فقبل عام 2005، كانت أوركسترا النظام السوري تدير اللعبة، ثم اندفعت طرابلس لتلتحق بـ14 آذار لكنها لم تشكّل من داخلها قوى سياسية معارضة. نجحت "الثورة" في فتح النقاش السياسي على مصراعيه، لكنّ التحدي اليوم كيف تكتّل مجموعاتها، وكيف تبلور مشروعاً يدخل في صلب أولويات الغالبية الفقيرة من أبناء المدينة، بالأخصّ في هذه الظروف الاقتصادية القاهرة التي ضخّمت مثلاً قيمة السلة الغذائية بنسبة 450 بالمئة.
مدينة الاترية في ليبيا - إسألنا. تسرّب السلطة الى المستقلّين؟ بمنظور الانتخابات النيابية لقد تأخّرت "الثورة" في استقطاب أبناء طرابلس. لم تتكتّل في أيّ كيان، ولم تكوّن مشروعاً سياسيّاً، ولا تزال التحضيرات اللوجستية غائبة، لذلك أتوقع أن تعيد إنتاج نفس أساليب المجتمع المدني في العام 2018، في مقابل حنكة مرشحي السلطة في مخاطبة الناخبين على أوتار لا تزال مشحونة، وإمكاناتها المادية الهائلة، إلى جانب اجتهاد بعض الوجوه السابقة في السلطة أو كوادر بعض الزعماء السياسيين في إعادة إنتاج علامة تجارية مستقلة لتخوض الانتخابات تحت مسمّيات المعارضة. الرهان المتبقّي على المزاج العام في رفضه للواقع، إلّا أنّ حدوده لا تتخطى حدود الرفض، وأدوات التعبير محصورة بالورقة البيضاء أو الامتناع عن التصويت.