تقسيم الوقت لزيارة أهل الزوج والزوجة
أ. شروق الجبوري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
سيدة متزوجة وتعيش خارج بلدها، تحب أهلها بصورة مبالغ فيها، وتود أن تكون معهم كلما عادت إلى بلدها، مما يؤثر على علاقتها بزوجها فترة الإجازة، بسبب عدم زيارتها لأهله، وتسأل عن الطريقة العادلة لتقسيم الوقت بين أهلها وأهله في ظل تعلُّقها بأهلها؟! ♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيرًا على كلِّ ما تبذلونه في شبكتكم المميزة؛ فلكم أيادٍ عليَّ لا يعلمها إلا اللهُ. بنات ساعدونى والله مالي غيركم حتى اهلى موقادره اشكلى لهم الله يجزيكم الجنه سعدونى - عالم حواء. مستشارتي العزيزة، أنا مُرافِقةٌ لزوجي في بعثتِه للدراسة، والحمد لله حياتنا طيبةٌ، وعيشتنا هنية، مع وجود بعض الزوابع، لكنها سرعان ما تنقضي. مشكلتي تَكمُن في أنني - عندما نرجع إلى بلادنا لزيارة أهلنا - لا أحتمل الزيارة الطويلةَ لأهل زوجي، وأحبُّ أن أزورَهم بشكل مخفَّف، وأغلب الأيام تكون لزيارة أهلي، وزوجي يحب أن نَقضِي يومين عند أهلي، ويومين عند أهله، وأنا أفضِّل أن أَقضي أسبوعًا كاملًا عند أهلي، ويومين عند أهله! لا أعلم سببَ تعلُّقي الشديد بأهلي، فما أكاد أخرج مِن بيتهم إلا والحزن يتربَّع على قلبي، ولا أستطيع أن أتجاوب مع أي طرف آخر، وما دمتُ في هذه الحال، فأُحِبُّ أن أَقضِي مُعظم الوقت معهم، ولا أحب فراقَهم.
- اهل زوجي هم اهلي تداول
اهل زوجي هم اهلي تداول
واعلمي - يا عزيزتي - أن حِفاظكِ على هدوء الحوار، وصِدق حديثكِ عن مشاعركِ لأهل زوجك، والذي استشعرتُه شخصيًّا؛ سيوقع - بإذن الله تعالى - أثرًا طيبًا في نفس زوجكِ، ويُساعده في تفهُّم موقفكِ. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يوفِّقكِ وزوجَكِ لما فيه الخير والصلاح، ويُبعِد عنكما كلَّ مكروه
وسنسعد بسماع أخباركِ الطيِّبة مجددًا
وإني إذ أُقَدِّم لكِ هذا التحليل عن أسباب مبالغتِكِ بهذا الارتباط، فإنما ذلك لتعمُّدي إلى استثمارِه في الحل مِن خلال إجرائكِ محاجَّة عقلانيَّة مع نفسكِ، وتكمُن هذه المحاجة بتذكير نفسكِ بأنَّ أسرتكِ وبرغم معاناتها السابقة والحالية، فإنها تنعم بكثير مِن النِّعم التي يتمنَّاها كثيرون. قُومِي بتفعيل تلك المشاعر مِن خلال تطلعكِ إلى أسرٍ أو أشخاص تعرفينهم، يُعانون مصائبَ كثيرةً، ثم تخيَّلي أسرتكِ - لا قدَّر الله تعالى - وهي تعيش هذا الظرْفَ؛ فإن قيامَكِ بتلك الخطوات إن تمَّتْ باقتناع، سيساعدكِ كثيرًا على تغيير مشاعركِ السلبية تُجَاه أهلكِ، والتي تزيد من شغفِ ارتباطك بهم، إلى مشاعرَ إيجابية تُدخِل السعادة إلى نفسكِ، وتعزِّز الرضا فيها، وتقودكِ إلى الاتِّزان العاطفي المطلوب. واعلمي - يا عزيزتي - أنَّ تلك الخطوات التي تُطابِق ما أرشدَنا إليه رسولُنا الكريم محمد - عليه الصلاة والسلام - عند رؤية ذوي المصائب - تُسْتَخْدَم اليوم في العلاج والإرشاد النفسيِّ في الغرب؛ كأسلوب علاجيٍّ فعَّال، أثبتت الدراسات نجاعَته، وأسموا نظريته بـ: ( نظرية المقارنة التحتية).