وقد ادرك والده المرحوم الملك غازي ولعه بهذه الهواية فراح ينميها في نفسه لعلمه بان الفروسية هي من الصفات العربية الاصيلة. غير ان اصابة الملك فيصل الثاني بالربو في مراحل مبكرة من عمره جعلت الاطباء يمنعونه من ركوب الخيل فحرم من هذه الهواية الرفيعة. لقد كان فيصل الثاني الشاب يشبه اي شاب مقبل على الحياة في مثل سنه, وقد كان يحب السيارات الحديثة والقديمة ويهوى اقتنائها وقيادتها, ويبدوا من الصور بان حبه لقيادة السيارات كان مزروعا في نفسه منذ الصغر. وحين كبر فيصل وتوج ملكا على العراق اقتنى بعض السيارات حسب ما تسمح له مدخولاته,
من بينها سيارات من طراز(بيوك) موديل 1953 وسيارة (بنتلي) موديل1956 و سيارة (كاديلاك) موديل 1953 وسيارة (كونتينتال) موديل 1953. وهناك رواية غير مؤكدة تقول بان فيصل الثاني اراد في احدى المرات شراء سيارة جديدة اعجبته ولم يكن معه ما يكفي من مال لدفع ثمنها فاستدعى وزير المالية طالبا ان يمنحه قرض يسدد من خلال تقسيطه على رواتبه. اعتذر منه الوزير لأن الميزانية قد اقرت وليس فيها منفذ يسمح له بان يمنحه القرض, لكنه وعده بان يسهل له ها الامر في العام القادم وقد فرح فيصل بهذا الوعد. وبعد فترة ولدى مروره في شارع الرشيد ، شاهد سيارة متوقفة امام محلات اورزدي باك تشبه السيارة التي كان يريد شرائها فتوقف وترجل واخذ ينظر بأعجاب الى السيارة المتوقفة ، وهنا جاء مالك السيارة وحياه وعرض عليه ان يتكرم بقبول السيارة هدية منه إن كانت تعجبه فشكره الملك وقال له: ان حكومتنا الرشيدة وعدتني بان تخصص لي مبلغا لشراء مثل هذه السيارة في العام القادم وانا اثق بوعدهم.
- الملك فيصل الثاني صور
الملك فيصل الثاني صور
كما كان يحرص على حضور اي دعوة من هذا القبيل توجه اليه من قبل رؤساء العشائر. كان الملك الشاب فيصل الثاني يحب الرسم بشدة اذ كان يهوى أن يرسم اللوحات الفنية. وقد ولع الملك الشهيد بهذه الهواية منذ صغره ولديه رسومات لطائرات وسيارات ومناظر طبيعية رسمها الملك بنفسه عندما كان لايزال طفلا صغيرا في المدرسة الابتدائية عرض بعضها مؤخرا اثناء المعرض الذي اقيم في بغداد لمقتنيات العائلة المالكة العراقية. وحين كبر جلالته أقام معرضا فنيا في لندن بأنكلترا عرض فيه بعض أعماله التي تظهر مهارته في الرسم والتي اعجب بها المشاهدين. كما كان جلالته يحب ان يرسم من قبل الرسامين ويفضل ان تظهر له صور مرسومة بدلا من الصور الفوتوغرافية, وهناك العديد من الوحات الشخصية له قام برسمها له بعض الرسامين. كما كان فيصل الثاني ككل الملوك والامراء يهوى الهواية الراقية والرفيعة وهي جمع الطوابع البريدية. وكان من هوايات الملك الشهيد ايضا ممارسة لعبة الشطرنج حيث كان يمارس لعب هذه اللعبة باستمرار. وتعبيرا عن تطلعه للحياة وحبه للنشاطات العصرية كان الملك الشاب يهوى السينما وله علاقات وطيدة ومراسلات مع بعض الممثلين الانكليز والامريكان, خاصة الممثل (روبرت تايلر).
تناول الملك فيصل طعام الغذاء بدعوة من الحكومة السورية في المطار بعد أن كان مقرراً ان يتناول طعام الغذاء في منزل محافظ درعا. وأثناء تناول طعام الغذاء جلس فيضي الأتاسي وزير الخارجية على يمين الملك بينما جلس وزير الداخلية أحمد قنبر على يساره. وقد أعجب الملك فيصل بصحن الأرز الدمشقي والكلاوي. وتناول الحديث مختلف الأمور ومنها كثرة السيارات في البلاد العربية، وزراعة القمح والقطن في الجزيرة. بعد طعام الغذاء صافح الملك مودعيه وآمر الطيران، وعزفت الموسيقى النشيدين العراقي والسوري، وأدت قطعة من سلاح الطيران التحية ثم استعرض حرس الشرف قبل الصعود إلى الطائرة. وبعد إقلاع طائرة الملك قامت أربع طائرات سورية بمرافقة طائرة الملك. وفي الساعة الخامسة مساء وصلت برقية من بغداد تفيد بأن الملك فيصل وصل سالماً إلى بغداد. وكان وزير الخارجية العراقي موسى الشابندر قد ودع الملك فيصل في مطار المزة قبل ان يعود إلى لبيروت عبر الحدود السورية، وانتقل من بيروت لاحقا إلى القاهرة لحضور اجتماعات مجلس الجامعة العربية (1). والوفد المرافق الذي تألف من:
– مختار بابان رئيس الوزارة بالوكالة. – موسى الشابندر وزير الخارجية العراقي.