تساؤلات الفيصل..
أما في إنتاج المعنى فقد وظّف الأمير خالد الفيصل التساؤلات بتوسّع في ديوانه الجديد لتكون مدخلاً لمقاربة الأفكار التي يريد إيصالها، فمثلاً نجد ذلك في قصيدة « ليه يختار العرب؟» حيث جاء الاستفهام وقوداً أراد به إشعال هِمم الأمة لتخرجُ من عباءة السُبات إلى ساحات الشرف والأمجاد، ولتنتقل من حياة الخجل إلى عالم المشاركة الفاعلة، وأن يكون لها دورها الريادي في مختلف المجالات.. فقال:
ليه يختار العرب عشّ الحمايم؟
والعدو يختار مخلاب الصقور. ابيات خالد الفيصل يترأس الوفد السعودي. وهنا أكد على ثقافة الإيجاز والتدرج إضافة إلى أسئلة المعنى، ولأن خالد الفيصل دوماً ما يكسو قصائده بُردة الحكمة، فلا تكادُ قصيدة لسموه تخلو منها لتبقى راسخةً في ذهن المتلقي، وهذا ما مَيَّزَ أسلوبه الشعري منذ البدايات فقد حرص على تعزيز هذا الجانب إيماناً منه بأن البقاء للمفردة الأقوى وذات التأثير الأبلغ.. يقول:
كان ودّك ترفع الراس بمعزَّة
لا تدوّر فرصة العمر بمهونة. وفي هذا البيت رسالة إلى أن علو الشأن وبلوغ العز لا يأتي بالهوان فالعُلى لا تتأتى لأحدٍ إلا من بوابة المعالي، وخلاف ذلك وهمٌ وسرابٌ مصيره التلاشي ولو بعد حين، ويؤكد ذلك بقوله:
المعالي غاية للطامحين
جنّب اللي ما به من الطيب ذرَّة.
ابيات خالد الفيصل يؤازر أبطال المملكة
وعلى صفحات آخر الديوان يُعيدُ الشاعر للكلمات رونقها لتبدو مثل البدايات فيرسم عليها بريشة الفنان جُملاً وأمنياتٍ يلونها بالبسمة ويكسوها ثياب الشموخ والمعالي فقال:
دقّوا الدفوف.. سلوا السيوف
لعيون ذا العَنْدا الهنوف
ورغم الظروف.. ترجع البسمة
وهناك حيث الخاتمة انتقل الفيصل من الحديث من وإلى الناس للمناجاة في تدرُجٍ آخر من العموم إلى الخصوص فكانت كلماته أمنيةً بين إنسان وربه، مناجاة بين صوتٍ ومستجيب، وحديثٌ بين إثنين لا ثالث لهما.
تجربة مختلفة..
ديوان أبيات يدشّنه الأمير خالد الفيصل في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي ينطلق الأسبوع الجاري برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ويُقام في «واجهة الرياض» بمشاركة أكثر من 1000 دار نشرٍ محليةٍ وعالمية، ويُخصص ريعُ الديوان لمؤسسة الملك فيصل الخيرية وتتولى جرير نشره، «أبيات» يحكي قصة تجربة شعرية مختلفة تزاحمت عند شاعرها القوافي، فأثمر عن ذلك توظيف المناسب من رفيع المعاني وتسخير المؤثرِ من الكّلِم لإيصال رسالته.