قال القرطبي: فيجبُ على كلِّ مُكلف، أنْ يعتقد أنَّ النَّصر على الإطلاق إنما هو لله تعالى، كما قال: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ) (آل عمران: 16). وأنَّ الخُذلان منه. معنى اسم الله البصير. ولا يجوز أنْ يُقال منها: خَاذل، لأنه لم يَرِد به إذنٌ. والنَّصْرُ يَسْتدعي ناصراً ومَنْصُوراً ومنصُوراً عليه، فتأييد اللهُ أولياءه المؤمنين بالملائكة؛ نصرٌ لهم على أعْدَائهم، كما نصرَ نبيه عليه السلام وصحبه يوم بدر بالملائكة، فيكون المَلَكُ على هذا منصوراً على أعداء المؤمنين، وأعداءُ المؤمنين أعداءٌ لله ولملائكته، وقد يكون نصرُ الله للمَلكِ عونه على عبادته وطاعته، إذْ ليس له عدوٌ في مقابلته؛ لأنه نورٌ كلُّه؛ فلا ظُلمة تجاذبُه! فهذه النُّصْرة لا تَسْتدعي منصوراً عليه، والإنْسَان يُجاذبه عدُوه: إبليس والهوى، فإذا نَصَره الله نَصْراً باطناً؛ فعلى هؤلاء يَنْصره، وإذا نَصَره نصْراً ظاهراً؛ فَيَنصره على أعْدائه الكافرين، وجميع الظالمين، فإنْ أصابَ فهل يعي هذا المسلمون!! فيتركوا الالتجاء إلى الشرق والغرب – طلباً للنصر والقوة والعزة – ويلجاؤوا إلى المولى النصير سبحانه وتعالى، ويصطلحوا معه بدلاً من الاصْطلاح مع أعدائه؟!!
التعريف باسم الله (البصير) | معرفة الله | علم وعَمل
قال الترمذي: قوله:"عَضُدي": يعني عَوني. وقال الخطابي: قوله" أحُولُ" معناه أحْتَال. وقال ابن الأنباري: "الحَوْل" معناه في كلام العرب: الحِيلة، يقال: ما للرجل حولٌ؛ وما له مَحالة، قال: ومنه قولك: لا حَولَ ولا قوةَ إلا بالله، أي: لا حيلةَ في دَفْع سُوءٍ، ولا قوةَ في دَرْك خيرٍ ؛ إلا بالله. التعريف باسم الله (البصير) | معرفة الله | علم وعَمل. وفيه وجهٌ آخر: وهو أنْ يكونَ معناه: المنْعُ والدَّفْع، مِنْ قولك: حالَ بين الشَّيئين، إذا منَعَ أحدهما عن الآخر، يقول: لا أمْنَع، ولا أدْفع إلا بك. 5- وكان يقولُ في دُعائه صلى الله عليه وسلم: "لا إله إلا اللهُ وحْده، أعزَّ جُنْده، ونَصَرَ عبْده، وغَلبَ الأحْزابَ وحدَه، فلا شيءَ بعده". ولما ثَقُلت على أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شروط"الحُدَيْبية"؛ قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: فأتيتُ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم؛ فقلتُ: ألسْتَ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قلتُ: ألسْنا على الحقِّ؛ وعدُونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنيَّة في دِيننا إذاً ؟! قال: "إنِّي رسولُ الله، ولسْتُ أعْصِيه، وهو نَاصِري…". من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي
شرح اسم الله السميع
في كتابه (الإحياء) أشار الغزالي إلى أن ثمة مصطلحاتٍ ومفاهيمَ تم تبديلها، ونَقْلها إلى معانٍ لم تكن مرادةً منها في القرن الإسلامي الأول؛ فصارت هذه المفاهيم والمصطلحات- بسبب هذا التبديل- محلَّ ذم، بعد أن كانت تُستعمل في المدح. وذكر مثالاً على ذلك خمسة ألفاظ، هي: الفقه، والعلم، والتوحيد، والتذكير، والحكمة. (7) اسم الله (السميع) - شرح وأسرار الأسماء الحسنى - هاني حلمي عبد الحميد - طريق الإسلام. وقال: "فهذه أسامٍ محمودة، والمتصفون بها أرباب المناصب في الدين؛ ولكنها نُقلت الآن إلى معانٍ مذمومة، فصارت القلوب تنفر عن مذمة من يتصف بمعانيها، لشيوع إطلاق هذه الأسامي عليهم". ثم أوضح الغزالي أن (الفقه) تم التصرف فيه "بالتخصيص، لا بالنقل والتحويل؛ إذ خصصوه بمعرفة الفروع الغريبة في الفتاوى، والوقوف على دقائق عللها، واستكثار الكلام فيها، وحفظ المقالات المتعلقة بها؛ فمن كان أشد تعمقًا فيها وأكثر اشتغالاً بها يقال هو الأفقه". أما معنى (الفقه) في العصر الأول فقد كان "مُطلَقًا على علم طريق الآخرة، ومعرفة دقائق آفات النفوس، ومفسدات الأعمال، وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا، وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة، واستيلاء الخوف على القلب؛ ويدلك عليه قوله عز وجل: {لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} (التوبة: 122).
