فتاوى اللجنة الدائمة (١٩٦/١٨). س: المسلم الذي وظيفته بناء، هل يجوز له أن يبنيَ كنيسة للكفار؟
ج: لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبنيَ كنيسة أو محلًّا للعبادة ليس مؤسَّسًا على الإسلام الذي بعث الله به محمدًا؛ لأن ذلك من أعظم الإعانة على الكفر، وإظهار شعائره، والله عز وجل يقول: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾. فتاوى اللجنة الدائمة (٤٨٢/١٤). الخاتمة:
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
والمقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم التعاونُ على البر والتقوى، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علمًا وعملًا. فان العبد وحده لا يستقل بعلم ذلك ولا بالقدرة عليه، فاقتضت حكمة الرب سبحانه أن جعل النوع الإنساني قائمًا بعضه ببعضه، معينًا بعضه لبعضه. الرسالة التبوكية (ص، ١٠). فعلى المسلم أن يسعى دائمًا في التعاون على البر والتقوى في كل قول وعمل واعتقاد، وأن يسعى دائمًا في ترك التعاون على الإثم والعدوان في كل قول وعمل واعتقاد. فوائد قرآنية، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان - YouTube. والله أسأل أن يجعلنا كذلك إلى يوم نلقاه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فوائد قرآنية، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان - Youtube
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي السؤال الثاني من الفتوى رقم (6502) س2: هل العمل في البنوك الإسلامية وشركات الاستثمار الإسلامية جائز وحلال راتبه؟ ج2: لا بأس بالعمل في تلك البنوك إذا كانت لا تتعامل بالربا، ولا بأس أيضا في العمل في الشركات الاستثمارية إذا لم تستثمر أموالها فيما حرم الله. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان عضو: عبدالله بن قعود السؤال الأول من الفتوى رقم (6413) س1: إني أعمل عند رجل يتاجر في أعلاف الدواجن، ولكن يقترض من البنوك مبالغ للمتاجرة فيها مقابل فائدة متفق عليها، وأعمل محاسبا، وبحكم عملي أقوم بتسجيل عمولة البنك وفائدة البنك التي يفرضها علينا بحكم العقد. فما حكم الدين في عملي؟ ج1: لا يجوز لك ذلك العمل؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان، ولأن الذي يعمل في ذلك يشمله الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه» (*) أخرجه مسلم في صحيحه.
فصل: تأجير المسلم نفسه للكافر:|نداء الإيمان
وقفات مع القاعدة القرآنية:
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]
المقدمة
بسم الله، والحمد لله، أما بعد:
فهذه قاعدة من أعظم قواعد القرآن الكريم، وهي تشتمل على علم كثير، ونفعٍ كبير، ويُستدل بها على مسائلَ كثيرة لا تحصى، وقد وصف العلامة المفسر ابن جُزَيٍّ هذه الآية بأنها: وصية عامة. واللهَ أسأل أن ينفع بهذه الوقفات ويتقبلها. الوقفة الأولى:
في دلالة الآية في الأمر بالتعاون على كل أنواع البِرِّ والخير وما فيه تقوى لله تعالى.
وقفات مع القاعدة القرآنية: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)
وهذا وعيد من الله جل ثناؤه وتهدُّدٌ لمن اعتدى حدَّه وتجاوز أمره. يقول عز ذكره: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ يعني: واحذروا الله، أيها المؤمنون، أن تلقوه في معادكم وقد اعتديتم حدَّه فيما حدَّ لكم، وخالفتم أمره فيما أمركم به، أو نهيَه فيما نهاكم عنه، فتستوجبوا عقابه، وتستحقوا أليم عذابه. ثم وصف عقابه بالشدة فقال عز ذكره: إن الله شديدٌ عقابه لمن عاقبه من خلقه؛ لأنها نار لا يطفأ حَرُّها، ولا يخمد جمرها، ولا يسكن لهبها، نعوذ بالله منها، ومن عملٍ يقرِّبنا منها. انتهى. ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ على من عصاه وتجرَّأ على محارمه، فاحذروا المحارم لئلا يحلَّ بكم عقابه العاجل والآجل. انتهى. الوقفة الرابعة:
وهي أمثلة من أمثلة كثيرة على هذه القاعدة من فتاوى العلماء.
كتاب المسائل الماردينية (ص٢٥١). قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:
فإذا كنت في حاجة أخيك في الزواج أو أختك أو بنتك، فأنت على خيرٍ عظيم، أو ابن أخيك، ويقول جلَّ وعلا: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾، فالتعاون على الزواج من التعاون على البر والتقوى، نسأل للجميع التوفيق والهداية. فتاوى نور على الدرب (١٦/٢٠). وجاء في فتاوى العلامة ابن باز رحمه الله تعالى، قوله: لا يجوز لكم ولا لغيركم بيعُ الصحف والمجلات المشتملة على الصور النسائية أو المقالات المخالفة للشرع المطهر؛ لقول الله سبحانه: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾. مجموع فتاوى ابن باز (٧٩/١٩). وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
س: حكم طلب المساعدة في بناء المسجد؟
ج: يجوز ذلك؛ لأن هذا من التعاون على البر والتقوى، قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾. فتاوى اللجنة الدائمة (٢٤٥/٦). وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة قولهم:
لا يحل العمل في البنوك التي تتعامل بالربا؛ لأن في هذا عونًا لها على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾، والكسب الحاصل عن ذلك كسب خبيث.
