موقف قريش من الدعوة الجهرية
وكان رد الفعل من قريش أمام الدعوة الجهرية، أن أدبروا عنه وتنكروا لدعوته معتذرين بأنهم لا يستطيعون أن يتركوا الدين الذي ورثوه عن آبائهم وأصبح من تقاليد حياتهم. وحينئذ نبههم الرسول صلّى الله عليه وسلم إلى ضرورة تحرير أفكارهم وعقولهم من عبودية الاتّباع والتقليد، واستعمال العقل والمنطق، وأوضح لهم أن آلهتهم التي يعكفون على عبادتها لا تفيدهم أو تضرهم شيئا
وأن توارث آبائهم وأجدادهم لعبادتها ليس عذرا في اتباعهم بدون دافع إلا دافع التقليد، كما قال عز وجل في حقهم: {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ، قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ}! ؟ اقرأ أيضاً: الدعوة السرية
فلما عاب آلهتهم، وسفه أحلامهم، وجرّ اعتذارهم عن تمسكهم بعبادة الأصنام أنها تقاليد آبائهم وأجدادهم، إلى وصف آبائهم بعدم العقل، أعظموا الأمر، وناكروه، وأجمعوا خلافه وعدوانه، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام، وإلّا عمه أبا طالب الذي حدب عليه، ومنعه، وقام دونه.
مدة سحره صلى الله عليه وسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى
[١١]
ردة فعل قريش من الجهر بالدعوة
لمَّا بدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- الجهر بالدعوة بدأ قومه بعداوته ومُخالفته، وسبِّه وشتمه، والتعرُّض له ومن معه بالتَّعذيب والإيذاء، [١٢] وطلبوا من عمه أبو طالب أن يمنعه عن الإكمال في الدعوة، كما قامت قُريش بإظهار العداوة والتعذيب لمن أسلم مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودخل في الإسلام. [١٣] كما لجأ بعض المُشركين إلى مُقاطعة من أسلم من الناحية الماديَّة ، وذلك لما كان في الجهر بالدَّعوة من نقضٍ لعقائدهم الباطلة وتعطيلٍ لمصالحهم الدنيوية، ولما نزلت سورة المسد جاءت امرأة أبي لهب وجاهرت بعصيان النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، كما قام بعض المُشركين بإلقاء فرث الجزور -الإبل- ودمها على كتف الرسول-صلى الله عليه وسلم- وهو يُصلِّي، وقام عُقبة بن أبي مُعيط بالأخذ بمنكب النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- ولوى ثوبه في عُنقه وخنقه، فما كان من الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا أن ثبت وصبر على كل ذلك الأذى. كم استمرت دعوة الرسول في مكة والمدينة المنورة. [١٤]
المراجع ^ أ ب سورة الشعراء، آية:214
↑ الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، صفحة 202، جزء 30. بتصرّف. ^ أ ب صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة 1)، بيروت:دار الهلال، صفحة 64.
الدعوة الجهرية للنبي صلى الله عليه وسلم | بقعة أمل
وسائر الآيات تطلب من العباد التوحيد الصريح. وتفويض الأمور كلها إلى الله تعالى،
وترك مرضاة النفس، ومرضاة العباد إلى مرضاة الله تعالى. فإذن تتلخص هذه المواد في:
1. التوحيد. 2. الإيمان بيوم الآخرة. 3. القيام بتزكية النفس. 4. تفويض الأمور كلها إلى الله تعالى. مدة سحره صلى الله عليه وسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى. 5. وكل ذلك بعد الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتحت قيادته النبيلة
وتوجيهاته. إنها لكلمة عظيمة رهيبة تنزعه صلى الله عليه وسلم من دفء الفراش في البيت الهادئ
والحضن الدافئ، لتدفع به في الخضم، بين الزعازع و الأنواء، وبين الشد والجذب في
ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء. وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلّ قائماً بعدها أكثر من عشرين عاماً! لم
يسترح ولم يسكن، ولم يعش لنفسه ولا لأهله. قام وظل قائماً على الدعوة إلى الله
تعالى يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه
الأرض، عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، عبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى،
عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عاماً. لا يلهيه شأن عن شأن من خلال
هذا الأمد منذ أن سمع النداء العلوي الجليل، وتلقى منه التكليف الرهيب.. جزاه الله
عنا وعن البشرية كلها خير الجزاء.
كم استمرت دعوة الرسول في مكة والمدينة المنورة
مرت الدعوه في حياه رسول الله هناك دعوه علنيه واخري سريه والدعوه السريههي بعد نزول قوله تعالي ( يا ايها المدثر) الي قول فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين. وراي علماء السير بانها كانت 3 سنوات للدعوه السريه وان تكون الدعوه العلنيه 20 عاما فيكزن مده دعوه الرسول الكريم هي 23 عاما.
[٦]
مرحلة الدعوة الجهرية
بدأت الدَّعوة الجهريَّة بانتهاء المرحلة السريَّة؛ وذلك عندما أمر الله -تعالى- نبيَّه محمد -عليه الصلاة والسلام- بدعوة عشيرته وأقربائه، وجاء عن البيضاويِّ أنَّ الدَّعوة السريَّة استمرَّت لمدَّة ثلاث سنواتٍ، [٧] ثُمَّ بدأ بعدها الجهر بالدَّعوة في مكَّة في بداية السَّنة الرَّابعة واستمرَّت إلى السَّنة العاشرة من البعثة. [٣]
أول من بدأ الرسول في الدعوة الجهرية
بدأ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالجهر بدعوته لأقربائه ، وعلَّل بعض العلماء ذلك بقولهم أنَّ قيام الحُجَّة عليهم تتعدَّى إلى غيرهم، لقوله -تعالى-: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)، [١] ثُمَّ انتقلت الدعوة إلى أهل مكَّة ومن حولها، وبعدها إنتقلت إلى جميع النَّاس، فكانت هذه المراحل من باب التدرُّج في التربية والإعداد للمراحل التي بعدها. [٨]
واتَّصفت هذه المرحلة بِمُصارحة المُشركين بالإسلام والتباحث معهم بشأن الدَّعوة، ومن أجل ذلك قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بجمع أربعين رجُلاً من أقربائه على طعامٍ أعدَّه ابن عمِّه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وعرض عليهم الإسلام. الدعوة الجهرية للنبي صلى الله عليه وسلم | بقعة أمل. [٩]
وقد علَّل بعض العُلماء حكمة البدء بالدَّعوة الجهريَّة بأقرباء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؛ بوجود مشاعر المحبة التي تربط بين الدَّاعية وأقربائه، وأنَّ ذلك سبب في جعلهم الأسرع في الاستجابة إلى الدعوة من غيرهم، كما أنَّ دعوة الأقارب جزء من أداء المسؤوليَّة التي تكون مُلقاة على عاتق الدَّاعية تجاه أقربائه، [١٠] وفي هذا دلالة على أنَّ دعوة المُقرَّبين هي المُقدَّمة في أيِّ زمانٍ.