به، ومن أجل أن يكون ما فعلناه معه عبرة وعظة وذكرى لغيره من العابدين، حتى يقتدوا به في صبره على البلاء، وفي المداومة على شكرنا في السراء والضراء. وقوله تعالى: { وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث}، ذكروا أن أيوب عليه السلام كان قد غضب على زوجته، ونقم عليها في أمر فعلته.
{ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}
قال ابن القيم رحمه الله في الرسالة التبوكية:
والهجرة الثانية الهجرة بالقلب الى الله ورسوله ، وهذه هي المقصودة هنا وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل ؛ وهجرة الجسد تابعة لها ، وهي هجرة تتضمن من وإلى ،
فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته
- ومن عبودية غيره إلى عبوديته
- ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه
- ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له إلى دعائه وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له. وهذا بعينه معنى الفرار إليه قال تعالى: { ففروا الى الله} فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه. اھ
ففروا إلى الله
وقال ابن عباس: فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم. وعنه: فروا منه إليه واعملوا
بطاعته. وقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: ( ففروا إلى الله) اخرجوا إلى
مكة. وقال الحسين ابن الفضل: احترزوا من كل شيء دون الله ، فمن فر إلى غيره لم يمتنع
منه. وقال أبو بكر الوراق: فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن. وقال الجنيد: الشيطان داع إلى الباطل ، ففروا إلى الله يمنعكم منه. وقال ذو النون المصري: ففروا من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الشكر. وقال عمرو بن عثمان: فروا من أنفسكم إلى ربكم. وقال أيضا: فروا إلى ما سبق لكم من الله ، ولا تعتمدوا على حركاتكم. خطبة عن قوله تعالى ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وقال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله. (
إني لكم منه نذير مبين) أي: أنذركم عقابه على الكفر والمعصية " انتهى. الجامع لأحكام القرآن " (17/53-54)
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
لما دعا العباد للنظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه ، أمر بما هو المقصود من
ذلك ، وهو الفرار إليه أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا ، إلى ما يحبه
ظاهرًا وباطنًا ، فرار من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن المعصية
إلى الطاعة ، و من الغفلة إلى ذكر الله ، فمن استكمل هذه الأمور فقد استكمل الدين
كله ، وقد زال عنه المرهوب ، وحصل له نهاية المراد والمطلوب.
تفسير قوله تعالى : ( ففروا إلى الله )
صحيفة تواصل الالكترونية
خطبة عن قوله تعالى ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
ولكن أهل الشقاء والقلوب القاسية ، ومن غلب عليهم الشيطان ،ومن زين لهم الشيطان سوء أعمالهم؛ فإنهم يتمادون في غيهم ، وكفرهم وضلالهم ، إلى أن يحيق بهم سوء أعمالهم: وتكون النتيجة: ﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 45].
ولَيْسَتْ مُفَرَّعَةَ فِعْلِ الأمْرِ المَحْذُوفِ؛ لِأنَّ المُفَرَّعَ بِالفاءِ هو ما يُذْكَرُ بَعْدَها. ففروا إلى الله. وقَدْ غُيِّرَ أُسْلُوبُ المَوْعِظَةِ إلى تَوْجِيهِ الخِطابِ لِلنَّبِيِّ ﷺ بِأنْ يَقُولَ لَهم هَذِهِ المَوْعِظَةَ؛ لِأنَّ لِتَعَدُّدِ الواعِظِينَ تَأْثِيرًا عَلى نُفُوسِ المُخاطَبِينَ بِالمَوْعِظَةِ. والأنْسَبُ بِالسِّياقِ أنَّ الفِرارَ إلى اللَّهِ مُسْتَعارٌ لِلْإقْلاعِ عَنْ ما هم فِيهِ مِنَ الإشْراكِ، وجُحُودُ البَعْثِ اسْتِعارَةٌ تَمْثِيلِيَّةٌ بِتَشْبِيهِ حالِ تَوَرُّطِهِمْ في الضَّلالَةِ بِحالِ مَن هو في مَكانٍ مَخُوفٍ يَدْعُو حالُهُ أنْ يَفِرَّ مِنهُ إلى مَن يُجِيرُهُ، وتَشْبِيهُ حالِ الرَّسُولِ ﷺ بِحالِ نَذِيرِ قَوْمٍ بِأنَّ دِيارَهم عُرْضَةٌ لِغَزْوِ العَدُوِّ، فاسْتُعْمِلَ المُرَكَّبَ وهو "فِرُّوا إلى اللَّهِ" في هَذا التَّمْثِيلِ. فالمُواجَهُ بِفِرُّوا إلى اللَّهِ المُشْرِكُونَ؛ لِأنَّ المُؤْمِنِينَ قَدْ فَرُّوا إلى اللَّهِ مِنَ الشِّرْكِ. والفِرارُ: الهُرُوبُ، أيْ: سُرْعَةُ مُفارَقَةِ المَكانِ تَجَنُّبًا لِأذًى يَلْحَقُهُ فِيهِ فَيُعَدّى بِمِنَ الِابْتِدائِيَّةِ لِلْمَكانِ الَّذِي بِهِ الأذى، يُقالُ: فَرَّ مِن بَلَدِ الوَباءِ ومِنَ المَوْتِ، والشَّيْءُ الَّذِي يُؤْذِي، يُقالُ: فَرَّ مِنَ الأسَدِ وفَرَّ مِنَ العَدُوِّ.
وقيل: هو خطاب من الله للخلق. { إني لكم منه} أي من محمد وسيوفه { نذير مبين} أي أنذركم بأسه وسيفه إن أشركتم بي؛ قاله ابن عباس. قوله تعالى { كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول} هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم؛ أي كما كذبك قومك وقالوا ساحر أو مجنون، كذب من قبلهم وقالوا مثل قولهم. والكاف من { كذلك} يجوز أن تكون نصبا على تقدير أنذركم إنذارا كإنذار من الرسل الذين أنذروا قومهم، أو رفعا على تقدير الأمر كذلك أي كالأول. والأول تخويف لمن عصاه من الموحدين، والثاني لمن أشرك به من الملحدين. والتمام على قوله { كذلك} عن يعقوب وغيره. { أتواصوا به} أي أوصى أولهم آخرهم بالتكذيب. وتواطؤوا عليه؛ والألف للتوبيخ والتعجب. { بل هم قوم طاغون} أي لم يوص بعضهم بعضا بل جمعهم الطغيان، وهو مجاوزة الحد في الكفر. { فتول عنهم} أي أعرض عنهم وأصفح عنهم { فما أنت بملوم} عند الله لأنك أديت ما عليك من تبليغ الرسالة، ثم نسخ هذا بقوله تعالى { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} وقيل: نسخ بآية السيف. والأول قول الضحاك؛ لأنه قد أمر بالإقبال عليهم بالموعظة. وقال مجاهد { فتول عنهم} فأعرض عنهم { فما أنت بملوم} أي ليس يلومك ربك على تقصير كان منك { وذكر} أي بالعظة فإن العظة { تنفع المؤمنين}.