وقيل في ذلك غير هذا القول, فقال بعضهم: أما المؤمن, فيعجل له عقوبة سيئاته في الدنيا, ويؤخِّر له ثواب حسناته, والكافر يعجِّل له ثواب حسناته, ويؤخر له عقوبة سيئاته. *ذكر من قال ذلك: حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي, قال: ثنا محمد بن بشر, قال: حدثنيه محمد بن مسلم الطائفي, عن عمرو بن قتادة, قال: سمعت محمد بن كعب القرظي, وهو يفسِّر هذه الآية: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) قال: من يعمل مثقال ذرَّة من خير من كافر ير ثوابه في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده, حتى يخرج من الدنيا, وليس له عنده خير ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) من مؤمن ير عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده, حتى يخرج من الدنيا وليس عنده شيء. حدثني محمود بن خِداش, قال: ثنا محمد بن يزيد الواسطي, قال: ثنا محمد بن مسلم الطائفي, عن عمرو بن دينار, قال: سألت محمد بن كعب القرظي, عن هذه الآية: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) قال: من يعمل مثقال ذرَّة من خير من كافر, ير ثوابها في نفسه وأهله وماله, حتى يخرج من الدنيا وليس له خير; ومن يعمل مثقال ذرة من شر من مؤمن, ير عقوبتها في نفسه وأهله وماله, حتى يخرج وليس له شر.
- ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
- القاعدة الثامنة والثلاثون: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) | موقع المسلم
- يوم تبلى السرائر ... أليس الدنيا دار البلاء وليست الآخرة ؟ - ملتقى أهل التفسير
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الطارق - الآية 9
- يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ - ناصحون
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
[٣]
نظرة في سورة الزلزلة
سورة الزلزلة مدنية النزول وعدد آياتها ثمان، حملت في ألفاظها صيحة عظيمة وزلزال يهز القلب والأرض، فلا يكاد الإنسان يفيق من رعب الزلزال حتى يواجه يوم القيامة بما يحمله من حساب وجزاء في مشهد يخلع كل فؤاد ويهز كل ثابت وكيان، [٤] فقد اشتملت السورة على أحكام الآخرة وما به من إخراج لما تحمل الأرض في أعماقها، وما بها من أهوال ويوم الوعيد، وتأكيداً على بعث الناس ونشورهم، فعودة البشر ثابتة لخالقهم جلّ وعلا، فمن عمل خيراً سيرى الأجر والثواب، ومن عمل شراً سيرى الحساب والعقاب. [٥]
المراجع
↑ سورة الزلزلة، آية: 7-8. ↑ "التفاسير" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2018. بتصرّف. ↑ "تفسير القرآن" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2018. بتصرّف. القاعدة الثامنة والثلاثون: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) | موقع المسلم. ↑ جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 93-94، جزء 12. بتصرّف. ↑ سعيد حوّى (1424 هـ)، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 6632، جزء 11. بتصرّف.
القاعدة الثامنة والثلاثون: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) | موقع المسلم
حدثنا ابن المثنى وابن بشار, قالا ثنا أبو داود, قال: ثنا عمران, عن قتادة, عن أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ المُؤْمِنُ حَسَنَةً يُثابُ عَلَيْها الرّزْقَ فِي الدنْيا, ويُجْزى بِها فِي الآخِرَةِ; وأمَّا الكافِرُ فَيُعْطِيهِ بِها فِي الدنْيا, فإذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ, لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنةٌ ". حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا ليث, قال: ثني المعلى, عن محمد بن كعب الْقُرَظي, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أحْسَنَ مِنْ مُحْسِنٍ، مُؤْمِنٍ أوْ كَافِرٍ إلا وَقَعَ ثَوَابُهُ عَلى الله فِي عاجِل دُنْيَاهُ, أَوْ آجِلِ آخِرَتِهِ ". حدثني يونس بن عبد الأعلى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني يحيى بن عبد الله, عن أبي عبد الرحمن الحُبَليِّ, عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: أنـزلت: ( إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا) وأبو بكر الصدّيق قاعد, فبكى حين أنـزلت, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يُبْكِيكَ يا أبا بَكْرٍ؟ " قال: يُبكيني هذه السورة, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَوْلا أنَّكُمْ تُخْطِئونَ وَتُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ لَخَلَقَ اللهُ أُمَّةً يُخْطِئُونَ وَيُذْنِبُونَ فَيَغْفرُ لَهُمْ".
نسأل الله تعالى أن يضاعف لنا الحسنات، وأن يتجاوز عن السيئات، وأن ييسر لنا الخير، ويعيذنا من موارد الشر، والحمد لله رب العالمين. __________________
(1) ينظر: القواعد الحسان للسعدي: (141)، والتحرير والتنوير 30/436 حيث قال: "وهذه الآية معدودة من جوامع الكلم". (2) البخاري (2242) ومسلم (987). (3) التمهيد 4/219. (4) ينظر في هذه الآثار كلها: الدر المنثور 15/593. (5) الدر المنثور 15/591. (6) مسلم (2245). (7) البخاري (3140)، ومسلم (2619) واللفظ له. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. (8) الزهد للإمام أحمد: (384). (9) التمهيد 2/84. (10) أبو داود (4877)، الترمذي (2502). (11) مسلم (2626). (12) مسلم (2618). (13) مسلم (1914).
