وما فعلته عن أمري يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "وما فعلته عن أمري" أضف اقتباس من "وما فعلته عن أمري" المؤلف: محمد قرنة الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "وما فعلته عن أمري" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الكهف- الجزء رقم1
وبعض الأنبياء لم يؤت علم الغيب مثل نوح القائل لقومه: ( وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) (31) هود) ومثل ابراهيم الذى لم يتعرف على الملائكة الذين تجسدوا بشرا وأتوا يبشرونه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. ظنهم بشرا فأسرع يقدم لهم عجلا مشويا ، ومثله لوط عليه السلام ظن نفس الملائكة بشرا فخاف ان يعتدى عليهم قومه المُصابون بالشذوذ: ( هود 96: 83). خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام أمره الله جل وعلا أن يعلن ـ مثل نوح ـ أنه لا يعلم الغيب: (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف - الآية 82
ففي أولها تجيء قصة أصحاب الكهف، وبعدها قصة الجنتين، ثم إشارة إلى قصة آدم وإبليس. وفي وسطها تجيء قصة موسى مع العبد الصالح. وفي نهايتها قصة ذي القرنين. ويستغرق هذا القصص معظم آيات السورة، فهو وارد في إحدى وسبعين آية من عشر ومائة آية; ومعظم ما يتبقى من آيات السورة هو تعليق أو تعقيب على القصص فيها. وإلى جوار القصص بعض مشاهد القيامة، وبعض [ ص: 2257] مشاهد الحياة التي تصور فكرة أو معنى، على طريقة القرآن في التعبير بالتصوير. أما المحور الموضوعي للسورة الذي ترتبط به موضوعاتها، ويدور حوله سياقها، فهو تصحيح العقيدة وتصحيح منهج النظر والفكر. وتصحيح القيم بميزان هذه العقيدة. فأما تصحيح العقيدة فيقرره بدؤها وختامها. في البدء: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. قيما. لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا: اتخذ الله ولدا. إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الكهف- الجزء رقم1. ما لهم به من علم ولا لآبائهم. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. وفي الختام: قل: إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
ومنها: أن السبب الكبير لحصول الصبر، إحاطة الإنسان علما وخبرة، بذلك الأمر، الذي أمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدريه، أو لا يدري غايته ولا نتيجته، ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله: { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ْ} فجعل الموجب لعدم صبره، وعدم إحاطته خبرا بالأمر. ومنها: الأمر بالتأني والتثبت، وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء، حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود. ومنها: تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة، وأن لا يقول الإنسان للشيء: إني فاعل ذلك في المستقبل، إلا أن يقول { إِنْ شَاءَ اللَّهُ ْ} ومنها: أن العزم على فعل الشيء، ليس بمنزلة فعله، فإن موسى قال: { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ْ} فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل. ومنها: أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء، حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها، فإن المصلحة تتبع، كما إذا كان فهمه قاصرا، أو نهاه عن الدقيق في سؤال الأشياء التي غيرها أهم منها، أو لا يدركها ذهنه، أو يسأل سؤالا، لا يتعلق في موضع البحث. ومنها: جواز ركوب البحر، في غير الحالة التي يخاف منها.
وليس المراد (الإعراض) عن دعوتهم؛ لأن قوله تعالى: { فاصدع بما تؤمر} مانع من ذلك. وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن قوله تعالى: { وأعرض عن المشركين} منسوخ بآية القتال، وهي قوله سبحانه: { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق} (التوبة:29) وقد ضعَّف الإمام الرازي دعوى النسخ؛ لأن معنى هذا (الإعراض) ترك المبالاة بهم، فلا يكون منسوخاً. فإذا قامت الدعوة بشكلها العلني، فلا بد من أبجديات المنطق أن يتصدى لها أعداؤها بكل ما أوتوا من قوة وشراسة -وهو أمر أشد ما يكون وضوحاً اليوم- والله عندها يأمر نبيه عليه الصلاة والسلام ومن بعده أمته أن تكف وجوهها عن المشركين، الذين يحاولون إعاقة سير الدعوة، بل ومحاربتها، ولينطلقوا في دعوتهم رغم كل كيد يُكادون به { إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا * فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} (الطارق:15-17). تفسير: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين). الوقفة السابعة: قال ابن عاشور رحمه الله: "إن اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم بدار الأرقم كان بأمر من الله تعالى؛ لحكمة علمها الله، أهمها تعدد الداخلين في الإسلام في تلك المدة، بحيث يغتاظ المشركون من وفرة الداخلين في الدين مع أن دعوته مخفية، ثم إن الله أمر رسوله عليه الصلاة والسلام بإعلان دعوته لحكمة أعلى، تهيأ اعتبارها في علمه تعالى".
فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين سبب النزول
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: أنـزل الله تعالى ذكره: ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) فإنه أمر من الله تعالى ذكره نبيه صلى الله عليه وسلم بتبليغ رسالته قومه ، وجميع من أرسل إليه ، ويعني بقوله ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ): فامض وافرُق، كما قال أبو ذؤَيب: وكــــأنَّهُنَّ رَبابَـــةٌ وكأنَّـــهُ يُسـرٌ يُفيـضُ عـلى القِـداح ويَصْدَعُ (5) يعني بقوله: يَصْدَع: يُفَرِّق بالقداح. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) يقول: فأمضه. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) يقول: افعل ما تؤمر. حدثني الحسين بن يزيد الطحان، قال: ثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، في قوله ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) قال: بالقرآن. فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين سبب النزول. حدثني نصر بن عبد الرحمن الأَوْديّ، قال: ثنا يحيى بن إبراهيم، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) قال: هو القرآن.
ومعنى " ما " التي في قوله ( بِمَا تُؤْمَرُ) معنى المصدر، كما قال تعالى ذكره يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ معناه: افعل الأمر الذي تؤمر به ، وكان بعض نحويِّي أهل الكوفة يقول في ذلك: حذفت الباء التي يوصل بها تؤمر من قوله ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) على لغة الذين يقولون: أمرتك أمرا ، وكان يقول: للعرب في ذلك لغتان: إحداهما أمرتك أمرا، والأخرى أمرتك بأمر، فكان يقول: إدخال الباء في ذلك وإسقاطها سواء. واستشهد لقوله ذلك بقول حصين بن المنذر الرقاشي ليزيد بن المهلَّب: أمَــرْتُكَ أمْــرًا جازِمـا فَعَصَيْتَنـي فـأصْبَحْتَ مَسـلُوبَ الإمـارَةِ نادِمـا (6) فقال أمرتك أمرا، ولم يقل: أمرتك بأمر، وذلك كما قال تعالى: ذكره: أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ولم يقل: بربهم، وكما قالوا: مددت الزمام، ومددت بالزمام، وما أشبه ذلك من الكلام. وأما قوله ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) ويقول تعالى ذكره لنبييه صلى الله عليه وسلم: بلغ قومك ما أرسلتَ به، واكفف عن حرب المشركين بالله وقتالهم. فاصدع بما تور کیش. وذلك قبل أن يفرض عليه جهادهم، ثم نَسَخَ ذلك بقوله فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ. كما حدثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) وهو من المنسوخ.