﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾
سماحة الشيخ محمد صنقور - عدد القراءات: 2281 - نشر في: 08-نوفمبر-2007م
معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾
المسألة:
يتكلم القران عن جنة عرضها السموات والأرض فكم طولها؟ ولماذا لم يذكر الطول في الآيات؟ وأين تقع جهنم؟
الجواب:
المراد من العرض في الآية الشَّريفة -كما استظهر الكثير من المفسرين- هو السعة وليس هو العرض المقابل للطول، وعليه يكون معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾ آل عمران/133، أنّ سعة الجنّة هي سعة السماوات والأرض طولاً وعرضًا. وليس المراد من الآية أنَّ الجنة يكون موقعها السماوات والأرض حتى يُسئل عن موقع النار، فإنَّ الأرض الدنيوية سوف لن تكون هي بعينها في الآخرة وكذلك السماوات. وهذا ما يستفاد من قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ إبراهيم/48، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ الأنبياء/104، وقوله تعالى: ﴿والسماوات مطويات بيمينه﴾ الزمر/67، وقوله تعالى: ﴿إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا / وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا / فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا﴾ الواقعة/4-6، وغيرها من الآيات المباركة.
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 133
- تفسير آية: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
- موقع هدى القرآن الإلكتروني
- معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 133
القول في تأويل قوله ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ( 133))
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "وسارعوا " ، وبادروا وسابقوا "إلى مغفرة من ربكم " ، يعني: إلى ما يستر عليكم ذنوبكم من رحمته ، وما يغطيها عليكم من عفوه عن عقوبتكم عليها "وجنة عرضها السماوات والأرض " ، يعني: وسارعوا أيضا إلى جنة عرضها السماوات والأرض. ذكر أن معنى ذلك: وجنة عرضها كعرض السماوات السبع والأرضين السبع ، إذا ضم بعضها إلى بعض. ذكر من قال ذلك:
7830 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط ، عن السدي: "وجنة عرضها السماوات والأرض " ، قال: قال ابن عباس: تقرن السماوات السبع والأرضون السبع ، كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض ، فذاك عرض الجنة. وإنما قيل: "وجنة عرضها السماوات والأرض " ، فوصف عرضها بالسماوات والأرضين ، والمعنى ما وصفنا: من وصف عرضها بعرض السماوات والأرض ، [ ص: 208] تشبيها به في السعة والعظم ، كما قيل: ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) [ سورة لقمان: 28] ، يعني: إلا كبعث نفس واحدة ، وكما قال الشاعر: كأن عذيرهم بجنوب سلى نعام قاق في بلد قفار
أي: عذير نعام ، وكما قال الآخر: حسبت بغام راحلتي عناقا!
تفسير آية: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
يقول جل و علا { و سارعوا إلى مغفرة من ربِّكم و جنّةٍ عرضها السماوات و الأرض أُعدّت للمُتّقين} آل عمران 133، { سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماوات و الأرض أعدت للذين آمنوا بالله و رسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم} (الحديد / 21) جنة عرضها السماوات و الأرض...... بلاغة و إعجاز قرآني عظيم!!
موقع هدى القرآن الإلكتروني
فالآياتُ لم تتصدَّ لتحديد موقع الجنَّة كما أنَّها لم تتصدَّ لتحديد موقع النَّار، ولم نجد في الروايات ما يُمكن الاعتماد عليه في تحديد موقع النَّار. ولعل منشأ السؤال عن موقع النار هو توهُّم أنَّ الجنَّة إذا كانت تستوعبُ السماوات والأرض فإنَّه لن يبقى موقعٌ تكون فيه النَّار إلا أنَّ هذا التوهُّم خاطئ، لأنَّ قدرة الله جلَّ وعلا مُطلقة لا يحدُّها شيء، فكما خلَقَ السماواتِ والأرض فإنَّه قادر على أنْ يخلق مثلهن قال تعالى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ / إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ / فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (9). والحمد لله رب العالمين
من كتاب: شؤون قرآنية
الشيخ محمد صنقور
1- سورة آل عمران / 133. 2- حقائق التأويل للشريف الرضي ص240، تفسير مجمع البيان -الشيخ الطبرسي- ج2 / ص389، معاني القرآن -النحاس- ، أفاد انَّ استعمال العرض في السعة معروف في اللغة واستشهد بما روي عن النبي (ص) انه قال للمهزومين يوم أحد (لقد ذهبتهم فيها عريضة) يعني واسعة وأنشد أهل اللغة (كأن بلاد الله وهي عريضة) ج1 / ص275، تفسير السمرقندي -أبو الليث السمرقندي- ج1 / ص271، تفسير الثعلبي -الثعلبي- ج9 / ص244، تفسير السمعاني -السمعاني- ج1 / ص357، زاد المسير -ابن الجوزي- ج2 / ص29.
معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ!
وما دامت مسألة مفروغاً منها إذن فالمصير إليها أو إلى مقابلها مفروغ
منه، والجنة أُعدت للمتقين، فمن هم المتقون؟.