ولتبسيط الصورة باستخدام لغة الأرقام، فتفيد التقارير بوجود 90 مليار برميل من النفط، بالقطب الشمالي، وهو ما يكفي لتلبية الطلب الأمريكي على النفط، لمدة 12 عاماً، فضلاً عن توقع وجود ما يزيد عن خمسين تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. رحلة إلى القطب المتجمِّد الشمالي – مجلة القافلة. نجاح روسي ومن هنا بدأ الاهتمام بالقطب الشمالي، أو بصريح العبارة "الصراع على منطقة القطب الشمالي"، حيث بدأت دول الجوار المطالبة بضم جزء من أراضي القطب الشمالي إلى حدودها، للاستفادة من هذه الثروات، خاصة بعدما نجحت روسيا، كأول دولة، في استخراج النفط والغاز من داخل حدودها بالمنطقة القطبية، التي يمثل فيها شاطئها الساحلي نسبة 53% من ساحل المحيط المتجمد الشمالي. واستغلت الولايات المتحدة الأمريكية وقوع ولاية ألاسكا، التابعة لها، على المحيط المتجمد الشمالي، بالقرب من الحدود الروسية، فقامت بنشر 27 ألف جندي بها، وأقامت مناورات عسكرية في الشمال. إلا أن الأطماع لم تقتصر على دول الجوار، بل امتدت لأبعد منها، فتجد الصين قد استثمرت في القطب الشمالي نحو 90 مليار دولار ما بين عام 2014 و2017، وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكي، الأسبق، مايك بومبيو، للتصريح بوضوح أطماع الصين، في القطب الشمالي، ومعلناً رفضه لأن يكون لبكين أي حقوق في المنطقة المتجمدة، لترد الصين باحترامها لسيادة الدول، داخل حدودها الرسمية، المعترف بها.
رحلة إلى القطب المتجمِّد الشمالي – مجلة القافلة
كل هذا وغيره يعطي دلالة ولو بسيطة إلى أن كوننا يحمل من الأسرار والعجائب الشيء الكثير، فالحضارة البشرية تملك من الامتداد التاريخي ما يدعو للدهشة، ولكن يبقى التحدي أن نكون قادرين على إيجاد التسلسل التاريخي الواصل بين كل تلك الحضارات وأن نكون قادرين أيضًا على تفسير النقوش والرسائل التي خلفتها هذه الحضارات وما الذي كانوا يحاولون إيصاله لنا. ولعل تضافر الجهود الاممية اليوم هو الخطوة الأولى في هذا المسار الذي وإن كان صعبًا في بعض مراحله لكنه سيترك اثرا بالغا في نمو وازدهار شعوب الأرض لإن معرفة الشعوب لتاريخها يعتبر حافزًا لمزيد من التقدم على جميع الأصعدة، ومن يدري ربما تقودنا هذه الاكتشافات الى عوالم أو أكوان متعددة لم نكن على علم بها حتى وقت قريب وهذا ماحاولت بعض أفلام الخيال العلمي الإشارة اليه مثل فيلم (ALPHA GATEWAY). ما زال عالمنا يبهرنا بغرائبه التي لا تنتهي وهذا يزيده جمالًا وإمتاعا، ختامًا هل تعتقد أن هناك أكوان أو عوالم غير التي نعرفها اليوم وهل ما رآه الإدميرال ريتشارد حقيقي؟
يأخذ القطبين، الشمالي والجنوبي، نفس الشكل تقريبًا، حتى أن الغير مُطلّع قد يظن أن القطبين شيء واحد، ففي النهاية كلاهما يُغطيه طبقة من الثلج، لكن الحقيقة أن ثمة بعض الفوارق التي ربما لا يعرف بها الجميع، والتي يمكن من خلالها التمييز بين القطب المتجمد الجنوبي والقطب المتجمد الشمالي. الفارق بين القطبين في البداية يجب أن نعرف بأن القطب المتجمد الجنوبي أكبر مرة نصف من القطب المتجمد الشمالي، وهو الفارق الأول بين القطبين، لكنه معرفته والتأكد منه تتطلب بحث وقياس، لذلك نذهب إلى الفارق الثاني والأهم، والذي لا غُبار عليه ويُمكن التحقق منه بسهولة، وهو يمكن في الطبقة التي تأتي أسفل الجليد. بالنسبة للقطب الأول، القطب المتجمد الجنوبي، فجميع من زاره لاحظ بالتأكيد أن الجليد أكثر خشونة من القطب الآخر، وذلك ببساطة لأن ذلك القطب أسفله يابس، أي أن الجليد عندما تكون قام بذلك على اليابسة، بخلاف القطب المتجمد الشمالي، والذي تجمد أعلى ماء، وهو ما يجعله يذوب نصف ذوبان في كل فصل صيف، بينما يبقى القطب الجنوبي متجمدًا كما هو طوال العام على نفس الحالة التي اكتُشف عليها خلال القرن العشرين.