تفسير و معنى الآية 80 من سورة النساء عدة تفاسير - سورة النساء: عدد الآيات 176 - - الصفحة 91 - الجزء 5. ﴿ التفسير الميسر ﴾
من يستجب للرسول صلى الله عليه وسلم، ويعمل بهديه، فقد استجاب لله تعالى وامتثل أمره، ومن أعرض عن طاعة الله ورسوله فما بعثناك -أيها الرسول- على هؤلاء المعترضين رقيبًا تحفظ أعمالهم وتحاسبهم عليها، فحسابهم علينا. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى أعرض عن طاعتك فلا يهمنَّك «فما أرسلناك عليهم حفيظا» حافظا لأعمالهم بل نذيرا وإلينا أمرهم فنجازيهم وهذا قبل الأمر بالقتال. ﴿ تفسير السعدي ﴾
أي: كل مَنْ أطاع رسول الله في أوامره ونواهيه فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ تعالى لكونه لا يأمر ولا ينهى إلا بأمر الله وشرعه ووحيه وتنزيله، وفي هذا عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله أمر بطاعته مطلقا، فلولا أنه معصوم في كل ما يُبَلِّغ عن الله لم يأمر بطاعته مطلقا، ويمدح على ذلك. وهذا من الحقوق المشتركة فإن الحقوق ثلاثة: حق لله تعالى لا يكون لأحد من الخلق، وهو عبادة الله والرغبة إليه، وتوابع ذلك. إسلام ويب - تفسير النسفي - تفسير سورة النساء - تفسير قوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله- الجزء رقم1. وقسم مختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير والنصرة. وقسم مشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله ومحبتهما وطاعتهما، كما جمع الله بين هذه الحقوق في قوله: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا فمَنْ أطاع الرسول فقد أطاع الله، وله من الثواب والخير ما رتب على طاعة الله وَمَنْ تَوَلَّى عن طاعة الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئًا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا أي: تحفظ أعمالهم وأحوالهم، بل أرسلناك مبلغا ومبينا وناصحا، وقد أديت وظيفتك، ووجب أجرك على الله، سواء اهتدوا أم لم يهتدوا.
إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة النساء - تفسير قوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله- الجزء رقم1
تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
من يطع الرسول فقد أطاع الله – Dr. Mohiaddin Alwaye
فلنحرص على تعلّم القرآن الكريم الذي يرشدنا لتعلّم واتّباع السنة النبوية، ولنحذر من الدعوات والدعايات المغرضة ضد السنة النبوية وعلمائها، والتي تهدف لمحاربة الإسلام في الحقيقة، ولو رفعت شعار تعظيم القرآن الكريم، لأنهم يعصون القرآن الكريم الذي يقول: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (الحشر: 7).
إسلام ويب - تفسير النسفي - تفسير سورة النساء - تفسير قوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله- الجزء رقم1
الغاية من بعثة الرسول
إن غاية وجود أو إيجاد أي شيئ هي التي تحدد مكانته وتوضح ضرورته وتعين موقفه من الأشياء الأخرى ، وأما الغاية المنشودة من إرسال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقد أعلنها وبينها رب العزة وخالق الكون وباعث الرسول في كتابه المحكم الخالد بيانا وتبيانا للعالمين فقال: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " (الجمعة: 2). وقال أيضا: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا " (الفتح: 28). ويتبين من الآية الأولى بكل صراحة ووضوح أن مهمة الرسول التعليم والتزكية فهو المعلم والمزكي ، وأما الآية الثانية توضح أنه صاحب الهدى ودين الحق ، فمن الطبيعة والفطرة أن الشخص العاقل الذي يرغب تعلم الحق وتزكية نفسه واتباع الهدى والسير في طريق الحق إنما يلتجئ إلى المعلم والمزكي ليغترف من مناهله ويتلقى من يديه الهدى ودين الحق ، وأما الذي يدعي أنه يتعلم بنفسه بدون معلم ومصدر أو يزعم أنه يزكي نفسه بلا واسطة نبي ورسول ومعلم فإنما يعادي الفطرة ويناقض الطبيعة ، إلا أن يتردى في درك ادعاء تلقي الوحي من السماء ، أو في منزلة مسلوب العقل وخاوي الذهن!
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أطاعَني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يُطِعِ الأميرَ فقد أطاعني، ومن يَعصِ الأمير فقد عصاني))؛ متفق عليه. • وعن أبي بَكْرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أهانَ السلطان أهانه الله))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن. من يطع الرسول فقد أطاع الله. وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح، وقد سبق بعضها في أبواب. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذان الحديثان بقية باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني)). ففي هذا الحديث بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن طاعته من طاعة الله، قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر إلا بالوحي؛ إلا بالشرع الذي شرعه الله تعالى له ولأمَّتِه، فإذا أمر بشيء، فهو شرعُ الله سبحانه وتعالى، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله.
الثاني: أنه أمر به ولاة الأمور. القسم الثاني: أن يأمرونا بمعصية الله، فهذا لا يجوز لنا طاعتهم فيها مهما كان، مثل أن يقولوا: لا تصلُّوا جماعة، احلِقوا لِحاكم، أنزِلوا ثيابكم إلى أسفل، اظلموا المسلمين بأخذ المال أو الضرب أو ما أشبه ذلك، فهذا أمرٌ لا يطاع، ولا يحلُّ لنا طاعتهم فيه، لكن علينا أن نناصحهم وأن نقول: اتقوا الله، هذا أمر لا يجوز، لا يحل لكم أن تأمروا عباد الله بمعصية الله. من يطع الرسول فقد أطاع ه. القسم الثالث: أن يأمرونا بأمر ليس فيه أمرٌ من الله ورسوله بذاته، وليس فيه نهي بذاته، فيجب علينا طاعتهم فيه؛ كالأنظمة التي يستنونها وهي لا تخالف الشرع، فإن الواجب علينا طاعتُهم فيها، واتباع هذه الأنظمة وهذا التقسيم، فإذا فعل الناس ذلك، فإنهم سيجدون الأمن والاستقرار والراحة والطُّمأنينة، ويحبون ولاة أمورهم، ويحبهم ولاة أمورهم. ثم ذكر المؤلِّف آخر حديث في هذا الباب؛ حديث أبي بَكْرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((من أهان السلطان أهانه الله))، وإهانةُ السلطان لها عدة صور:
منها: أن يَسْخر بأوامر السلطان، فإذا أمر بشيء قال: انظروا ماذا يقول؟
ومنها: إذا فعل السلطان شيئًا لا يراه هذا الإنسان، قال: انظروا، انظروا ماذا يفعل؟ يريد أن يهوِّن أمر السلطان على الناس؛ لأنه إذا هون أمر السلطان على الناس استهانوا به، ولم يمتثلوا أمره، ولم يجتنبوا نهيه.