وهنا جاء الأمر الإلهي بأن تصبحَ هذه الجنة الخضراء قاحلة بأمر الله تعالى، وكان ذلك أثناء نوم الأبناء الذي عزموا على الذهاب في صبيحة اليوم التالي إلى الجنة لقطف جميع ثمار وتوزيع خيراتها حُصَصًا بينهم دون الالتفات إلى الفقراء، وعندما استيقظوا ساروا في الطريق إلى الجنة متخافتين كي لا يسمع الفقراء صوتهم، وبذلك لا يعلمون عن وصولهم باكرًا إلى الجنة من أجل قطف ثمارها، وعندما وصل أصحاب الجنة إليها ذُهلوا من المشهد، فقد كانت الجنة خاوية على عروشها، وكل ما فيها من خيرات قد ذهب تمامًا. وهنا عاد أصحاب الجنة إلى أنفسهم وأدركوا أن ما آلت إليه الجنة كان سببه ما عزموا على فعله من حرمان الفقراء من ثمرات هذه الجنة، وعلموا أنهم قد ظلموا أنفسهم بفعلتهم هذه، وهنا ظهر الابن الأوسط ليذكرهم بما قال لهم قبل تحول الجنة إلى خراب، وأن ما كان عليه والدهم قبل موته كان سببًا في زيادة الرزق، وأن تكون الجنة بالحال التي كانت عليه، وأنه قام بنصحكم لكنهم لم يستجبوا لنصيحته، فاستغفروا الله -سبحانه وتعالى- وعادوا إليه كي يسامحهم على ما اقترفوا من ذنب. [١] الدروس المستفادة من قصة أصحاب الجنة أن الصدقات التي ينفقها الإنسان في سبيل الله تعالى تكون سببًا في زيادة رزق الإنسان، كما أنها تكون سببًا في حصول البركة، وأن الإنسان يجب أن يربي أبناءه على القيام بالأعمال الصالحة والنظر في حاجات الفقراء والمساكين، والسعي إلى التخفيف عنهم على قدر الاستطاعة، كما يُستفاد من هذه القصة أن الإنسان يجب عليه أن يعود إلى ربه عند مخالفه أوامره، وأن يستغفره من كل ذنب حتى يغفر الله للإنسان ما اقترفت يداه.
- ملخص قصة اصحاب الجنة
ملخص قصة اصحاب الجنة
المراجع [+] ↑ قصة أصحاب الجنة, ، "، اطُّلع عليه بتاريخ 27-11-2018، بتصرف
صاحب الجنتين هذا: نموذج للرجل الثري، الذي تذهله الثروة، وتبطره النعمة، فينسى القوة الكبرى التي تسيطر على أقدار الناس والحياة، ويظن أن هذه النعمة خالدة لا تفنى، فلا تنفعه قوة ولا جاه. وصاحبه المؤمن: نموذج للرجل المؤمن المعتز بالله وبإيمانه، دائم الذكر لربه، يرى النعمة دليلا على المنعم موجبة لحمده وذكره، لا جحوده وكفره. بداية القصة: تبدأ القصة بمشهد الجنتين، قال تعالي: "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ" (الكهف). قصة أصحاب الجنة للأطفال - سطور. فهما جنتان مثمرتان من الكروم، محفوفتان بسياج من النخيل، تتوسطهما الزروع ويتفجر بينهما نهر، فيا له من جمال المنظر وروعة المشهد، قال تعالي: "كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا " يختار التعبير كلمة تنقص وتمنع، لتقابل بين الجنتين وصاحبهما الذي ظلم نفسه فبطر النعمة ولم يشكر وتكبر، "وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ" أي لصاحب الجنتين أنواع من المال ومن الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك.