أكدت مصادر خاصة لـ«عكاظ» أن محكمة الاستئناف صادقت اليوم (الاربعاء)، على الحكم الصادر ببراءة جميع المتهمين في قضية رافعة الحرم ليصبح الحكم نهائيا وبه يتم إسدال الستار على قضية نالت اهتمام الرأي العام على مدى سنوات. صحيفة تواصل الالكترونية. وكانت محكمة مكة الجزائية أصدرت في ربيع الآخر الماضي حكما للمرة الثالثة يقضي ببراءة 13 متهماً في قضية رافعة الحرم بينهم مجموعة بن لادن، وأوضحت الدائرة القضائية أنه لم يظهر لها سوى ما أجرته وحكمت به بالبراءة وقررت إصدار صك جديد بمضمونه وإرساله لمحكمة الاستئناف لتقرير ما تراه. وكانت محكمة الاستئناف رصدت 6 ملاحظات على حكم البراءة السابق، وجاء من بين أبرز الملاحظات أن سقوط الرافعة واقع ثابت ونتجت عنه وفيات وإصابات ولا يمكن للمتهم الرئيسي والآخرين إنكار ذلك، وأن الشركة المسؤولة عن المشروع وبقية المتهمين يتحملون الإجراءات المتخذة لضمان سلامة الرافعة الضخمة وسلامة مرتادي بيت الله الحرام من خطرها، ولا يلتفت لمبرراتهم المقدمة للمحكمة، وفي وقت لاحق تمت معالجة الملاحظات. وطالبت محكمة الاستئناف بضرورة استجلاء وتحديد ومعرفة مهام قسم السلامة بالمشروع، كون لدى الشركة المنفذة قسما متكاملا لرصد التقلبات الجوية، ما يعني أنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن كشف وتوقع أحوال الطقس وليست بحاجة إلى أن تنتظر تقارير الأرصاد الجوية طبقا لدفوعهم أمام المحكمة.
صحيفة تواصل الالكترونية
وأضاف أن "المسؤولية لا تقع على شركة المقاولات، بل على جهات الأرصاد والدفاع المدني". وقال آل منسي "إذا تمت البراءة بشكل قطعي، ولم تثبت الإدانة لا يوجد مانع قانوني من إسناد مهمة التوسعة لتلك الشركة مجدداً". وتعود تفاصيل الحادثة التي حدثت في تمام الساعة 5:10 من مساء يوم الجمعة 11 سبتمبر (أيلول) 2015، بالتزامن مع بداية موسم الحج في مكة المكرمة، فضلاً عن وجود عدد كبير من المعتمرين الذين يتوافدون بكثافة أيام الجمع، حين سقطت الآلة الرافعة داخل الحرم المكي، الذي كان يشهد أعمال التوسعة الثالثة، التي سترفع طاقته الاستيعابية إلى أكثر من 2. 3 مليون مصل للفرض الواحد، و105 آلاف طائف بالكعبة الشريفة في الساعة الواحدة. نبذة عن الآلة الرافعة
تعد هذه الآلة الرافعة واحدة من الرافعات المستخدمة في توسعة الحرم المكي، وهي أكبر الرافعات الحديدية وأضخمها على مستوى الشرق الأوسط. ويبلغ ارتفاعها أكثر من 200 متر، واستخدمت في فترة سابقة للحادثة في ساحات الحرم المكي الشرقية والشمالية، وكانت تستخدم مساحة تقدر بنحو 250 متراً. والآلة الرافعة العملاقة ألمانية الصنع، ولا يوجد منها إلا قطعتان فقط في العالم كله، إحداهما في السعودية، والمسؤول عن تشغيلها في الحرم فني ألماني.
وتؤدي الرافعة وظيفة أساسية هي تسهيل نقل التربة والمواد التي يتم إخراجها من داخل المسجد الحرام، بالإضافة إلى نقل مواد البناء من الساحات إلى داخل المسجد، وكان الهدف من ذلك عدم التضييق على المصلين والمعتمرين أو التأثير على حركتهم، كما أنه لا يتم استخدام هذه الآلة الرافعة عادة إلا في نقل الحمولات الثقيلة جداً، حيث يمكنها نقل 75 طناً في المرة الواحدة، كما أن لها جنازير ضخمة مثل الدبابات لتسهيل التحكم بها، وعادةً ما يتم ربطها بأثقال محددة عند تشغيلها. وسقطت الرافعة في الجهة الشرقية المواجهة لمقام إبراهيم، متسببة بما تسببت به من أضرار بشرية ومادية.