قصة معن بن زائده مع الأعرابي الشاعر
حِلْمُ مَعْنُ بن زائِدةَ
حِلْمُ مَعْنُ بن زائِدةَ رَحِمَهُ اللّهُ
تذاكرجماعةفيمابينهم أخبارمعن بن زائدة؛وما هوعليه
من وفرةالحلم ولين الجانب وأطالوا في ذلك؛وكان معن لا يغيظ أحداً؛ولا أحد يغيظه؛
فقام بعض الشعراءوقد آلى على نفسه أن يغضبه؛فقال: أناأغيظه لكم! ؛ولو كان قلبه من حجر؛فراهنوه على: مائة بعير إن أغاظه أخذها؛وإن لم يغظه
دفع مثلها!.
إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة السادسة - معن بن زائدة- الجزء رقم7
وفيه يقول القائل:
يقولون معنٌ لا زكاةَ لماله
وكيف يزكي المالَ من هو باذله
إذا حال حولٌ لم يكن في دياره
من المال إلا ذكره وجمائله
تراه - إذا ما جئته - متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت آمله
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والبر ساحله
تعوّد بسط الكف حتى لو انه
أراد انقباضاً لم تطعه أنامله
فلو لم يكن في كفه غير نفسه
لجاد بها فليتق الله سائله
وقيل: كان معن بن زائدة في بعض صيوده، فعطش فلم يجد مع غلمانه ماء، فبينما هو كذلك، فإذا بثلاث جوارٍ قد أقبلن حاملات ثلاث قرب فسقينه، فطلب شيئاً من المال مع غلمانه فلم يجده، فدفع لكل واحدةٍ منهن عشرة أسهم من كنانته، نصولها من ذهب. فقالت إحداهن: ويلكن لم تكن هذه الشمائل إلا لمعن بن زائدة، فلتقل كل واحدة منكن شيئاً من الأبيات، فقالت الأولى:
يركّب في السهام نصول تبرٍ
ويرمي للعدا كرماً وجوداً
فللمرضى علاجٌ من جراحٍ
وأكفانٌ لمن سكن اللحودا
وقالت الثانية:
ومحاربٍ من فرط جود بنانه
عمت مكارمه الأقارب والعدا
صيغت نصول سهامه من عسجدٍ
كي لا يقصّر في العوارف والندى
وقالت الثالثة:
ومن جوده يرمي العداة بأسهمٍ
من الذهب الإبريز صيغت نصولها
لينفقها المجروح عند انقطاعه
ويشتري الأكفان منها قتيلها
معن بن زائدة - Youtube
فأخذه ونظر فيه وقال: صدقت في قيمته ولست قابله حتى أسألك عن أمر فإن أصدقتني القول أطلقتك. فقلت: تكلم. قال:إن الناس قد وصفوك بالجود فأخبرني هل وهبت مالك كله ؟
قلت: لا
قال: فنصفه أو ثلثه. قلت: لا حتى بلغ العشر فاستحيت وقلت: أظن أني فعلت هذا. فأجاب: وما ذاك بعظيم وأنا والله راجل ورزقي من أبي جعفر المنصور عشرين درهمًا كل شهر، وهذا الجوهر قيمته ألوف الدنانير وقد وهبته لك ووهبتك لنفسك ولجودك المأثور بين الناس ولتعلم أن في هذه الدنيا من أجود منك فلا تعجبك نفسك ولتحقر بعد هذا كل جود فعلته ولا تتوقف عن مكرمة ثم رمى العقد وولى منصرفًا. فقلت:يا هذا والله لقد كشفت أمري ولسفك دمي أهون علي مما فعلت، فخذ ما دفعته لك فإني غني عنه
فضحك العبد وقال: أردت أن تكذبني في مقالي، فوالله لن آخذه ولا آخذ لمعروف ثمنًا أبدا. ومضى لسبيله وبعدها طلبته بعد أن أمنت وبذلك لمن يجئ به ما شاء فما عرفت له خبرًا وكأن الأرض ابتلعته. نهاية معن بن زائدة:
على الرغم من كرم وجود معن بن زائدة إلا أن قصة وفاته جاءت على نحو محزن فقد تم اغتياله على يد مجموعة من الخوارج قاموا إليه وهو يحتجم في داره حتى أنهم شقوا بطنه بخنجر، ولكن يزيد بن مزيد ابن أخوه غار عليهم فقتلهم جميعًا، وكانت هذه نهاية معن بن زائدة الشيباني الذي طالما تحدثت العرب عن جوده وكرمه وسعة صدره، رحمة الله عليه.