(7) اسم الله (السميع) - شرح وأسرار الأسماء الحسنى - هاني حلمي عبد الحميد - طريق الإسلام
سادسًا: أنَّ العبد إذا دعا ربَّه فسمع دعاءَه سماعَ إجابةٍ، وأعْطاه ما سأله وعلى حسبِ مُرادِه ومطلبه، أو أعطاه خيرًا منْه، حصل له بذلك سُرُور يَمْحو من قلْبِه آثارَ ما كان يجِدُه من وحشة البعد، فإنَّ للعطاء والإجابة سرورًا وأنسًا وحلاوة، وللمنْع وحشة ومرارة، فإذا تكرَّر منْه الدُّعاء، وتكرَّر من ربِّه سماع وإجابة لدعائه، محا عنه آثار الوحشة، وأبدله بها أنسًا وحلاوة؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186] [9] ، [10]. والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحْبِه أجْمعين. [1] ص 526 برقم 2736، وصحيح مسلم: ص 1075 برقم 2677. [2] ص 163 برقم 796، وصحيح مسلم: ص 175 برقم 409. [3] صحيح مسلم: ص 174 برقم 404. [4] جزء من حديث رواه الترمذي في سننه: ص 549 برقم 3482، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبدالله بن عمرو. شرح اسم الله السميع. [5] "طريق الهجرتين" ص 76، نقلاً عن كتاب "الأسماء الحسنى والصفات العلى"؛ للشيخ عبدالهادي وهبي ص 144. [6] كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 134] ص (1408)، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: (40 /228) برقم (24195)، وقال محقِّقوه: إسناده صحيح على شرْط مسلم.
والله تعالى قادرٌ على نصرة دينه، فإنه نصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزَمَ الأحزاب وحده، فإنه القوي القادر على كل شيء، ولكنه ابتلى عباده بذلك، ليظهر من ينصر دينه وشرعه ممن يتولى عن نصرته، قال سبحانه: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ) (محمد: 4). وقال: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ) (التوبة: 40). 3- أوْضَح الله تعالى لعباده: أنه لا ناصرَ لهم دُونه، ولا معينَ لهم سواه، وذلك في آياتٍ كثيرة، لتتوجه قلوبُهم له، وأكفُّهم بالضَّراعة إليه. قال سبحانه: (ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة: 107)، وقد تكرّرت في القرآن تأكيداً لهذا المعنى. وقال سبحانه: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ) (الملك: 20). وقال: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل عمران: 126). وأيقن بذلك عباده المؤمنون؛ فقال نوحٌ عليه السلام لقومه، حين عابوا عليه اتباع الفقراء والضُّعفاء لدَعْوته، وأمروه بطردهم: (وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) (هود: 30).
شارك الكتاب مع الآخرين بيانات الكتاب المؤلف مسلم بن محمد بن ماجد الدوسري عدد الأجزاء 1 عدد الأوراق 437 رقم الطبعة 1 بلد النشر السعودية نوع الوعاء كتاب دار النشر دار زدني تاريخ النشر 1428هـ 2007 م المدينة الرياض
الوصف
مراجعات (0)
المراجعات لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يقيم "الممتع في القواعد الفقهية"
لأول مرة : الممتع في القواعد الفقهية ، د. مسلم الدوسري Pdf - {منتديات كل السلفيين}
الأصل في الأشياء الإباحة الأصل في جميع الأعيان أنّها مباحةٌ مهما اختلفت الأصناف والأوصاف، فهي حلالاً مطلقاً دون أي قيدٍ أو شرط، ما لم يرد دليلٌ على تحريمه، فالأطعمة والأشربة مباحةٌ ما لم تتضمّن ضرراً معتبراً مؤثراً، فالأشياء المضرّة محرّمةٌ في الأصل وتستثنى من قاعدة الأصل الإباحة، كما يستثنى منها اللحوم والذبائح المحرّمة في أصلها إلّا إن ذُكّت بالطريقة الصحيحة المشروعة، كما أنّ الملابس الأصل فيها الإباحة إلا ما ورد دليلٌ يحرّمها؛ كتحريم الحرير على الرجال وتحريم بعض الجلود التي لا تُطهر بالدباغة. المشقة تجلب التيسير يقصد بالمشقة التعب والعناء، ويقصد بالتيسير السهولة، والمقصود من القاعدة أنّ الفعل الذي يترتب عليه حرجٌ شديدٌ على المكلّف أو مشقةٌ بالغةٌ متعلّقة بالنفس أو المال فيخفّف في حكمه، ومن الأمثلة على القاعدة: الرخص المتعلّقة بالسفر والمرض والإكراه والنسيان والجهل والنقص والعسر التي خفّفت الأحكام بتحقّقها. المصدر:
كتاب الممتع في القواعد الفقهية - Pdf
هذا الموقع علما ينتفع به عن روح المرحوم بإذن الله المحامي رشدي عبد الغني عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أو علم ينتفع به)، إما كتب ألفها وانتفع بها الناس، أو اشتراها، ووقفها وانتفع بها الناس أو نشره بين الناس وانتفع به المسلمون وتعلموا منه، وتعلم بقية الناس من تلاميذه، فهذا علم ينفعه، فإن العلم الذي مع تلاميذه، ونشره بين الناس ينفعه الله به أيضاً كما ينفعهم أيضاً.
تحميل كتاب الممتع في القواعد الفقهية نسخة مصورة Pdf - مكتبة نور
كلهم من طريق عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا بدون هذه اللفظة. زاد مسلم وابن ماجه (وأبو الزبير) مع عمرو بن دينار. وأخرجه أبو داود في سننه (١/ ٦٦٧ رقم ١١١٧) كتاب الصلاة، باب
الممتع في القواعد الفقهية - مكتبة دار المحدث
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
الممتع في القواعد الفقهية - نسخة مصورة يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "الممتع في القواعد الفقهية - نسخة مصورة" أضف اقتباس من "الممتع في القواعد الفقهية - نسخة مصورة" المؤلف: د. مسلم بن محمد الدوسري الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "الممتع في القواعد الفقهية - نسخة مصورة" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...