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) قوله تعالى: يوم تبلى السرائر فيه مسألتان: الأولى: العامل في يوم - في قول من جعل المعنى إنه على بعث الإنسان - قوله لقادر ، ولا يعمل فيه رجعه لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إن. وعلى الأقوال الأخر التي في إنه على رجعه لقادر ، يكون العامل في ( يوم) فعل مضمر ، ولا يعمل فيه لقادر; لأن المراد في الدنيا. وتبلى أي تمتحن وتختبر وقال أبو الغول الطهوي: ولا تبلى بسالتهم وإن هم صلوا بالحرب حينا بعد حين ويروى ( تبلى بسالتهم). يوم تبلى السرائر ... أليس الدنيا دار البلاء وليست الآخرة ؟ - ملتقى أهل التفسير. فمن رواه ( تبلى) - بضم التاء - جعله من الاختبار وتكون البسالة على هذه الرواية الكراهة كأنه قال: لا يعرف لهم فيها كراهة. و ( تبلى) تعرف. وقال الراجز: قد كنت قبل اليوم تزدريني فاليوم أبلوك وتبتليني أي أعرفك وتعرفني. ومن رواه ( تبلى) - بفتح التاء - فالمعنى: أنهم لا يضعفون عن الحرب وإن تكررت عليهم زمانا بعد زمان. وذلك أن الأمور الشداد إذا تكررت على الإنسان هدته وأضعفته. وقيل: تبلى السرائر: أي تخرج مخبآتها وتظهر ، وهو كل ما كان استسره الإنسان من خير أو شر ، وأضمره من إيمان أو كفر كما قال الأحوص: سيبقى لها في مضمر القلب والحشا سريرة ود يوم تبلى السرائر الثانية: روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ائتمن الله تعالى خلقه على أربع: على الصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والغسل ، وهي السرائر التي يختبرها الله - عز وجل - يوم القيامة ".
يوم تبلى السرائر ... أليس الدنيا دار البلاء وليست الآخرة ؟ - ملتقى أهل التفسير
تفسير و معنى الآية 9 من سورة الطارق عدة تفاسير - سورة الطارق: عدد الآيات 17 - - الصفحة 591 - الجزء 30. ﴿ التفسير الميسر ﴾
يوم تُخْتَبر السرائر فيما أخفته، ويُمَيَّز الصالح منها من الفاسد، فما للإنسان من قوة يدفع بها عن نفسه، وما له من ناصر يدفع عنه عذاب الله. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«يوم تبلى» تختبر وتكشف «السرائر» ضمائر القلوب في العقائد والنيات. يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ - ناصحون. ﴿ تفسير السعدي ﴾
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ أي: تختبر سرائر الصدور، ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه قال تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ففي الدنيا، تنكتم كثير من الأمور، ولا تظهر عيانًا للناس، وأما في القيامة، فيظهر بر الأبرار، وفجور الفجار، وتصير الأمور علانية. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( يوم تبلى السرائر) وذلك يوم القيامة تبلى السرائر ، تظهر الخفايا قال قتادة ومقاتل: تختبر [ الأعمال] قال عطاء بن أبي رباح: السرائر فرائض الأعمال ، كالصوم والصلاة [ والوضوء] والاغتسال من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله تعالى وبين العبد ، فلو شاء العبد لقال: صمت ولم يصم ، وصليت ، ولم يصل ، واغتسلت ولم يغتسل ، فيختبر حتى يظهر من أداها ممن ضيعها.
أبجد: أسلوب جديد للقراءة العربية
أبجد هو تطبيق القراءة رقم واحد في العالم العربي. تضم مكتبة أبجد أحدث وأهم الكتب والروايات، بالإضافة إلى الكتب الأكثر مبيعاً والكتب الأكثر رواجاً من شتّى المجالات، مثل الروايات والقصص، كتب الأدب، الكتب التاريخية، الكتب السياسية، كتب المال والأعمال، كتب الفلسفة وكتب التنمية البشرية وتطوير الذات وغيرها.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الطارق - الآية 9
ولما كان الدين كُلًا متكاملًا؛ فإن كل خصلة ذميمة يتخلص منها الإنسان تأخذ معها أختها، فإذا تخلص الإنسان من الحسد مثلًا فغالبًا يذهب معه الحقد و الضغينة و العكس صحيح، فالإنسان إذا لم يحمل في قلبه الغل لأحد فلن يحسد. و إذا تخلص الإنسان من الشرك فلن يجد نفسه مضطرًا للنفاق أو الرياء ، فالعمل الذي يرجو به وجه الله وحده سيتحرى أن يقوم به بعيدًا عن أعين الناس و طلب ثنائهم. و الإنسان الذي يُرْزَق التوكل على الله لن يجد نفسه مضطرًا لتملق أو مداهنة أحد من عباده. و لذا الحديث الذي بدأنا به هو صدى للآيتين الكريمتين الأولى قوله تعالى: { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9]. لأن الأعمال قد تكون كثيرة و غزيرة ولكن لم يرد بها وجه الله و الرد عليها في قوله تعالى: { وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} [ الفرقان:23]. يوم تبلى السرائر. أما الآية الأخرى في سورة الهمزة في قوله تعالى: { كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ. نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ. الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [الهمزة:4 -7]. حيث لا قيمة للعمل الظاهري و قد خلا من الإخلاص أو شابه سوء نية، أو أريد به الخير ظاهريًا و هو حقيقةً لضرر المسلمين، أو أُريدَ به حتى مجرد إيلام مسلم واحد أو إيذاءه فحرمة المسلم عند الله عظيمة ولا يستبعد أن يدرج المسلم الذي يخون المسلمين باطنًا مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار بعد امتحان السرائر و الأفئدة.