معن ابن زائدة - .:: مجالس الموروث ماضيا وحاضرا ::.
لم يزل معن مستترا حتى كان يوم الهاشمية وهو يوم مشهور ثار فيه جماعة من أهل خراسان على المنصور فوثبوا عليه وجرت مقتلة عظيمة بينهم وبين أصحاب المنصور بالهاشمية وهي مدينة بناها السفاح بالقرب من الكوفة. ذكر غرس النعمة بن الصابي في كتاب الهفوات ما مثاله: لما فرغ السفاح من بناء مدينته بالانبار وذلك في ذى القعدة سنة (134)هـ وكان معن متواريا بالقرب منهم فخرج متنكرا معتما متلثما وتقدم إلى القوم وقاتل قدام المنصور قتالا أبان فيه عن نجدة وشهامة وفرقهم فلما افرج عن المنصور قال له من أنت ويحك؟ فكشف لثامه وقال أنا طلبتك يا أمير المؤمنين معن بن زائدة. فأمنه المنصور وأكرمه وحياه وكساه ورتبه وصار من خواصه. ثم دخل عليه بعد ذلك في الايام فلما نظر إليه قال هيه يا معن تعطي مروان ابن أبي حفصة مئة ألف درهم على قوله:
معن بن زائدة الذي زيدت به شرفا على شرف بنو شيبان
فقال كلا يا أمير المؤمنين انما أعطيته على قوله في هذه القصيدة:
مازلت يوم الهاشمية معلنا بالسيف دون خليفة الرحمن
فمنعت حوزته وكنت وقاءه من كل وقع مهند وسنان
فقال المنصور أحسنت يا معن.
معن بن زائدة - ويكيبيديا
معن ابن زائدة الشيباني، ورد في كتاب الذهبي سِير أعلام النبلاء، الطبقة السادسة، في مادة "معن بن زائدة"، أن معن بن زائدة هو أمير العرب أبو الوليد الشيباني، أحد أبطال الإسلام، وعين الأجواد من المعروف عنه أنه كان أحد رجال الدولة الأموية ، وكان مشهور بين الناس لجوده وسعة حلمه، وهذه إحدى قصصه الرائعة مع الجود والكرم، والتي وجد فيها من هو أكرم منه. معن ابن زائدة والعبد الأسود:
قال مروان بن أبي حفصة: أخبرني معن بن زائدة أن الخليفة أبو جعفر ألح في طلبه وأنه جعل لمن يحمله إليه مبلغًا من المال فاضطررت لشدة الإلحاح بالطلب، أن تعرضت للشمس حتى لوحت وجهي فلبست جبة صوف وركبت جملا وخرجت متوجها إلى البادية لأقيم بها، فلما خرجت من باب حرب وهو أحد أبواب بغداد تبعني عبد أسود متقلد بسيفه، فقبض على خطام الجمل فأناخه وقبض على يدي. فقلت له: ما بك ؟
فقال: أنت مطلوب لأمير المؤمنين. فقلت:ومن أنا حتى أطلب؟
فقال:أنت معن بن زائدة. فقلت له:يا هذا اتق الله أين أنا من معن. فقال: دع هذا فوالله إني لأعرف بك منك،
يقول معن: فلما رأيت منه الجد في الحديث قلت: هذا جوهر قد حملته ويساوي أضعاف ما وهبه المنصور لمن يجيئه بي فخذه ولاتكن سببا في سفك دمي.
معن بن زائدة – الأوابد نت
[3]
المراجع [ عدل]
مازلت يوم الهاشمية معلما بالسيف دون خليفة الرحمن فمنعت حوزته وكنت وقاءه من وقع كل مهند وسنان وفي هذا القدر كفاية، دمتم سالمين في أمان الله.