وعليه فإن كل ما خلّفه الإنسان خالصاً لله تعالى، سينال حسناته في الآخرة، بل سيرى الإنسان أعماله محضرةً في ذلك اليوم الذي تزول فيه الحجب، وتكون كالفضل الدائم عليه بكل منافعها. وهذا ما يُفهم من الرواية المروية عن النبي صلى الله عليه وآله: "إذا مات المؤمن انقطع عمله إلا من ثلاثة: ولد صالح يدعو له، وعلم يُنتفع به بعد موته، وصدقة جارية" (8). وفي خبر هشام بن سالم: "ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنّة هدى سنّها فهي يُعمل بها بعد موته، وولد صالح يدعو له" (9). هل يمكن للعبد تنفيس كرب وهموم الناس - إسلام ويب - مركز الفتوى. وفي خبر آخر: "ستة يلحق المؤمن بعد وفاته: ولد يستغفر له، ومصحف يخلِّفه، وغرس يغرسه، وقليب (بئر) يحفره، وصدقة يجريها، وسنّة يؤخذ بها من بعده" (10). فالواضح من هذه الأخبار أن بعض أعمال الإنسان ينقطع وتذهب آثاره بموته، وبعضها الآخر يستمر بعد الموت. والاستمرار هنا ليس أمراً ذاتياً، بل يرتبط بما تركه الإنسان، ويمكن الاستفادة منه بشكل دائم. وقد أفتى الكثير من الفقهاء بأنّ بذل المال في بناء المسجد أو المشاركة في بنائه مع جماعة، من الصدقة الجارية لمن بذلها أو نواها عنه إذا حسنت النية، وكان هذا المال من كَسْبٍ طيّب.
حديث الرسول عن الاسراف
ما فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مساء اليوم
28 أبريل 2022
توقيف تسعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكات إجرامية متورطة في ترويج المخدرات واستعمال السلاح الناري
أمنوس. ما تمكنت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق وثيق مع فرق الشرطة القضائية بالحسيمة وإمزورن ومصالح المديرية العامة
حديث عن الاسراف
الصدقة الجارية ومبدأ التكافل التكافل الاجتماعي جزء من عقيدة المسلم والتزامه الديني. وهو نظام أخلاقي يقوم على الحبّ والإيثار ويقظة الضمير ومراقبة الله عزَّ وجل. ولا يقتصر على حفظ حقوق الإنسان المادية، بل يشمل أيضاً الحقوق المعنوية. وغايته التوفيق بين مصلحة المجتمع ومصلحة الفرد. ابراهيمي: ما يُحسب لحكومة أخنوش في ورش الحماية الاجتماعية هو سحبها لقانون التغطية الصحية للوالدين - آشكاين. وقد عُني القرآن بالتكافل ليكون نظاماً لتربية الفرد في سلوكه الاجتماعي. وتشكّل الصدقة الجارية، وغيرها من أنواع البرّ والإحسان، المكوّنات الأساس في نظام التكافل الاجتماعي. قال الله عزَّ وجل: ﴿ وأنفقوا في سَبِيل اللّهِ وَلا تُلقُوا بِأيّدِيكُم إلَى التّهلُكَةِ وَأَحسِنُوا إِن اللّه يُحِبُّ المُحسِنِين ﴾ (البقرة: 195). وروي عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام: "والله لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون لأخيه مثل الجَسَد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه" (11). * جزاء الصدقة وآثارها
للصدقة آثار دنيوية وأخروية. ويقصد بالآثار الدنيوية ما يتحقّق وينعكس خيراً وبركةً على المتصدِّق في الحياة الدنيا، كدفع البلاء عنه، ودفع ميتة السوء، والزيادة في الرزق ودفع الفقر. فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "الصدقة تدفع البلاء، وهي دواء، وتدفع القضاء وقد أُبرم إبراماً، ولا يذهب بالأدواء إلاّ الدعاء والصدقة" (12).
ورُوي أن أبا طلحة وهو من الأصحاب قسّم حائطاً (بستاناً) له في أقاربه عند نزول هذه الآية وكان أحبّ أمواله إليه، فقال له رسول صلى الله عليه وآله: "بـخٍ بَـخٍ ذلِكَ مَالٌ رَابحٌ لَكَ" (5). حديث الرسول عن الاسراف. وكنتيجةٍ طبيعيةٍ لهذا الفعل التطوّعي المخلص في التصدّق ومساعدة الآخرين، يكافئ الله المتصدّقين على عباده أعظم مكافأة، فيرفع غضبه عنهم، ويتلقى الصدقة سبحانه وتعالى بيده. وفي هذا أجزل الجزاء من المولى على عبده، وقد رويَ عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: "إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ" (6)، وروي عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام في حديث أنه قالَ: "إنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً إلاّ وَلَهُ خَازِنٌ يَخْزُنُهُ إلاَّ الصَّدَقَةَ فَإِنَّ الرَّبَّ يَلِيهَا بِنَفْسِهِ؛ وَكَانَ أَبِي إِذَا تصدّق بشيء وضعه في يد السّائل ثم ارتده منه فقبَّله وشمَّه ثم ردَّه في يد السّائل"(7). ما هي الصدقة الجارية؟
ذهب الكثير من الفقهاء إلى أن المراد من الصدقة الجارية التي ورد الحثّ عليها والتي لا ينقطع عمل ابن آدم منها بعد موته، هي الوقف، على أساس أن التأبيد في الاستفادة الذي من نتائجها وآثارها هو من مقتضيات الوقف ومقوّماته. ويمكن تعميم عنوان الصدقة الجارية إلى مطلق فعل الخير ونحوه من أعمال البرّ التي تستمرّ وتبقى ليستفاد منها بعد موت الإنسان، كعمارة الأبنية من المساجد والمدارس ونحوها من دُور العلم والعبادة، أو الكتب التي ألّفها، وسائر مساهماته الكلية والجزئية في ما يستفيد منه المجتمع والناس، وتعود بالنفع عليهم، ويمكن أن تشمل أيضاً السُّنن التي سنّها.