*- الهداية إلى الحق، والتوفيق إلى الصواب، عندما تحتار العقول والأفهام. والحمد لله رب العالمين. ----------------------------------------
[1] مسلم: (2564). [2] البخاري كتاب الإيمان (52)، مسلم كتاب المساقات (1599). [3] حلية الأولياء 4 / 70. [4] بدائع التفسير 5 / 185. [5] بدائع التفسير 5 / 185. [6] صفة الصفوة 1 / 420. [7] المصدر السابق 4 / 145. [8] سير أعلام النبلاء 2 / 572. [9] المصدر السابق 8 / 97. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الطارق - الآية 9. [10] سير أعلام النبلاء 4 / 576. [11] مدارج السالكين 1 / 436. [12] صفة الصفوة 2 / 234. [13] المصدر السابق 4 / 122. [14] روضة المحبين ص280. [15] البخاري، كتاب الإيمان (34)، مسلم (58) واللفظ له.
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ - ناصحون
ويشرح هذا ما نقله صاحب الحلية - رحمه الله تعالى - عن وهب قوله: (ولا تظن أن العلانية هي أنجح من السريرة، فإنَّ مثل العلانية مع السريرة، كمثل ورق الشجر مع عرقها، العلانية ورقها، والسريرة عرقها. إن نُخر العرق هلكت الشجرة كلها، ورقها وعودها، وإن صلحت صلحت الشجرة كلها، ثمرها وورقها، فلا يزالُ ما ظهر من الشجرة في خيرٍ, ما كان عرقها مستخفيًا، لا يُرى منه شيء، كذلك الدين لا يزال صالحًا ما كان له سريرةً صالحة، يصدق الله بها علانيته، فإنَّ العلانية تنفعُ مع السريرة الصالحة، كما ينفع عرق الشجرة صلاح فرعها، وإن كان حياتها من قبل عرقها، فإن فرعها زينتها وجمالها، وإن كانت السريرة هي ملاك الدين، فإنَّ العلانية معها تزين الدين وتجمله، إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلا رضاء ربه - عز وجل -) [3]. ويقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله - تعالى -: ((يَومَ تُبلَى السَّرَائِرُ)): (وفي التعبير عن الأعمال بالسر لطيفة، وهو أنَّ الأعمال نتائج السرائر الباطنة، فمن كانت سريرتهُ صالحة، كان عمله صالحًا، فتبدو سريرته على وجهه نورًا وإشراقًا وحياء، ومن كانت سريرته فاسدة، كان عمله تابعًا لسريرته، لا اعتبار بصورته، فتبدو سريرته على وجهه سوادًا وظلمة وشينًا، وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته، فيوم القيامة تبدو عليه سريرته، ويكون الحكم والظهور لها) [4].
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 13/12/2020 ميلادي - 28/4/1442 هجري
الزيارات: 19270
إصلاح السَّرائر
الحمد لله الحليمِ الغفَّار، العزيزِ الجبار، والصلاةُ والسلام على النبيِّ المُختار، وآله وصحبه ما تعاقَبَ الليل والنهار. أمَّا بعد: السَّريرة أمرها عظيم، وشأنها خطير، وهي لا تخفى على الله تعالى - وإن خَفِيَتْ على الناس؛ لأنَّ السر عنده علانية، وخفايا القلوب له بادية. والسريرة: هي ما يكتمه المرءُ ويُخْفِيه في نفسه من خيرٍ أو شر. وقد حذَّرَنا الله تعالى من يومٍ تبدو فيه السرائر وتُختبر، وتَنْكشف فيه البواطِنُ وتُمتَحَن، فيَظْهر ما فيها من الإخلاص والصِّدق واليقين، أو ما يُضادُّه من النِّفاق والكذب، والرِّياء، والحسد، والعُجْبِ والكِبْر، والحرصِ على الشُّهرة والظُّهور، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ﴾ [الطارق: 9]؛ وقال سبحانه: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]. فحرِيٌّ لِمَنْ خاف مقامَ ربِّه؛ أنْ يُعِدَّ لهذا اليوم عُدَّتَه، ويسعى - ما دام في الزَّمنِ مُهلة - إلى إصلاح سريرته، وسلامةِ قلبه؛ لَعلَّه ينجو من الخِزْيِ والفضيحة، والعقوبةِ يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].