وقد تكنى العرب عن النساء بالنعاج، لكن لا يجوز تفسير النعاج في قصة داود عليه السلام مع الخصمين المذكورة في القرءان بالنساء كما فعل هؤلاء المفسرون فقد أساءا بتفسيرهم هذا لأن ما ذكروه لا يليق بنبي الله داود عليه الصلاة والسلام، يقول الحافظ تقي الدين السبكي العالم الجليل: النعجة في الآية هي النعجة الحقيقية، والخصمان من البشر. فافهم ذلك أخي المسلم رحمك الله بتوفيقه. فائدة: في تفسير قول الله تبارك وتعالى:{يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}سورة ص. قصه داود عليه السلام موضوع. هذا خطابٌ من الله تبارك وتعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام، وفيه وصية من الله عز وجل لولاة الأمور وحكام الناس أن يحكموا بين الناس بالحق والعدل واتباع الحق المنزل من عنده تبارك وتعالى لا ما سواه من الآراء والاهواء، وتوعّد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية من سلك غير ذلك وحكم بغير ذلك وضل عن سبيل الله بأنَّ لهم العذاب الشديد يوم القيامة، وقد كان نبي الله داود عليه الصلاة والسلام هو المقتدى به في ذلك الزمان في العدل وكثرة العبادة وأنواع القربات، قال الله تعالى:{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}سورة سبأ.
قصه داود عليه السلام موضوع
قصة داودَ عليه السلام (2) أخبار داود عليه السلام
انتقل الملك إلى داود بعد مقتل طالوت وبنيه، وجمع الله لداود النبوة مع الملك، فأقبل الناس على داود يعلنون الطاعة، ولما اجتمع بنو إسرائيل على داود أنزل الله عليه الزبور، كتابًا فيه تجديد للشريعة التي أتى بها موسى عليه السلام، وعلَّمه الله صنعة الدروع من الحديد، وألانه له، إما بتشكيله كما يريد معجزة له، وإما باستخدام وسيلة لإلانته؛ كالنار التي تستخدم لهذا الغرض حتى اليوم.
قصه سيدنا داود عليه السلام
وقال تعالى: { ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير} [ سبأ: 10 ، 11]. وقال تعالى: { وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون} [ الأنبياء: 79 ، 80]. أعانه الله على عمل الدروع من الحديد; ليحصن المقاتلة من الأعداء ، وأرشده إلى صنعتها وكيفيتها ، فقال: { وقدر في السرد} أي: لا تدق المسمار فيقلق ، ولا تغلظه فيفصم. قاله مجاهد ، وقتادة ، والحكم ، وعكرمة ، وغيرهم. قال الحسن البصري ، وقتادة ، والأعمش: كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده ، لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة. ملخص قصة داود عليه السلام - ستات دوت كوم: دليلك في عالم المرأة. قال قتادة: فكان أول من عمل الدروع من زرد ، [ ص: 303] وإنما كانت قبل ذلك من صفائح. قال ابن شوذب: كان يعمل كل يوم درعا يبيعها بستة آلاف درهم. وقد ثبت في الحديث الصحيح: أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده. وقال تعالى: { واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} [ ص: 17 - 20].
قصة داود عليه السلام
وكان داود عليه السلام يصنع دروع من حلقات حديدية تساعد المحارب في التحرك بحرية وتحمي جسمه من السيوف والخناجر، وكانت أفضل من الدروع الموجودة في ذلك الوقت. قصه سيدنا داود عليه السلام. وقد كان نبي الله داود عليه السلام مع ما أتاه الله تبارك وتعالى من المُلك والنعم الكثيرة يأكل من كسب يده، ويقوم الليل والنهار في طاعة الله سبحانه وتعالى، وقد ثبت في الحديث: "إنَّ أطيب ما أكل الرجل من كسبه وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده". من نعم الله على داود أنه وهبه صوتاً جميلا، فكان يصلي ويسبح لله بصوته الجميل فتخشع قلوب الناس، ومن شدة خشوع داود في العبادة والتسبيح، أمر الله الطير والجبال أن تسبح معه، وقد أنزل الله على داود كتاباً جميلا اسمه الزبور ليسبح الله بما جاء فيه. رُزق داود بابن أسماه سُليمان، وفي يوم من الأيام جلس داود ليحكم بين الناس، فدخل عليه رجلان فقال الأول: إن غنم هذا الرجل دخلت حقلي وأكلت كل زرعي، وقد جئت إليك لتحكم بيننا، فسأل داود الرجل الثاني: هل فعلت غنمك هذا؟ فقال الرجل: نعم، فحكم داود بأن يأخذ صاحب الحقل غنم الرجل تعويضًا عن الزرع. فاستأذن سليمان من أبيه أن يقول شيء فسمح له داود فقال عندي حكم آخر يا أبي، ليأخذ صاحب الغنم الحقل ليصلحه، ويأخذ صاحب الحقل الغنم لينتفع بها حتى يعود الحقل كما كان، فيأخذ صاحب الحقل حقله ويأخذ صاحب الغنم غنمه، فقال داود: هذا حُكم عظيم يا سُليمان، الحمد لله الذي وهبك الحكمة.
فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه
3
0
959
وكان داودُ من العباد الزهاد رغم نعيم الملك: { إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} [ص: 18]، فكانت الجبال تسبح اللهَ معه؛ وذلك لحُسن صوته، وكان تسبيحه مساءً وصباحًا، { وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} [ص: 19]، وكانت الطيرُ تجتمع لهذا الصوت الحسن وتردد معه التسبيح، وذكر "الطبري" أن الله أمر الجبال والطير أن يسبِّحْن معه إذا سبح، ولم يعطِ الله - فيما يذكرون - أحدًا من خلقه مثل صوته، كان إذا قرأ الزبور ترنو له الوحوش حتى يؤخذ بأعناقها وإنها لمصيخة تسمع لصوته؛ "أي من شدة انجذابها للصوت تستسلم لمن يأخذ بأعناقها ولا تقاوم".