حول العالم
قبل عامين تقريباً كتبت مقالا عن معركة هرمجدون من وجهة نظر مسيحية.. هذه المعركة التي ستنشب في آخر الزمان بين "المؤمنين" و"الكافرين" وتفصل نهائياً بين الحق والباطل. والعجيب أن الديانات السماوية الثلاث تتفق على حتمية وقوع هذه المعركة.. فهي معروفة جيدا لدى المسيحين واليهود وجاء ذكرها في التوراة والانجيل باسم هرمجدون (اسم الموقع في فلسطين). ويعتقد المسيحيون أنها ستقع تحت قيادة عيسى المسيح الذي سينزل لثاني مرة فيقتل الكافرين ويعود بالأخوة الضالين (اليهود) الى المسيحية.. جريدة الرياض | تنظيم الفتاوى. أما اليهود فيعتقدون أنها ستقع بقيادة المسيح المنتظر الذي ينزل لاول مرة ويخلصهم من (الكافرين) ويبنى دولة تسود العالم انطلاقاً من فلسطين.. وفي حين يتفق المسيحيون واليهود على وقوعها بقيادة المسيح؛ تخبرنا الاحاديث النبوية بوقوعها بقيادة المهدي المنتظر (الذي سيشهد نزول المسيح بعد انتهاء المعركة وفتح روما)!! @ ومن المعروف أن ظهور المهدي المنتظر من علامات القيامة الكبرى وقال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق في الدنيا الا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من آل بيتي يواطئ اسمه إسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً".
جريدة الرياض | تنظيم الفتاوى
هذه الخطبة حضرها الأستاذ حسين شبكشي وكتب عنها في زاويته بالشرق الأوسط وذكرت مقالته ان البلاد التي يصفها الخطيب بأنها كافرة يوجد فيها أعداد كبيرة من السعوديين من الطلاب والموظفين. وأريد ان اضيف إلى ذلك ان تلك البلاد الكافرة يوجد فيها اعداد كبيرة من المسلمين، وليس السعوديين فقط وهم هناك يدرسون ويعملون ويمارسون شعائرهم الدينية، ويدعون إلى الإسلام ولديهم ثقة بدينهم ولا يخافون على هذه الثقة من المؤثرات التي قد يتعرضون لها وهكذا يجب ان يكون المسلم واثقاً من نفسه ومن دينه ولديه الرقابة الذاتية التي تحميه، وإذا كنا سنطبق المنطق الذي تحدث به خطيب المسجد فلنمنع السفر بشكل مطلق أي بدون تحديد ضرورات واستثناءات ولو فعلنا ذلك لابتعدنا عن العالم وقصرنا في اداء الرسالة، وهو أمر غير منطقي ولا يتفق مع مبادئ الإسلام. تلك أمثلة محدودة ولو اردنا حصر كل ما يصدر من فتاوي وبشكل يومي لاحتجنا إلى مجلدات، ولذلك فإن وزارة الشؤون الإسلامية تريد في خطوة تنظيمية ان تدير هذه الفتاوى بشكل جيد وان تضع لها نظاماً واضحاً بحيث لا تخرج عن أهدافها ومقاصدها وتكون في خدمة المجتمع المسلم الذي ينشد الأمن والسلام والعدل والاستقرار مستظلاً بمبادئ الإسلام التي تدعو للتكافل والتراحم والتسامح والوسطية.
جريدة الرياض | نشر ثقافة السياحة الدينية
الخميس 26 جمادى الأولى 1427هـ - 22 يونيو 2006م - العدد 13877
من الأخبار المبشرة بالخير التوجه نحو ايجاد تنظيم للفتاوي الدينية بما يتفق مع أهميتها وعلاقتها اليومية بحياة الناس، وخطورتها في حالة ممارستها من قبل غير المختصين وغير المؤهلين. هناك من يعتقد أن التصوير حرام فإذا كنا نتعامل مع الصور في حياتنا اليومية، ونستخدمها لضرورات أمنية، كما هي الحال مع بطاقة الأحوال، ورخصة القيادة، وجواز السفر، والأوراق المالية، وطلبات التوظيف وغيرها، أي اننا نمارس بشكل يومي وضروري التعامل مع الصورة، فكيف نفعل ذلك وهناك من يفتي بأنها حرام وهناك من يبلغ الأطفال في المدارس بأنها محرمة؟ واليكم مثال آخر:
في اللقاء الذي جمع أعضاء المجلس البلدي لمدينة الرياض بالناخبين ذكر أحد المشاركين ان مهرجان الزهور مخالفة لتعاليم الإسلام. وفي المدارس يجد الأطفال انفسهم في حيرة امام سيل الفتاوى التي تحرم وتحلل ويقول بها أناس يعتقدون انهم يمتلكون القدرة على اصدار الفتاوى الدينية. بالبلدي: شيخ الأزهر: نرفض استغلال حرية التعبير للإساءة للمقدسات والرموز الدينية. ولكن الأطفال عندما يعودون إلى المنزل قد يسمعون من آبائهم وأمهاتهم آراء اخرى مناقضة لما سمعوه في المدرسة!! وفي مثال آخر يتحدث أحد خطباء الجمعة عن الاجازة والسفر فيقول ان السفر لبلاد الكفر والكفار أمر عظيم ومحرم الا للضرورة ومن يسافر إلى هذه البلاد لغير التعليم أو العلاج فهو يرتكب امراً عظيماً يخالف الشرع.
بالبلدي: شيخ الأزهر: نرفض استغلال حرية التعبير للإساءة للمقدسات والرموز الدينية
وبعد هزيمة الغرب يواصل جيش المسلمين زحفه على اوروبا فيغزو ايطاليا ويدخل الفاتيكان ويستخرج المهدي الانجيل الحقيقي وعصا موسى كما قال النبي: "إذا فتحتم رومية (روما) فادخلوا كنيستها الشرقية فأعقدوا (أي عدوا) سبع بلاطات ثم اقتلعوا الثامنة فإن تحتها عصا موسى والانجيل طرياً وحلي بيت المقدس" - (رواه نعيم في عقد الدرر). بقي أن أشير الى أن إيمان الغرب المحافظ بضرورة تجمع اليهود في فلسطين (استعداداً لمعركة هرمجدون وعودتهم للمسيحية) هو سبب مساندتهم لإسرائيل. والأدهى من هذا أن بعض رؤساء أمريكا - ناهيك عن رؤساء التيار المحافظ - يؤمنون بحتمية هذه المعركة ويعبرون عن رؤيتهم المشتركة مع اليهود بعبارات من قبيل (علاقتنا المصيرية) و(مستقبلنا المجيد) و(مصيرنا المشترك مع اسرائيل).. هذا المصير الذي عبر عنه الرئيس ريغان عام 1991لصحيفة معاريف الاسرائيلية بقوله: "هناك دلائل قوية تشير الى وقوع معركة هرمجدون في زماننا هذا.. وأنا شخصيا لا أستبعد وقوعها قبل وفاتي"! !.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع. "جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر:" اليوم السابع "