حكم تارك الصلاة عمدا
لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من اعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن اثمه ثم الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم اختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره. فأفتى سفيان بن سعيد الثوري وأبو عمرو الأوزاعي وعبد الله بن المبارك وحماد بن زيد ووكيع بن الجراح ومالك بن أنس ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه واصحابهم بأنه يقتل ثم اختلفوا في كيفية قتله فقال جمهورهم يقتل بالسيف ضربا في عنقه وقال بعض الشافعية يضرب بالخشب إلى ان يصلي أو يموت وقال ابن سريج ينخس بالسيف حتى يموت لأنه ابلغ في زجره وأرجى لرجوعه. والجمهور يحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان في كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة» وضرب العنق بالسيف أحسن القتلات وأسرعها إزهاقا للنفس وقد سن الله سبحانه في قتل الكفار المرتدين ضرب الأعناق دون النخس بالسيف وإنما شرع في حق الزاني المحصن القتل بالحجارة ليصل الألم إلى جميع بدنه حيث وصلت إليه اللذة بالحرام ولأن تلك القتلة أشنع القتلات والداعي إلى الزنا داع قوي في الطباع فجعلت غلظة في مقابلة قوة الداعي ولأن في تذكيرا لعقوبة الله لقوم الفاء بالرجم بالحجارة على ارتكاب الفاحشة.
كتاب الصلاة وحكم تاركها/حكم تارك الصلاة عمدا - ويكي مصدر
الواجب على المسلم أن يكون حريصاً على اتباع كل سنة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وليحذر كل الحذر من مخالفتها، فقد قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]، وقال الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر:7]، فالمتساهل في فعل السنن قد يتمادى به الأمر إلى ترك الفرائض والعياذ بالله تعالى. والتشهد الأوسط مختلف في حكمه بين الفقهاء ، فمنهم من جعله سنة، ومنهم من جعله واجبا، والكثيرون على أنه سنة، والفقهاء يقسمون السنن إلى قسمين: سنن غير مؤكدة وسنن مؤكدة، فالسنن غير المؤكدة مثل رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام ووضع اليد اليمنى على اليسرى، في حال القيام ودعاء الاستفتاح ونحوها فهذه لا تبطل الصلاة بتركها عند الجميع، قال ابن قدامة في المغني بعد ذكرها: وحكم هذه السنن جميعها أن الصلاة لا تبطل بتركها عمدا ولا سهوا. انتهى. أما السنن المؤكدة وهي المسماة عند بعض أهل العلم بالواجب كالحنابلة، ومن أمثلته عندهم: التشهد الأول، والجلوس له، والتسبيح في الركوع – يعني قول سبحان ربي العظيم- وكذلك التحميد (قول ربنا ولك الحمد بعد الرفع من الركوع)، فمثل هذه الواجبات عندهم تبطل الصلاة بتركها عمدا، وتركها سهواً يوجب سجود السهو.
تاريخ النشر: الخميس 22 محرم 1431 هـ - 7-1-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 130853
192399
0
1108
السؤال
بعض الشباب يكونون في لهوهم ولعبهم بحيث يمر يوم دون أن يصلوا الصلاة في وقتها فيجمعوا صلاة اليوم عند صلاة العشاء فهل هم بهذا التصرف كفار خارجون من الملة أو أنهم عصاة فقط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن ما يفعله هؤلاء الشباب إثم شنيع ومنكر فظيع، وأنهم بذلك على خطر عظيم والعياذ بالله.