إذا كنت ترغب في التعرف على ما جاء من تفسير عن قوله تعالى "إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا"، فيمكنك الآن زيارة مقال: إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا.. تفسير أئمة العلماء
من حفر لأخيه حفرة وقع فيها نماذج من التاريخ
يحكى أنه كان هناك رجل من العرب جاء إلى المعتصم فقربه منه وجعله نديمه، حتى أنه كان يدخل على حريمه من دون استئذان، فغار وزير المعتصم، وقرر قتل البدوي، فصار يتقرب منه حتى جاء به إلى منزله. ثم أحضر له طعاماً به ثوم كثير، وبعد أن أكل البدوي منه، قال له الوزير احذر من الاقتراب من أمير المؤمنين حتى لا يشم منك رائحة الثوم فيتأذى منك، ثم ذهب الوزير إلى المعتصم وقال له أن البدوي يقول عنك للناس أنك أبخر وأن رائحة فمك كريهة. من حفر حفرة لأخيه وقع فيها حديث. فلما جاء البدوي عند أمير المؤمنين وضع يده على فمه حتى لا يشم أمير المؤمنين منه رائحة الثوم، لكن أمير المؤمنين عندما راه كذلك قال أن ما قاله الوزير عن البدوي صحيح، فكتب إلى أحد عماله رسالة قال فيها:" إذا وصل إليك كتابي هذا، فاضرب رقبة حامله". ثم استدعى البدوي وطلب منه أن يحمل الرسالة إلى فلان وأحضر لي الجواب، وبينما البدوي بالباب قابله الوزير فسأله عما معه فأخبره، فطمع الوزير في أن يحمل هو الرسالة ظناً منه أن البدوي سيحصل بسببها على مال جزيل.
- وراء كل مثل حكاية : "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" - جريدة الدولة الآن
وراء كل مثل حكاية : &Quot;من حفر حفرة لأخيه وقع فيها&Quot; - جريدة الدولة الآن
الاثنين 29 محرم 1435 - 2 ديسمبر 2013
16412
الشيخ جعفر طلحاوي المصافي
هذا نموذج للعدل الإلهي ، والقصاص الرباني ، " وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا "[1] وهو يربي فى التنفس ملكة المراقبة لله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء ، وهو مثل: يُضرب لسوء عاقبة الغدر. وبيان لعقاب الله تعالى لكل من يخون أمَّته ودينه ، وهي سنة لله تعالى لن تتبدل ولن تتخلف ، وَفِي أَمْثَالِ الْعَرَبِ «مَنْ حَفَرَ لِأَخِيهِ جُبًّا وَقَعَ فِيهِ مُنْكَبًّا» وتقول " مَنْ حَفَرَ لأَخِيهِ قَلِيبًا أَوْقَعَهُ اللَّه فِيهِ قَرِيبًا " وتقول " يعدو على الْمَرْء مَا يأتمر"
ومن يحتفر بئرا ليوقع غيره... وراء كل مثل حكاية : "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" - جريدة الدولة الآن. سيوقع يوما في الذي هو حافر
وشاهده من كتاب الله تعالى الكثير من الآيات ، وبعض هذه الآيات صار مثلا سائرا سارت به الركبان ، وله شاهد أيضا من الوقائع التاريخية القديمة والحديثة ، فمن القرآن الكريم: قوله تعالى: " وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ "[2]. أي لا يحيط وبال المكر السيء إلا بمن مكره ودبره ، ولما قال كعبٌ لابن عباس: إن في التوراة «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها» ، فقال ابن عباس: أنا أُوجِدُك هذا في كتاب الله ، واستشهد بهذه الآية الكريمة.
كان هناك رجل غني وعندما تزوج أنجب من زوجته ولدين ، وظل يراعاهما ويتولى تربيتهما وينفق عليهما حتى كبرا ، وأصبحا رجلين قادرين على تحمل المسئولية ، ثم بعدها بفترة من الزمن مرض الرجل بمرض شديد ، وظل يعاني من هذا المرض حتى مات من شدة ما أصابه من أثار ذلك المرض ، وترك لولديه ثروة هائلة. كلٌ يختار طريقه
اقتسم الولدان تلك الثروة ؛ فعمل الابن الأصغر في التجارة وأخلص لله في عمله ، وأجد واجتهد لكي تزدهر هذه التجارة ، وكان كثير التصدق لا يبخل على عباد الله بنعمة ، فنمت تجارته وازدادت أمواله وأصبح لديه ثروة هائلة ، ولم يكن له أعداء حوله لذلك كانت أمواله محصنة لا يؤثر فيها حسد من النفوس المريضة التي تقوم بحسد الناس. أما الابن الأكبر فقد اختار لنفسه طريقًا أخر ، فقد ظل ينفق ثروته في سبل لا يرضي الله تعالى ، ولم يعي بحاله إلا وقد نفذت أمواله ، نفدت أموال الأخ الأكبر عن آخرها ، وأصبح فقيرًا لا يجد ما يصرف منه على نفسه ولا يسد رمقه ، ومع ذلك كان أخوه الأصغر لم يتركه للفقر وظل يعطف عليه مما يملك ، ويئويه ويقدم له من المأكل والملبس ما يكفيه. الأخ الحسود يُظهر أنيابه..
ولكنه لم يرضه كل ما كان أخيه الأصغر يعطيه له ، بل أخذ الحسد يأكل في قلبه غِلًا وبغضًا لأخيه ، وفكر في طريقة يضيع بها ثروة أخيه ، حتى يصبح مماثلًا له في الفقر ، وبذلك يطمئن قلبه فلا يعايره الناس بفقره ويشيدون بسمعة أخيه.